البعبع السياسي .. هذا هو السلاح السرّي عند أي رئيس لجمهورية مصر المخوفاتية، سلاح يستخدمه الريس عندما " يتزنق " في خانة اليك ليستخدم سياسة الرعب والترعيب لإسكات شعبه. وطبعاً لكل بعبع صفاته الأساسية فأولاً: يجب أن يكون مرعباً لدرجة الضحك .. ثانياً : أن يجيد ثلاث لغات رعبية مختلفة " التأتأة والرغي ولغة الإيييييييييه ".. ثالثاً: أن يتحلى بعدة صفات عقلية بارزة أهمها " الهطل " و" التناحة "و "الطاعة العمياء "، وأخيراً وهي أهم صفة تتمثل في اعتياده على تمشيط "فروة" يومياً عند الصباح وتحديد قرون الاستشعار اللاسكلية ليتقبل الأوامر من إدارة القطيع بكل وضوح.
وبما أن الرئيس المخلوع اعتاد على تخويف شعبه والدول الخارجية عن طريق بعبع الإخواااااان (موسيقى تصويرية مخيفة) ليتمكن من الحكم لمدة ثلاثين سنة، عبر إدارته لشركة المرعبين المحدودة بشعارها المميز " الإخوان مش هتخليك تنام "، سائراً على نمط فيلم ديزني الناجح باستخدامه الرعب لتوليد طاقة التصويت الأعمى له، ولكن هذه السياسة الإدراية باءت بالفشل لأن الأطفال ( الشعب يعني ) لم يعودوا يتأثروا بهذا البعبع .
لكن شاءت الأقدار أن يتمكن هذا البعبع المرعب بعد ركوبه مرجيحة الثورة أن " ينط " على كرسي الحكم ليوزع على قطيعه برسيم المناصب، لتتمكن شركة المرعبين" المحدودة "من توسيع نشاطها وتغييرشعارها إلى شركة المرعبين "الجمهورية"، وهنا كان السر متمثلاً ببساطة كما بالفيلم عبر تغيير سياسة الحكم من الرعب إلى القهقهة المميتة من الضحك .. ليتمكن (مارد مرسي وشوشني) " البعبع الاحتياطي " بتصريحاته " الأوفر " من توليد طاقة كوميدية هائلة من شعبه أعلى بكثر من طاقة الرعب القديمة، ليتمكن من تهيئة الشركة لرئيسها الحقيقي (شلبي بديع سلوفان ) البعبع الأكبر ومرشد الوحوش، بعد استخدام سلوفان لوشوشني في الدعاية الانتخابية برمز " حلاوة الميزان " الطحينية التي أدت لرفع مستوى السكر عند الشعب ليتغلبوا على مرارة أطنان الليمون التي عصروها لانتخابه بدلاً من " الفلفل " الآخر.
هذا هو فيلم الكارتون من وجهة نظر الرئيس، لكن تشاء الأقدار أن يذهب قطاع كبير من الشعب مرة أخرى لملاهي الثورة مطالبين بإنزال البعبع من المرجيحة، نظراً لتحول " الكوميديا السياسية " للقطيع إلى " بواخة " و"تقل دم"، لتبدأ شركة المرعبين الجمهورية ( الجزء الثاني من الفيلم ) في خسارة الإيرادات السينيمائية الشعبية، وهنا يطرح السؤال الأهم " هل ستسكت شركة ديزني الأمريكية على هذه الخسائر؟ ".