رحبت قطر بالقرار الذى اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين فى الأممالمتحدة إلى دولة مراقب غير عضو باعتباره خطوة مهمة فى طريق استعادة الحقوق الفلسطينية وانتصارا للقانون الدولى والشرعية الدولية. جاء ذلك فى تصريح لمصدر مسئول بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، وأشاد المصدر بالخطوات الشجاعة التى اتخذتها الدول المؤيدة للطلب الفلسطينى.. داعيا الدول التى اتخذت ما يخالف ذلك إلى إعادة النظر فى قرارها لأن القرار الحالى يضع أساسا واضحا للمفاوضات وهو إعادة الأراضى المحتلة منذ عام 1967 إلى أصحابها الشرعيين. وأعرب المصدر عن أمله فى أن ينظر مجلس الأمن الدولى بصورة إيجابية إلى طلب فلسطين للحصول على العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
ومن جانبها، أوضحت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الصفة الدولية الجديدة الممنوحة لفلسطين سوف تعطي الفلسطينيين أدوات كبيرة تمكنهم من تحدي إسرائيل في المحافل القانونية الدولية بسبب أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية فضلا عن مساهمتها في دعم قيادات السلطة الفلسطينية والتي تعثرت إلى حد كبير عقب العداون الذي شنته إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية في غزة "حماس". وقالت الصحيفة في تعليق لها حول هذا الشأن أوردته على موقعها الألكتروني: إن التصويت الذي أجرته الجمعية العامة يوم أمس أظهر في الحقيقة دعما لفلسطين يستحق الإعجاب والإشادة لا سيما بعد أن جاء في وقت عصيب يمر به الفلسطينيون". وأشارت إلى أن هذا التصويت جاء بالتزامن مع إحياء الذكرى ال 65 على القرار الدولي الذي قسم فلسطين في عام 1948 إلى دولتين إحداهما عربية والآخرى يهودية...وهو القرار الذي تعتبره إسرائيل ميلادا لدولتها. ومع ذلك، تشككت الصحيفة في أن يكون تصويت الأمس قد قدم حتى الأن مساهمات قليلة لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في طريق الهدف الذي يرجونه وهو أن يعيشا معا جنبا إلى جنب أو حتى في اتمام وحدة الفصائل الفلسطينية. ومن جانبه، رحب إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة اليوم الجمعة بحصول فلسطين على صفة مراقب في الأممالمتحدة، مؤكدا فى الوقت نفسه ضرورة الالتزام بثوابت الشعب الفلسطيني القائمة على قاعدة عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين من البحر إلى النهر . وقال هنية في كلمة له عقب صلاة الجمعة أمام مقر الصليب الأحمر فى مدينة غزة " لكى نحول هذا القرار إلى واقع عملي على الأرض لابد من استمرار الصمود والمقاومة والتوحد الفلسطيني القائم على إستراتيجية المقاومة والتمسك بالثوابت. وتابع "هذا الإجماع على تأييد الطب الفلسطيني يدلل على وقوف دول العالم الى جانب الشعب الفلسطيني ورفع الغطاء عن الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني" . واعتبر هنية هذا النجاح تتويجا لانتصار للمقاومة الفلسطينية في غزة على الاحتلال الإسرائيلي في حرب الثمانية ايام التي شنها ضد قطاع غزة وأيضا صمود الشعب الفلسطيني ونضالاته وتضحياته. ووجه هنية الشكر للدول التي صوتت إلى صالح الطلب الفلسطيني " 138 دولة" وتعزيزه مجددا قوله إن ذلك يعنى ان الاحتلال أصبح لا غطاء له على مستوى المجتمع الدولى وأشار هنية الى ان الانتصارات تتوالى لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته في الوقت الذي يلحق بالاحتلال الهزيمة بعد الأخرى. وبدوره دعا وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس كل من الفلسطينيين وإسرائيل إلى تجنب كل ما من شأنه تقويض التقدم نحو إستئناف المفاوضات بين الجانبين. ورحب فابيوس فى بيان صحفى اليوم الجمعة بحصول فلسطين "وبدعم من فرنسا" على وضع "دولة مراقب" فى الأممالمتحدة بعد التوصيت لصالح الطلب الفلسطيني الليلة الماضية بغالبية الأصوات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعرب رئيس الدبلوماسية الفرنسية عن أمله أن "يتم استخدام هذا الاعتراف بطريقة إيجابية من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف عملية سلام صادقة" . وقال وزير خارجية فرنسا "ينبغي أن يتجنب كلا الطرفين كل ما هو ممكن أن يقويض التقدم نحو حل تفاوضي". وشدد فابيوس على أن استئناف الحوار والمفاوضات دون شروط مسبقة، لإقامة سلام دائم ضمان أمن إسرائيل ودولة قابلة للحياة وفعالة للفلسطينيين "يبقى ضرورة"..، مشيرا إلى إن فرنسا سوف تدعم جميع الجهود التي من شأنها أن تدفع في هذا الاتجاه.