توقع خبراء اقتصاديون ضعف فرصة الشركات المصرية إستثماريا فى المشاركة لإعادة إعمار ليبيا، وأثار ذلك جدلا واسعا بعد أن تقدم أكثر من 30 شركة مقاولات للمشاركة فى الإعمار، حيث انقسموا بين من يتوقع بسهولة دخول الاستثمارات المصرية والمشاركة فى الإعمار وبين عدم حصول هذه الشركات على فرص استثمارية هناك. الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادى يرى ان دخول الاستثمارات المصرية الى ليبيا امر صعب للغاية، بسبب تحكم حلف الناتو هناك، مشيرا الى انه اذا كانت هناك استثمارات مصرية هناك فكيف يضمن اصحاب هذه الاستثمارات حقوقهم المالية فى مجتمع غير منظم قاصدا المجتمع الليبى. وقال ان الحل الوحيد لدخول الاستثمارات المصرية هناك هو وجود علاقة وطيدة بحلف الناتو المسيطر على الاوضاع فى ليبيا، موضحا ان ما سيحدث سيكون على غرار ما حدث بالعراق مع الاختلاف فى سيطرة القوات الامريكية هناك والتى قامت بنفسها بإعادة تعمير العراق. وأضاف انه حتى الان لم يتم تدشين خطة للانعاش والتعمير لدولة فقدت هويتها كدولة من حيث بنيتها التحتية فى ظل الظروف القائمة. واشار الى ان الوضع فى ليبيا اشبه بفرصة عظيمة لمختلف الدول التى تريد غزوها اقتصاديا ولكن حتى الان نصيب مصر من "الكعكة الليبية" غير معلوم بسبب وجود اطراف اخرى مضيفا انه حتى الان لم يستعن المجلس الانتقالى الليبى بالمساعدات المصرية وانما هى مجرد تصريحات غير واضحة المعالم ولا ترقى الى مستوى الاتفاقيات. فى حين يرى الدكتور صلاح الجندى أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة ان غزو الاستثمارات المصرية لليبيا امر مؤكد نظرا للعلاقات التاريخية بين مصر وليبيا والتى بدأت منذ حوالى ربع قرن ووجود العمالة المصرية هناك، مشيرا الى ان المجلس الانتقالى يعلم هذا جيدا، بل انه متحمس له مما يؤكد دخول الاستثمارات المصرية هناك. واوضح انه بناء على الخبرة السابقة لنا هناك سيكون لمصر يد طولى هناك فى اعادة بناء الدولة بعد تدميرها. وقال ان ذلك سيساعد على حدوث انفراجة بسوق العمالة المصرية بمختلف التخصصات، بالاضافة الى حدوث انفراجة فى الاجور بعد زوال العمالة الزائدة، مشيرا الى ان كل ذلك سينعكس بشكل ايجابى على الاقتصاد القومى خاصة انه سيرفع من معدل النمو فى البلدين بالاضافة الى توسيع نطاق العمالة المصرية هناك.