دعت ندوة متخصصة بالأردن إلى إعادة الزخم لقضية القدس في مواجهة الهجمة الإسرائيلية على المدينةالمحتلة والتي تزايدت بعد قبول فلسطين عضوا مراقبا في الأممالمتحدة. وطالب المشاركون - في الندوة التي نظمتها لجنة "مهندسون من أجل فلسطينوالقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين اليوم "الأربعاء" بتحمل المسئولية تجاه ما تتعرض له القدس من عمليات تهويد واستيطان وتهجير لسكانها، مؤكدين ضرورة إطلاق مبادرة لإعادة الزخم لقضية القدس لمواجهة الهجمة الاسرائيلية. بدوره، طالب نقيب المهندسين الأردنيين عبدالله عبيدات - في كلمته أمام الندوة - بتشكيل هيئة شعبية تعمل على الارتقاء بجهود الحفاظ على المقدسات وتمويل الدور الإداري للأردن في المدينة المقدسة ، مؤكدا رفضه القاطع لأي محاولة لنزع الحصرية الإسلامية عن المسجد الأقصى المبارك وأية محاولة لنزع حصرية إشراف الأوقاف الأردنية عليه ، مشددا على ضرورة توظيف كل الأدوات الدبلوماسية والمؤسساتية الممكنة لهذه الغاية. من جانبه، عرض مدير مركز "الزيتونة" للدراسات الاستراتيجية الدكتور محسن صالح في الجلسة الأولى للندوة تقريرا عن المسجد الأقصى والاعتداءات الإسرائيلية عليه خلال العام السابق تناول آليات ووسائل تفعيل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية في دعم صمود أهل القدس ودعم الحق العربي والاسلامي للمسجد الأقصى المبارك. من ناحيته، تحدث المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية زياد الحسن في ورقة بعنوان "تهويد القدس وسبل المواجهة" عن الوجود الفلسطيني في القدس ومخططات التهويد والاقتلاع والتهجير الموجهة ضده والصمود الذاتي التلقائي للمقدسيين وما استطاع إنجازه في مواجهة التهويد وواجب الأمة العربية والإسلامية في مواجهة التهويد. وأشار الحسن إلى ما أسماها ب "حرب السكان في القدس"، مستعرضا الأرقام والإحصائيات لتعداد سكان المدينة ما قبل النكبة وبعدها. ولفت الحسن - في هذا الصدد - إلى أن السلطات الإسرائيلية قدرت أعداد الفلسطينيين في المدينة بما يزيد عن 68 ألف فلسطيني أي نحو 8ر25 % من سكانها جميعهم تقريبا يسكنون الشطر الشرقي الذي احتل حديثا، فيما كان عدد اليهود في المدينة بحدودها الجديدة ما يزيد عن 197 ألف يهودي، أي ما نسبته 2ر74 % من السكان كانوا يسكنون الشطر الغربي للمدينة الذي احتل عام 1948. وقال المدير التنفيذي لمؤسسة القدس الدولية زياد الحسن إنه مع نهاية عام 2011 بلغ عدد المقدسيين الذين يحملون بطاقات "إقامة زرقاء" تخولهم السكن داخل حدود بلدية القدس ما يزيد عن 288 ألف شخص أو مانسبتهم 2ر36 % ، فيما بلغ عدد اليهود المقيمين في المدينة ما يزيد عن 507 آلاف شخص نسبتهم 8ر63 % الأمر الذي يعني أن عدد المقدسيين قد زاد بنسبة 320 % مقارنة بعددهم في العام 1967، بينما زاد عدد اليهود الذين يسكنون المدينة بنسبة 157%.. وأوضح الحسن أن الأسباب التي تدفع السكان اليهود لمغادرة القدس تتركز حول وجود السكان الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية والوجود الكثيف لليهود المتدينين وتردي الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار العقارات. وأشار إلى أن القدس شكلت "العاصمة الاستشفائية" لفلسطين حتى عام 2005 ، حين اكتمل بناء أجزاء من الجدار العازل في محيطها ، حيث يقع فيها اثنان من المستشفيات التحويلية التي يعتمد عليهما القطاع الصحي الفلسطيني بالإجمال وتزيد نسبة الأطباء وأسرة المستشفيات إلى عدد السكان في القدس عن نظيراتها في عمان وبيروت ودمشق، لافتا إلى أنه يوجد في المدينة 7 مستشفيات فلسطينية تحوي 489 سريرا وتشغل 1165 موظفا. ونبه الحسن إلى أن معظم المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر وأن نسبة الفقراء من المقدسيين تزداد عاما بعد عام حيث قفزت نسبة الأسر الواقعة تحت خط الفقر من 60 % ، عام 2008 إلى 69 % عام 2009 وصولا إلى 77 % عام 2010، فيما نسبة الفقر لدى الأسر. اليهودية ثابتة وتتراوح ما بين 23%-25%، وقال الحسن إن الإحصاءات لعام 2010 أشارت إلى أن 84% من أطفال القدس هم أبناء أسر تعيش تحت خط الفقر.