شهد الأسبوع الماضى عددًا من الزلازل التى هزت أنحاء متفرقة فى اليونان وأصابت السكان بحالة من الخوف نظرًا لكثرتها، ومن بينها الزلزال الذى ضرب جنوب اليونان فى الساعات الأولى من صباح الأربعاء بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر، ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المركز الأورومتوسطى لرصد الزلازل أن مركز الزلزال كان على عمق 158 كيلومترًا. تلك الهزات الأرضية تناقلتها أحاديث رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى الإسكندرية ونقلت حالة الخوف لأبناء المحافظة التى تقع على البحر الأبيض المتوسط، مما يثير التساؤل عن أخطار تلك الهزات الأرضية عليهم، فالإسكندرية تأثرت بهزات سابقة كان مركزها اليونان، مثل تلك الهزة التى وقعت فى 29أغسطس 2014، حين أعلنت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية عن زلزال بقوة 5.7 درجة على مسافة 80 ميلًا جنوبى العاصمة اليونانية أثينا، وشعر به سكان محافظاتالإسكندرية، والسواحل الشمالية، ووقع الزلزال على مسافة 145 كيلومترًا جنوب اليونان، على عمق 80 كيومترًا تحت سطح البحر. وفى أبريل من العام 2015 ذكر مركز الدراسات الجيولوجية الأمريكى، أن زلزالًا بقوة 6.1 درجة ضرب اليونان، وشعر به سكان الإسكندرية، وحدد مركز الزلزال على عمق 20 كم تحت سطح البحر، وعلى بُعد 50 كم من سلسلة جبال «كريت- رودس». وفى سبتمبر 2015 نشر موقع يوريشيا ريفيو عرضا لدراسة علمية كانت قد نشرت فى «أوشين ساينس»، وهى مجلة مفتوحة للاتحاد الأوروبى لعلوم الأرض، قام بها عدد من الباحثين الأوروبيين بهدف تطوير نموذج لمحاكاة تأثير التسونامى الذى ينتج عن الزلازل والهزات الأرضية، وقاموا بتطبيق هذا النموذج على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد أشار المقال إلى أن نتائج الدراسة تظهر كيف يمكن أن تضرب موجات التسونامى المناطق الساحلية فى جنوبإيطاليا واليونان وتغمرها. وقال المؤلف الرئيسى للدراسة والباحث بجامعة بولونيا فى إيطاليا إنه من المعروف أن التسونامى لا يحدث فى البحر الأبيض المتوسط بشكل دورى كما هو الحال فى المحيطين الهادى والهندى، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يحدث أحيانًا نتيجة انزلاق ألواح أفريقية تحت ألواح بأوراسيا. فنحو عشرة بالمئة من موجات التسونامى التى تحدث فى العالم تكون فى البحر المتوسط، بمعدل مرة واحدة فى القرن. وهنا تشير الدراسة إلى أن خطر هذا التسونامى على المناطق الساحلية كبير نظرًا للكثافة السكانية فى المنطقة، فنحو 130 مليونًا من السكان يعيشون بطول المناطق الساحلية للبحر المتوسط. والأكثر من ذلك أن موجات التسونامى تحدث فى مسافة قريبة من الشاطئ، وبالتالى يكون هناك وقت قليل جدًا قبل أن يضرب التسونامى الشواطئ. وأضاف أن الفريق طبق نموذجهم على تسونامى ناتج عن هزة أرضية بقوة 7 ريختر قبالة سواحل شرق صقلية وجنوب جزيرة كريت. وأظهرت النتائج أنه فى كلتا الحالتين ستغمر أمواج التسونامى المناطق الساحلية المنخفضة بنحو 5 أمتار فوق مستوى سطح البحر. وستكون النتيجة أخطر على كريت حيث سينغمر نحو 3.5 كم2 من الأرض تحت الماء. وأكد ساماراس أنه بالرغم من أن أحداث التسونامى التى قمنا بمحاكاتها كأحداث ناتجة عن الهزات الأرضية لم تكن صغيرة، فإن هناك تاريخًا مسجلًا بأحداث أكبر من حيث درجة الهزات الأرضية ومناطق الصدمات قد وقعت فى المنطقة، فعلى سبيل المثال، ضربت مجموعة من الزلازل سواحل كريت، وكانت تلك هى الضربة الأكبر؛ حيث تراوحت درجتها من 8: 8.5 رختر. وكانت النتيجة تدمير مناطق قديمة فى اليونان وإيطاليا ومصر، وقتلت 5000 فرد فى الإسكندرية وحدها. وقد ضرب زلزال آخر أحدث بدرجة 7 ريختر منطقة مسينة فى إيطاليا فى عام 1908، فنتج عنه تسونامى قتل الآلاف بأمواج ملحوظة محليًا تجاوز ارتفاعها 10 أمتار.