قبل الثورة كان نشاطهم شاحبا محفوفا بالمخاطر، لكن الثورة غيرت كثيرا من الثوابت فى الحياة الجامعية وأبرزت للوجود ظواهر جديدة، فبعد أن كان التيار السلفى يزهد فى الظهور فى الصورة السياسية داخل الجامعات أصبح يتواجد الآن بكثرة سواء فى صورة أسر أو جماعات أو أحزاب امتد نشاطها إلى داخل الجامعة أيضا. الآن انتشرت التيارات الدينية داخل كل الجامعات المصرية، وأصبح لها أنشطتها التى تميزها عن غيرها بحرية تامة، بل غلب على بعض الجامعات التوجه الدينى منها جامعة القاهرة والتى أقامت معرضًا لبيع الكتب لعرض كتيبات عن حياة «الشهيد سيد قطب، والشيخ حسن البنا» وهو ما كان ممنوعا قبل الثورة، حتى إن بعض الطلاب الإخوان قبض عليهم سابقا بتهمة اقتناء كتب الشيخ سيد قطب. مهاب حامد طالب بحقوق القاهرة: الجامعة أصبحت «أفغانستان».. الطلاب المحسوبون على التيارات الإسلامية يمنعوننا من إقامة بعض الأنشطة ويتدخلون فيما لايعنيهم، وعندما اعترضنا فصلنا من جميع الجامعات المصرية رغم نجاحنا وحصولنا على ليسانس الحقوق، حيث تم إلغاء نتيجة الامتحانات بشكل متعسف، تمهيدا للفصل بقرار لاحق من رئيس الجامعة وتقدمنا ببلاغ إلى النائب العام. آية عبد الله - الأخت الكبرى لأسرة النور بحقوق عين شمس: الأسرة قبل الثورة كانت تتعرض للكثير من الضغوط ولا تمارس أنشطتها، فإذا تحدث طالب فى الدين مع أى شخص داخل الجامعة يتم القبض عليه والتحقيق معه ولكن الوضع اختلف بعد الثورة، حيث أصبحت الأسر الدينية تمارس أنشطتها. الأسرة تنظم حلقات دينية كل يوم اثنين، كما يباشر أحد طلاب الأسرة تحفيظ القرآن للطلاب وتفسير الأحاديث النبوية. الأسرة تنتمى لجماعة الإخوان، لكنها لا تجبر الطلاب على المشاركة السياسية ولم يحدث ذلك إلا مرة واحدة فى وقفتهم الاحتجاجية لإقالة «خالد عبدالرحمن» العميد السابق لكلية الحقوق لمعاملته السيئة لشباب الجماعة. محمود حامد الأخ الأكبر لأسرة الأمل بكلية العلوم جامعة عين شمس: الأسر الدينية قسمت الطلاب إلى قسمين، الأول للطلاب والآخر للطالبات، وأتحدث مع الأخت الكبرى لإبلاغ باقى طالبات الأسرة حول التنسيق لنشاط معين ولا أتحدث مع غيرها. أحمد سلام عضو أسرة النور بجامعة حلوان: الشعب المصرى شعب متدين بطبعه ويتجه نحو الإسلام بالفطرة وكل ما يحتاجه هو التوجيه، فتجد أن نسبة الحضور للندوات الدينية زادت بنسبة كبيرة جدا وكذلك لوحظ أن أغلب الشباب يتجه نحو الالتزام الدينى وتقل نسبة الفتيات غير المحجبات. أحمد عباس طالب بجامعة القاهرة: الجامعة تتميز بتنوع طبقى ومجتمعى يتمثل فى الطبقات الاقتصادية والمنقسمة إلى ثلاث طبقات: الفقيرة التى تتجه نحو التيارات الدينية والمتوسطة والتى تجد 70% منها ذا توجه دينى معتدل، أما الطبقة الغنية فأغلبها يتجه توجها عكسيا يبتعد عن الدين. أحمد إبرهيم جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: الجامعات الخاصة تقاوم استحواذ التيار الدينى، حيث إن نسبة الرافضين للتيار الإسلامى تتزايد فيها والتى تمثل طبقة من الأغنياء والذين يرفضون التحكم بأفعالهم وتصرفاتهم. سمير سعد الدين طالب بجامعة مصر الخاصة: غلبة التيار الدينى تزداد بشكل بسيط، لكنهم مستمرون من خلال الندوات الدينية والموعظة الحسنة، ونحاول إظهار أهمية الالتزام وفوائده وردود الأفعال بطيئة لكنها مطمئنة. مروة سلامة طالبة بعلاج طبيعى: نعقد بعض الحلقات الدينية بعد صلاة العشاء فى المدينة الجامعية بشكل ودى مع مشرفة المبنى وليس بتصريح من مدير المدينة. إحنا أصلا لينا ملفات فى أمن الدولة، ولسه موجودة لدلوقتى وكان طبعًا مينفعش نعمل حاجات زى كده قبل الثورة، أما بعدها مش هقولك إننا عندنا حرية كاملة لكن أكيد فيه عقوبات. عدد الطالبات المشاركات فى حلقات العلم يكون قليلا جدا فى كلية الإعلام بينما فى كليات علوم سياسية وعلاج طبيعى يكون العدد كثيرا جدا. أما داخل الحرم الجامعى لجامعة القاهرة فقد سيطرت الاتجاهات الدينية على كل كلياتها وانطلقت المنتقبات وأصحاب اللحى الطويلة ليمارسوا أنشطتهم بكل حرية بعد سقوط جهاز أمن الدولة حتى إن التيارات الدينية صارت هى التى تقود الأنشطة داخل الجامعة. أحمد غريب منسق حزب الوسط بجامعة أسيوط: الجامعة كانت ولاتزال مصدر الفكر المستنير ولا توجد أى سيطرة للتيارات الدينية داخل الجامعة بالرغم من تواجدهم ولكن تأثيرهم غير قوى على الإطلاق، ببسبب زيادة عدد الطلاب المسيحيين داخل الجامعة، مما يمنع التيارات الدينية من التوغل فيها. الدكتورة بسيمات شمس، مدرس مساعد التربية الرياضية بجامعة المنيا: انتشار التيارات الدينية بدأ قبل الثورة، ولكن معدل الزيادة تغير مع الثورة، حيث انتشرت اللحى أكثر من انتشار النقاب بشكل كبير. بعض أساتذة الجامعة ساهموا بشدة فى انتشار التيارات الدينية بانتمائهم إليها وحث الطلاب على الانضمام لها، بالإضافة إلى انتشار الخطب الدينية لعدد من المشايخ المعروفين بالتشدد فى الجامعة وخارجها مع دعوات متواصلة للحضور من أفراد الجماعات.