على أحد المقاهي بضواحي القاهرة، جلس الرقيب مجند، محمد دغمش الهارب قبل أيام من سوريا، يروي ل حادثة اعتقاله ومساومة نظام الرئيس بشار الأسد له ومطالبته إرسال عبوات بها مخدر إلى مصر وإلا سيتم إلقاء القبض عليه، وعقب تمنعه تسليم المخدرات اعتقلت قوات النظام أخيه مطالبين أسرته بعودته مره أخري لسوريا وإلا سيتم اعتقالهم. يقول دغمش، أحد الموضوعين على قوائم المطلوبين بسوريا، "اخبرني صديقي محسوب على النظام بإدراج اسمي في قائمة المطلوبين، الذين سيتم إعدامهم في مدينة حرستا بتهمه تسليح الجيش الحر والانقلاب على النظام، ومنحني نسخه منها، عقبها جهزت أغراضي ودفعت 7 ألاف دولار لشخص ليخرجني من مطار دمشق، ولما وصلت بحثوا عن اسمي وصاح الضابط في وجهي واحتجزوني بالمطار، حتى جاءت سيده مسئوله مقربه للمخابرات الجوية، ومنحتني 3 علب بودرة بها علبه بها مخدرات، وأخبرتني إما أن توصلهم لشخص يدعي أحمد في مصر وإلا سأسلمك للأمن، فوافقت". وعقب صعود الشاب العشريني، المصاب بأحد الطلقات في يده اليمني، على متن الطائرة، أفرغ المخدر خوفا إلقاء القبض عليه في مطار القاهرة، وعقب وصوله للأراضي المصرية قرر أن لا يتصل بالشخص المتزوج من سوريه، إلا أنه أضاف "عقب وصولي لمصر وصلتني العديد من رسائل التهديد من دمشق، أخرها بقتلي خلال أسبوع، وقامت قوات الأمن باقتحام منزل أسرتي واعتقلوا أخي الأكبر، وأخبروا أهلي إن لم أعود سيعتقلون أسرتي"، مشيرا إلي أنه يحمل نظام الأسد مسئوليه أي شيء يحدث له ولأهله. ويروي دغمش عن حياته في مصر، قائلا:" لا أشعر بالأمان، قبل أيام جاء مجموعة من السوريين وسألوني بعض الأسئلة التي تعجبت منها، وعقب تركهم سألوا صاحب أحد محلات الهواتف الجوالة سوري الجنسية عني، واخبرني بأنهم تتبعوني، كما حذرني الشباب من سيارة تابعة للمخابرات الجوية تمر في الشوارع وتختطف النشطاء، أريد حمايتي ولا أعرف ماذا أفعل؟". واتكأ دغمش على الأريكة في المقهى متذكرا الوقت الذي قضاه في المعتقل، قائلا: "كنا في غرفة 3 متر في 3 متر، نعامل أسوأ معامله نضرب ونشتم ونعذب، كانوا يتركون الناس تموت، صديقي كان مصاب بطلق في جانبه تركوه حتى تعفن الجرح لم يسعفوه، وأنا أصيبت بمرض في الصدر أعالج منه حتى الآن نتيجة وضعهم جهاز يشع ضوء يصيب بأمراض، كان مسلط علينا 24 ساعة، كنا نعتقد بأنه الشمس. وتذكر دغمش، وجود طفل عمره 9 أشهر كانت المخابرات السورية اختطفته من أمه حتى يسلم أبيه نفسه، مشيرا إلى أنه كان يبلل العيش ويضعه في فمه، إلا أن صحته كانت سيئة ويعتقد أنه مات، كما أن 6 أشخاص كانت حالتهم حرجه حاول إسعافهم ولكنهم فارقوا الحياة على يديه. وعن فتره خدمته العسكرية، قال: "عام 2005 كنت رقيب مجند بلواء دبابات 67، وهو لواء كوماندوس معني بأعمال هدم المنازل واقتحامها، وكنا نشن حملات اغتصاب على المنازل وفي احد المرات أخذوا عروسه ليليه عرسها واغتصبوها، امتنعت عن تنفيذ الأوامر لم استطع أن أطاوعهم في ظلم الناس واغتصاب الفتيات، فاعتقلوني عام في سجن تدمر بتهمه مخالفه الأوامر، قضيت 6 أشهر منها في معتقل صدنايا.