22 عاما هي عمر المحاولة المستمرة لضم فلسطين لمنظمة اليونيسكو عضوا، وما يعنيه ذلك من تمهيد الإعتراف بالدولة والحفاظ على تراثها من التهويد . ولكن الخطوة لم تحظى بنجاح سوى مؤخرا بعد موافقة 107 دولة على القرار ، في حين اعترضت 14 دولة، وامتنعت 52 دولة عن التصويت ، فيما أعلنت أمريكا عن انسحابها من دعم اليونيسكو والمقدر بنحو 22% . وفيما رأى بعض المثقفين أن الخطوة تحمل تمهيدا للحصول على عضوية فلسطين بمنظمات دولية أخرى، واعترافا أهم بها كدولة مستقلة في النظام الدولي، يرى البعض الآخر أنها خطوة معنوية لن يجني الفلسطينيون الكثير من المكاسب الملموسة على أرض الواقع من ورائها، أو أنها تعني بديلا لإنضمام فلسطين للأمم المتحدة .
يقول الدكتور سعيد اللاوندي الباحث بمركز الأهرام أن حصول فلسطين على العضوية الدائمة باليونسكو بعد اقتراح فرنسي، يعيد قضية فلسطين إلى الواجهة بعد أن توارت قليلاً بفضل الثورات في دول الربيع العربي، رغم أن انضمام فلسطين إلى اليونسكو جاء بديلاً عن انضمامها إلى الأممالمتحدة التي تعد المنظمة الأم.
ويضيف اللاوندي : منظمة اليونسكو تعد فرعاً من فروع الأممالمتحدة يماثل منظمة الصحة العالمية، أو المنظمة العالمية للبريد، إلا أن هذا أفضل ما يمكن فعله لفلسطين، وهو نجاح معنوي للعرب، إلا أنه لم يؤثر في داخل فلسطين إلا بالسلب، فقد قامت إسرائيل بتجميد الأرصدة الخاصة بفلسطين لديها، كنوع من العقاب، كما أن المستوطنات الإسرائيلية في ازدياد، فانضمام فلسطين إلى اليونسكو يخيف إسرائيل أن تعترف بها منظمات عالمية مشابهة.
وحول التهديدات الأمريكية بمنع الدعم عن منظمة اليونسكو كعقاب لها عن ضمها لفلسطين أكد اللاوندي أن أمريكا نفذت تهديدها بالفعل، ومنعت 60 مليون دولار قيمة دعمها لليونسكو، وامتد عقابها كذلك إلى إغماض عينيها عن بناء إسرائيل لمستوطنات جديدة.
من جانبه يصف الكاتب أحمد الخميسي خطوة انضمام فلسطين إلى اليونسكو بأنها نجاح للعرب وللقضية الفلسطينية، ويدلل على ما يقول بأن هذه الخطوة لو لم تكن نجاحاً لما أثارت حفيظة أمريكا وجعلتها تمنع دعمها عن منظمة اليونسكو، وهكذا فعلت إسرائيل أيضاً.
ويرى الخميسي أن القرار يؤكد حق فلسطين في دولة مستقلة وضرورة تنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنشاء دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن هذه هي الخطوة الوحيدة المتاحة الآن أمام منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس، حيث لا يستطيعون العودة إلى الكفاح المسلح.
المفكر والكاتب الفلسطيني عبد القادر ياسين يصف هذه الخطوة بأنها دافعة للأمام، لكنه يخشى من تضخيمها من قبل العرب، محذرا من الإستعاضة بها عن المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة طال انتظارها، ولكنه من جهة أخرى لم يقلل من الأثر الإيجابي لإنضمام فلسطين لليونيسكو كخطوة لابد أن تتبعها خطوات ، وسوف يكون موقفنا في التفاوض مع العدو أقوى بفضل هذه الخطى .
ووصفت الكاتبة والأديبة الفلسطينية دكتورة سحر خليفة حصول فلسطين على عضوية اليونسكو بأنه "أمر عادل" ولكنه لا يحقق أمرا فعليا لفلسطين حتى الآن ومن ثم لا يجب التضخيم من هذه الخطوة.