كشفت تقارير أمنية جزائرية النقاب عن وقوع 65 عملية إرهابية فى عدد من الولايات خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي أخطرها ما وقع من عمليات تفجير بسيارات مفخخة ضد مراكز للدرك الوطني التابع للجيش في ولاية تمنراست الواقعة فى أقصى جنوب البلاد فى شهر مارس الماضي وأسفر عن إصابة 23 شخصا بجروح من بينهم 15 دركيا وفى ولاية "ورقلة" الواقعة فى جنوب شرق البلاد فى أواخر شهر يونيو الماضى وأسفر عن مصرع ضباط وانتحارى وإصابة ثلاثة عسكريين آخرين. وذكرت التقارير الأمنية التي نشرتها صحيفة "الخبر" الجزائرية صباح اليوم الأربعاء أن قوات الأمن والجيش والمخابرات اعتقلت خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي 44 إرهابيا أهمهم القيادي "نسيب طيب" المكنى "عبد الرحمن أبو اسحاق السوفي" الذي يشغل منصب رئيس "اللجنة القضائية" والعضو في "مجلس الأعيان" بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الأسلامى والذى تم اعتقاله فى شهر أغسطس الماضي رفقة اثنين آخرين عند مدخل مدينة "بريان" بولاية "بغرداية" الواقعة على بعد 620 كليو مترا جنوب غرب العاصمة عندما كانوا على متن سيارة رباعية الدفع في اتجاه دول منطقة الساحل الواقعة جنوبالجزائر. وأضافت التقارير أنه رغم وقوع علميات إرهابية واعتقال العديد من أعضاء الجماعات المسلحة إلا أن الشهور العشرة الماضية تعد الأكثر هدوءا فى الجزائر منذ 10 سنوات في مجال مكافحة الإرهاب بسبب اعتماد العمليات الأمنية على دقة المعلومة الاستخبارية مع تراجع نسبي في دور الجيش والدرك وزيادة دور جهاز الاستعلامات والأمن ''المخابرات'' بفرعيه استعلامات الجيش ومراكز البحث والتحري الإقليمية وفرقة مكافحة الإرهاب المركزي حيث تمت أغلب عمليات مكافحة الإرهاب بإشراف مباشر في مجال المعلومة الأمنية من فرق مكافحة الإرهاب التي تم تشكيل أولى خلاياها في منتصف التسعينيات لكنها الآن تعتمد على وسائل تكنولوجية عالية التقنية في تتبع ورصد جماعات الإرهابية. وأوضحت التقارير أن الوضع الجديد أدى إلى هروب الإرهابيين من وطأة الحصار العسكري المضروب على معاقلهم التقليدية شرق العاصمة وانتقالهم إلى دول الساحل وخاصة فى شمال مالى وكان تنظيم 'القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" نفذ في السنوات الخمس الأخيرة سلسلة من التفجيرات الانتحارية بالجزائر كان أخطرها التي وقعت عام 2007 والتي استهدفت مقرات رئاسة الحكومة والمجلس الدستوري ومراكز أمنية ومكاتب الأممالمتحدة وأدت إلى مقتل العشرات وأصابة المئات . وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعلن مسئوليته عن التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع يوم 26 أغسطس عام 2011 واستهدف الأكاديمية العسكرية بمدينة شرشال الواقعة غرب الجزائر العاصمة و خلف 18 قتيلا و 20 جريحا. تجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة كانت قد حذرت من خطورة تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى في المناطق الجبلية من شرق الجزائر. وجاء في التقرير العالمي لعام 2011 حول الإرهاب الذي عرضه منسق مكافحة الإرهاب لدى وزارة الخارجية الأمريكية دانيال بنجامين فى شهر يوليو الماضى أن الجيش الجزائري قتل 800 إرهابي خلال عام 2011. وأظهر التقرير الأمريكي أن الجيش الجزائري تعرض خلال العام الماضي إلي حوالي 40 اعتداء من قبل عناصر تنظيم القاعدة فى بلاد الغرب الإسلامى.