عدم صحة الاتفاق حول عدد سنوات الملء والتشغيل فى الاجتماع الأول جولة مفاوضات جديدة حول سد النهضة تبدأ الأسبوع الجارى فى القاهرة، بحضور وزراء المياه للدول الثلاث من مصر وإثيوبيا والسودان، وممثلين عن وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى. وكشفت مصادر مسئولة بوزارة الموارد المائية والرى، عن عدم الوصول لأى نتائج فى الجولة الأولى من مفاوضات السد الإثيوبى من إجمالى 4 اجتماعات مقرر انعقادهم قبل 15 يناير المقبل للاتفاق حول قواعد الملء الأول لسد النهضة وقواعد التشغيل، وذلك وفقًا لمخرجات اجتماع واشنطن الأخير بعد توسطها لحل الأزمة. وأشارت المصادر، إلى عدم صحة ما تم إعلانه من قبل مسئولين سودانيين بشأن الاتفاق مع إثيوبيا حول عدد سنوات الملء لتكون 7 سنوات، مشددًا على أن الوزارة ستعلن عن أى نتائج للمفاوضات الجارية خاصة فيما يتعلق بالخلافات الفنية المتمثلة فى سنوات الملء وقواعد التشغيل وفترات الجفاف. وأكدت المصادر، أن مصر متمسكة برؤيتها وطرحها المتعلق بقواعد الملء والتشغيل الخاص بالسد، مشددة على أن مصر أكدت فى الاجتماع الأول على ضرورة مراعاة اعتمادها الكامل على نهر النيل، وأنها طالبت أيضًا بمراعاة سنوات الجفاف. وقال الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، إنه يأمل أن يحدث تقدُّم ملحوظ فى الجولات المقبلة، مشيرًا إلى أن مصر عرضت رؤيتها ومقترحها فى الاجتماع الاول، مؤكدًا حرص مصر للوصول إلى اتفاق عادل يحقق مصالح الدول الثلاث. وأوضح الدكتور عبد العاطى حجم التحديات المائية التى تواجه مصر وعلى رأسها الزيادة السكانية، واتساع الفجوة بين الموارد والاستخدامات المائية ويتم مواجهتها من خلال تنمية الموارد المائية بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصحى والمياه الجوفية الضحلة وتحلية مياه البحر، بالإضافة لقيام مصر باستيراد منتجات ومحاصيل زراعية تمثل مياهًا افتراضية بما يوازى 34 مليار متر مكعب سنويًا. السفير الإثيوبى بالقاهرة الدكتور دينا مفتى، أكد تفهم إثيوبيا لكافة المخاوف المصرية من انخفاض الحصة المائية، ولكن هذا النهر يجمع الكثير من الدول ويجب أن يكون مصدرًا للتعاون بين الدول وليس أداة للخلاف إطلاقًا، وعلاقتنا ممتدة على مدار القرون الماضية ويجب أن نفكر بشكل إيجابى فى مسار التعاون بيننا وبين مصر. وشدد على أن أثيوبيا لا تهتم أبدا بالصراع مع أحد واستخدام القوة إطلاقًا ودائمًا تؤسس للسلام والتعاون، مضيفًا أن إثيوبيا لديها تاريخ من الصراعات فى الصومال وليبيا ولم يتم الوصول إلى شىء، ولذلك علينا التعاون سويًا وعدم اللجوء لفكرة الصراع مطلقًا، وهناك الكثير من الصراعات فى الشرق الأوسط التى تؤثر على تنمية الشعوب. وعن طلب وساطة الإمارات والسعودية ودول الخليج، قال إن الإمارات والسعودية ودول الخليج أصدقاء لنا ويمكنهم تقديم النصيحة والتوسط بين الأطراف، ولكن رسميًا لم يتدخلوا فى الحوار فى ظل وجود الولاياتالمتحدة والبنك الدولى والمراقبين من واشنطن، ونحن رسميًا لم ندعهم للتوسط حتى الآن. وناقش الاجتماع الأول للسد الذى انعقد فى منتصف شهر نوفمبر، رؤية كل دولة فيما يخص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، لكنها لم تصل إلى أى اتفاق. وخلال الاجتماع تم مناقشة العناصر الفنية الحاكمة لعملية ملء وتشغيل سد النهضة والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد وحالة إعادة الملء بالإضافة إلى الآلية التنسيقية بين الدول الثلاثة وتم عرض وجهة نظر كل دولة فى هذه العناصر.