اختار شعراء موريتانيا في مهرجانهم السنوي لهذا العام، الشعر وسيلة أساسية للدفاع عن النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. وعاشت العاصمة الموريتانية الليلة الماضية تحت شعار "فداك الحرف والمهج يا رسول الله" أولى أمسيات المهرجان الثامن للشعر الموريتاني الذي شهد إقبالا رسميا وشعبيا قل نظيرهما في الأعوام الماضية بالرغم من عزوف بعض أبناء بلاد المليون شاعر عن قرض الشعر. ويشمل برنامج المهرجان الذي يستمر أربعة أيام مسابقات في موضوع موحد هو نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ترتكز على الشعر الفصيح واللهجات الشعبية والقصة والبحث العلمي، بالإضافة إلى محاضرات وعروض أدبية. ومن المتوقع أن يتبارى مائة وأربعون شاعرا بإلقاء قصائدهم في هذا المهرجان ضمن تصفيات نهائية تنعش السمر الموريتاني خلال ثلاث أمسيات شعرية سيتم في نهايتها إعلان الفائزين بمسابقة الإبداع السنوية التي ينظمها اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين . وأكدت وزيرة الثقافة الموريتانية "سيسه بنت الشيخ ولد بيده" في كلمتها في افتتاح المهرجان أن الثقافة تمثل رصيدا للوحدة الوطنية، وصمام أمان في وجه كل ما يهدد تماسك الأواصر القوية بين مكونات التركيبة الاجتماعية الموريتانية . وأشارت الى أن الثقافة لعبت عبر العصور دورا في التعايش الأخوي بين شرائح المجتمع من خلال نشر التعاليم الاسلامية، حيث استطاعت الثقافة أن تشكل قطب تأثير معرفي ملحوظ في الجوار. وقالت الوزيرة: إن المهرجان يلتئم في ظل ظرف تميز باعتماد سياسة تهدف إلى الرفع من شأن الثقافة والتراث والفنون من خلال برامج متكاملة تحرص على تحقيق السلم والعدالة والاستقرار وتوطيد الوئام الاجتماعي انطلاقا من الحفاظ على هوية شعبنا وصيانة ثقافته الراقية. من جهته ثمن رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين الشاعر عبدالله السالم ولد المعلى الدعم الذي تلقاه الاتحاد من قطاع الثقافة، مشيدا بالجهود التي بذلها المكتب السابق في تنظيم النسخ السابقة من المهرجان. وأضاف "إذا تصفحنا التاريخ الإنساني منذ أن وجد الإنسان واستخلف على الأرض، إلى يومنا هذا، فإننا نجد أن الأمم قلما تنهض إلا بازدهار آدابها وفنونها، أو تنتكس وتتخلف عن ركب الحضارة إلا حين تعرض عن الإبداع الأدبي والفني، وما واقعنا العربي عنا ببعيد". وأكد ولد المعلى أن" أدبنا العربي الشنقيطي كان شأنه في ذلك شأن الآداب الإنسانية، مفعم بالشذى، مسكون بالخصوبة، ثري الدلالات، يموج بالأشكال والألوان، وهو إلى ذلك من الآداب الإنسانية الراقية بغنائيتها، المعبرة عن إنسانيتها، والنابضة بدم الحياة وتفاصيلها". وقال ولد المعلى: إن مهرجان الأدب الموريتاني يأتي هذا العام في ظل سعي المكتب الجديد للاتحاد إلى تطوير أساليب العمل، ودفع الإبداع إلى آفاق أكثر إشراقا. وأضاف أن الاتحاد أعلن عن "برنامج طموح" للسنوات المقبلة بهدف تطوير الاتحاد، ومشاركته الفاعلة في النهوض بالساحة الثقافية والأدبية، معلنا أن الاطلاع على هذا البرنامج سيكون متاحا لكل المهتمين بشأن الاتحاد على موقعه الإليكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ بتطويره، ليتمكن متصفحوه من الاطلاع على كل الإبداعات الخاصة بالأدب الموريتاني، ولمنتسبي الاتحاد على الخصوص". يشار إلى أن المهرجان تم افتتاحه الليلة الماضية بآيات بينات من الذكر الحكيم، ووقفة ترحم على أرواح الأدباء الموريتانيين الراحلين، كما شهد حفل الافتتاح الاستماع لمقطوعات من التواشيح الدينية، وعرض مسرحي، ونشيد الاتحاد الذي أدته فرقة من المسرحيين الموريتانيين.