توقعت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم أن تصوت الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة (البالغ عددهم 193 دولة) لصالح طلب رفع مستوى التمثيل الفلسطينى إلى وضع دولة مراقب غير عضو . وأشارت الصحيفة - فى مقال لها اليوم - إلى أن هناك دعما متناميا للطلب منذ أحداث غزة، ومع إعلان فرنسا وعدد آخر من الدول الأوروبية دعمهم للمسعى الفلسطينى من جانب دعم القوى الفلسطينية الوسطية، والتى تعترف بحق إسرائيل فى الوجود والسعى للوصول إلى حل الدولتين.
وأوضحت الصحيفة أن تمرير مثل هذا القرار الذى يسمح للفلسطينيين الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، والذى يمكن أن يجعلها قادرة على رفع دعاوى ضد إسرائيل، قد لا يجعل الفلسطينيين أقرب للحصول على دولتهم، وبذلك فإن التوصل إلى اتفاق عن طريق المفاوضات مع إسرائيل هو السبيل الوحيد لضمان إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ويضمن أمن إسرائيل.
وتابعت قائلة "إنه ليس مفاجئا أن يدفع الرئيس الفلسطينى محمود عباس قدما بالتحرك الدبلوماسى الوحيد المتاح أمامه، وذلك لوصول مفاوضات السلام إلى طريق مسدود منذ عام 2008، وأن حل الدولتين أصبح بعيد المنال أكثر من أى وقت مضى" .. معتبرة أن مكانة عباس قد تقلصت لدى بعض الفلسطينيين بعد حرب غزة خاصة فى الوقت الذى تفاوضت فيه إسرائيل مع حماس على وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى دعم بعض الدول لحماس مثل مصر وقطر وتركيا . ورأت أنه حتى لو فاز الفلسطينيون فى التصويت فإن الثمن سيكون باهظا، حيث أنه بعد عضوية فلسطين في منظمة التعليم والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة اليونسكو) العام الماضى، أوقفت إسرائيل تحويل ملايين الدولارات من الضرائب للسلطة الفلسطينية - والتى تعاني أزمة مالية -، كما أوقفت أمريكا التمويل الذى تقدمه لليونسكو، وملايين الدولارات التى كانت تقدمها للفلسطينيين فى صورة مساعدات". ولفتت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى تهديد إسرائيل في وقت سابق هذا الشهر ، بأنه في حال تمرير القرار فيمكن أن تلغي اتفاقية أوسلو 1993، وإبعاد عباس وحل السلطة الوطنيةالفلسطينية، كما هدد بعض أعضاء الكونجرس بتوقيع بعض العقوبات .. مشيرة إلى أن إسرائيل خففت منذ ذلك الحين من نبرة تهديداتها . وأكدت الصحيفة ضرورة تخلى إسرائيل كليا عن تلك التهديدات، كما يجب على الكونجرس عدم القيام بمعاقبة أى من المؤسسات الفلسطينية الملتزمة بالحلول السلمية.
وعلى جانب أخر، ذكرت (نيويورك تايمز) أن أمريكا وإسرائيل تسعيان لتخفيف تأثير التصويت بالأمم المتحدة لصالح السلطة الفلسطينية ، موضحه أنه سيتم دراسة كيفية احتواء الضرر الناجم ، وذلك فى حالة الموافقة على مثل هذا القرار، خاصة بعدج أن أعلن بعض حلفائهم الأوروبيين دعمهم له .
وأشارت الصحيفة إلى لقاء نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ، ومبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط ديفيد هال ، مع الرئيس الفلسطينى أبو مازن أمس فى أحد فنادق نيويورك لتسجيل المخاوف الأمريكية .
وأوضحت الصحيفة أن أحد أكبر مخاوف أمريكا هو أن يستخدم الفلسطينيون وضعهم الجديد بالأمم المتحدة للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، مما يقلق إسرائيل التى تخشى أن تقوم فلسطين بتقديم طلب للتحقيق فى الممارسات الإسرائيلية بالأراضى المحتلة .