نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع دار ليليت للنشر ندوة لمناقشة رواية "أنا عشقت" للأديب الكبير محمد المنسي قنديل. ناقش الرواية الناقد الدكتور محمد عبد الحميد وعدد من مبدعي ونقاد الإسكندرية الشباب؛ وهم: إيمان السباعي ودينا نبيل ومحمد أبو عوف ومحمد العبادي، إضافة إلى الناقدة رحاب إبراهيم من مدينة المحلة مسقط رأس الكاتب. وصرح الأديب منير عتيبة؛ المشرف على مختبر السرديات، أن هذه الندوة تتم بالتعاون بين المختبر ودار ليليت لاستضافة كاتب كبير بقيمة وقامة المنسى قنديل، وهو ما يعد فرصة جيدة لتقديم حركة نقدية سكندرية شابة في تفاعلها مع رواية مهمة مثل "أنا عشقت"؛ أحدث إصدارات الكاتب. وفي دراسته التفكيكية، قام الدكتور محمد عبد الحميد بتفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية، مشيرًا إلى أن الرواية قامت بتشريح الفساد الاجتماعي والمالي والتمايز الطبقي الذي وصل إلى درجة الاستقطاب؛ حيث طبقة الأغنياء جدا وطبقة الفقراء جدا وتآكلت بينهما الطبقة الوسطى. وأضاف أن الكاتب استطاع أن يمسك بكل خيوط أحداث وشخصيات الرواية رغم كثرتها، وذلك لأنه وضعها كلها في منظومة واحدة ترتبط بفكرة العشق المتمثلة في عنوان الرواية. وفي قراءته للرواية، أشار الأديب منير عتيبة إلى أنها رواية طموحة تريد أن تلخص آلاف السنين من القهر الذي أدى بالشعب المصري إلى التجمد، وأن الرواية ليس بها شيء مجاني حتى أسماء الشخصيات، كما أن تقنية الرواية تحتفى بالهامش كسارد في مقابل المركز المتحكم في الواقع الفعلي. وقدمت إيمان السباعي دراسة عن القارئ في تفاعله مع الرواية، موضحة تأثير الرواية بداية من اسمها وغلافها ثم أحداثها المختلفة على القارئ. وجاءت دراسة دينا نبيل لتوضح أن "دور" أنا عشقت لسيد درويش والذي أخذ الكاتب اسمه لروايته يتغلغل في بناء الرواية نفسها، الرواية البولوفونية أي المتعددة الأصوات السردية، وبالتالي فقد قام الكاتب ببناء روايته بناء موسيقيًا متناغمًا. وأشار محمد أبو عوف إلى قدرة الكاتب على التركيز في تقديم أعماله الأدبية عمومًا ومنها رواية أنا عشقت ودخوله في العمل مباشرة بلا تطويل أو تمهيد لا داعي له. أما محمد العبادي فقد أثنى على الرواية، مشيرًا إلى إطارها البوليسى الذي رأى أنه قد يكون ثمة تناقض بين ما يحتاجه هذا الإطار من سرعة وما تتطلبه رواية الأصوات من تأني. وتحدثت رحاب إبراهيم عن المكان في الرواية، وبالذات المدينة ومحطة القطار. وأشاد المنسي قنديل بنقاد الندوة وحضورها من جمهور الإسكندرية المثقف قائلا:"هذه ليلة يتمناها أي مبدع".