أكد مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين أن المثقف والمفكر العربي يتحمل دوراً كبيراً في حفظ وجه مدينة القدس وتاريخا في النفوس، وإبقاء جذوتها متقدةً بالرغم من كل هذه الأسرلة المتعمدة. وقال المفتي محمد حسين، في حوار مع صحيفة الرأي الأردنية في عددها الصادر اليوم السبت أن هوية المدينة الثقافية تزداد نصوعاً في وجدان الشباب العربي والفلسطيني، واصفا الاحتفال بالقدس عاصمةً للثقافة العربية عام 2009 بأنه كان مكسباً حقيقياً، مؤكداً قيمة الندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية والفنية التي صاحبت ذلك الاحتفال. ونبه إلى أن إسرائيل زادت في خطط التهويد والقضاء كلاً أو جزءاً على هذه النزعة العربية لمدينة القدس، مشيرا إلى أن التصريحات الإسرائيلية اليوم ليست ببعيدة عن تصنيفه أسوار القدس تراثاً إسرائيلياً، وقد تواكب ذلك مع تصنيفه، أيضاً، المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم تراثاً يهودياً. وحذر مفتي القدس من أن كل ذلك يستهدف هوية المدينة وحضارتها العربية برسالة يكللها بإعلانه القدس عاصمةً أبديةً موحّدة لإسرائيل، وهو إعلانٌ فيه رسالة سياسية واضحة مؤداها انتهاء قضية فلسطين وحسمها لصالحه. وشدد على أن المسؤولية تغدو كبيرةً على كاهل المثقف والسياسي معاً ليبقى الحي المقدسي في الذاكرة في ظل هذا الاستيطان والطرد المتعمد للسكان، كما حصل في الشيخ جراح والبستان في سلوان، وهما حيّان يشكلان الهوية الجغرافية الثقافية للمدينة بملاصقتهما للمسجد الأقصى، فضلا عن افتتاح كنيس الخراب إيذاناً ببناء الهيكل الثالث، مؤكدا أن إحاطة المثقف والسياسي بكل هذه الأمور مسألة مهمة للغاية. وأعرب مفتي القدس عن اعتقاده بأن الشباب العربي الفلسطيني لا ينساق مع ثقافة العولمة، وهو أكثر تمسكاً بالقدس سواء كان داخل المدينة أو خارجها، فلا يتحلل منها بمغريات محيطة، فهي ثقافة وفكر ووجدان، معتبرا أن اصطدام الشباب في مدينة القدسالمحتلة مع قوات الاحتلال دليل ارتباط بالتاريخ والحضارة والهوية الأصيلة، وهو مثال حي على أن القدس ما تزال تسكن القلوب شيباً وشباباً.