ما لحق بليبيا من دمار علي يد قوات القذافي وقوات الناتو, يحتاج إلي اعمار كبير فضلا عن أن ليبيا لم تشهد تنمية حقيقية منذ تولي القذافي مقاليد الحكم.. وبعد جلاء القذافي عن ليبيا بعد أن تركها كالثوب البالي.. تأتي الدعوة إلي اعادة الاعمار.. وهنا يطرح تساؤل هام.. ما نصيب مصر من إعادة الأعمار؟ وما هي المعايير التي سيتم توزيع نسب اعادة الاعمار علي الدول؟ ومن يقوم بذلك هل الدول الغربية التي كانت لها دور اساسي في العمليات العسكرية الأخيرة في ليبيا؟ أم المجلس العسكري الانتقالي الليبي؟ حول هذه القضية يتحدث خبراء الاقتصاد والتمويل: يشدد الدكتور باهر عتلم استاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة علي متانة العلاقات الوثيقة بين مصر وليبيا علي المدي الطويل ومن خلال هذه العلاقة تستطيع مصر بكل سهولة وحجم كبير بالدخول في أعمار ليبيا بكل قوة من خلال شركات المقاولات التي تعد في مقدمتها شركة المقاولون العرب. وقال: عتلم: إن مصر بما لديها خبرات وعقول تستطيع وبفاعلية ان تسهم في جميع مجالات اعمار ليبيا ليس فقط في مجال المقاولات بل أيضا في مجال التعليم والصحة والطب والثقافة والرصيد القومي الذي يربط الشعبين المصري والليبي رصيد قوي من العلاقات الوطيدة يجعل الاخوة في ليبيا يستندون إلي مصر في جميع المجالات لاعمار ليبيا. ونوه د. عقلم إلي أن المستقبل لليبيا مستقبل واعد وسوف تشهد ليبيا نهضة اقتصادية شاملة بعد تولي قيادة جديدة فيها ترفع ليبيا في مصاف الدول الاقتصادية الكبيرة. ومصر سوف تشارك بقوة في احداث ذلك. نسب الإعمار وتلفت الدكتورة يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس إلي أن التساؤل المطروح ماذا يترك لنا في إعمار ليبيا؟ فمصر قادرة وبشكل قوي وكبير علي الدخول في جميع مجالات الاعمار ولدينا تجربة ناجحة جدا في ليبيا وهي مشاركات شركات المقاولون العرب واعتقد ان امام مصر فرص كبيرة تنتظر الشركات المصرية المختلفة في مجال اعمار ليبيا خاصة أن ليبيا تحتاج في اعادة الأعمار جهدا كبيرا لما تعرضت له البنية الأساسية والمباني من تدمير كبير نتيجة القصف الذي كانت تتعرض له ليبيا من قوات القذافي وحلف الناتو. وأوضحت د. الحماقي ان أمام المجلس الانتقالي الليبي الذي تم الإعلان عنه ان يراعي القاعدة الشعبية فالشعب الليبي يقدر ويحترم الشعب المصري فضلا عن اننا بلد حدودي مع ليبيا وأن المجتمع المدني المصري وقف وقفات بطولية مع الشعب الليبي في محنته الأخيرة ويوجد في مصر اسر ليبية كثيرة في مصر نتيجة الاحداث الأخيرة كما أن المجلس الانتقالي الليبي لابد أن يراعي البعد السياسي فسوف يكون امامه عروض من الدول الغربية التي وقفت مع ليبيا في ازمتها بصورة مباشرة وفعالة وسوف يكون لهذه الدول نصيب كبير في عملية الاعمار. وتعول د. الحماقي علي الجانب أو البعد الشعبي الذي يربط بين الشعبين المصري والليبي وهذا الرصيد من العلاقات سوف يجعل نصيب مصر من عمليات الاعمار كبيرا أيضا, فليبيا تعد حاليا مجالا مفتوحا امام المستثمرين المصريين وبها مجالات واعدة للاستثمار وهي معروفة لدي كثير من المستثمرين المصريين الذين لهم سابق خبرة في التعامل مع ليبيا وتم اقصاؤهم عن طريق أبناء القذافي الذين كانوا يطلبون نصيبا من الأرباح دون وجه حق فبجلاء القذافي وابنائه عن ليبيا ستصبح ليبيا واعدة للفرص الاستثمارية المصرية الإعمار وفرص العمل ويقول الدكتور إيهاب الدسوقي استاذ الاقتصاد والمالية باكاديمية السادات ان انتهاء عصر الطاغية في ليبيا سوف يفتح فرص عمل جديدة ويزيد من الاستثمارات المصرية في ليبيا وخاصة في مجال شركات المقاولات التي سوف تأخذ علي عاتقها اعادة إعمار البنية الأساسية وانشاء المباني في ليبيا. وأوضح الدسوقي ان مصر قادرة بما لديها من خبرات وعقول وتجارب في الدخول بقوة في عمليات الاعمار في ليبيا بعد جلاء الطاغية القذافي منها, فعمليات الاعمار تحتاج الي عقول وخبراء ومتخصصين وأيد عاملة مدربة وكل ذلك يوجد في مصر, وجانب التمويل متوافر في ليبيا اضافة الي أن قرب المسافة بين مصر وليبيا يساعد علي الاعتماد علي العمالة المصرية في مختلف التخصصات خاصة وأن الحكومة الليبية سوف تعمل جادة علي استثمار ماتملكه من ثروة لتحسين الخدمات الأساسية بالتوسع في الانشطة الصناعية والزراعية وغير ذلك. وأوضح: أن الخبرة المصرية في التخطيط والاقتصاد سوف تحتاجها الحكومة الليبية خاصة ان ليبيا دولة غنية بما لديها من نفط وثروات طبيعية ولكن للاسف لم يحدث فيها اي تنمية حقيقية منذ تولي القذافي مقاليد الحكم في البلاد.