يحصد أرواح 100 شخص أسبوعيًا.. ويفتك بأرواح المواطنين الأفارقة يظهر ثم يقتُل دون مقاومة أىّ علاج له، فهو قادر على تفتيت أى مقاومة، ولأنه لا يوجد علاج حتى الآن لمنعه على الرغم أنَّ ملايين الأرواح تتطاير فى الهواء بسبب هذا المرض، والذى يُعرف ب«فيروس الإيبولا»، و(بالإنجليزية: Ebola virus disease) علميًا بحمّى الإيبولا النزفية، وينتج بسبب الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا الذى يعود لعائلة الفيروسات الخيطية. كما يُعتبر مرضًا فيروسيًا حيوانيًا المنشأ لأنّه بدأ بالحيوان ثم انتشر ووصل إلى الإنسان، ليصبح الأخطر على مستوى العالم، لجانب تربعه داخل بُلدان كثيرة فى فريقيا. بدأ ظهور هذا الداء «فيروس الإيبولا» لأول مرة فى عام 1976 فى نزارا جنوب السودان، وفى يامبوكو فى جمهورية الكونغو الديموقراطية، ثمّ ظهر فى قرية قريبة من نهر الإيبولا ومن هنا أخذ اسمه، وفى الأعوام الممتدة ما بين 2014 و2016 ظهر الإيبولا بأعظم فاشية وانتشار له، وانتشر بين العديد من الدول، وأودى بحياة العديدين، ولديه فصائل عديدة؛ ويختلف أثر المرض باختلاف الفصيلة، فبعض الفصائل قد تتسبّب بنسبة وفاةٍ تصل إلى 90فى المائة، فى حين أنّ بعضها الآخر قد لا يتسبّب بوفاة الإنسان أبدًا، بالإضافة إلى عدم وجود مطعوم ضد فيروس الإيبولا إلى الآن، ولكن لا يزال كثير من المحاولات قائمة لتصنيعه. قبل أيام ليست ببعيدة من هذا الشهر اجتمعت وزيرة الصحة الرواندية ديان جاشومبا، مع نظيرها الكونغولى، بيير كانجوديا، لوضع خطة مشتركة للحد من خطر انتقال فيروس الإيبولا عبر المنطقة الحدودية بين البلدين، لا سيما أنَّ البعض أشار إلى مدى صعوبة التغلب على تفشى فيروس الإيبولا فى بُلدان كثيرة ليست جمهورية الكونغو فقط، موضحين أنَّ جهود تنفيذ الاستجابة تتم فى بيئة معقدة للغاية. وفى 11 يونيو 2019، أعلنت وزارة الصحة فى أوغندا ومنظمة الصحة العالمية عن تأكيد إصابة 3 أشخاص بالإيبولا فى مقاطعة كاسيسى غربى أوغندا، الواقعة على الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث كانت العائلة قد قطعت الحدود من الكونغو إلى أوغندا، ما يجعل هذه الحالات العابرة للحدود الأولى منذ بداية التفشى الحالى. فيروس الإيبولا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية أصبح حاليًا يمثل حالة طوارئ صحية تثير قلقًا دوليًا، ونظرًا للتحديات القائمة فى الاستجابة لتفشى الإيبولا الحالى، تؤمن منظمة أطباء بلا حدود أنّ أنشطة مكافحة الفيروس يجب أن تكون جزءًا لا يتجزّأ من النظام الصحى المحلى، ما يزيد من قدرة المجتمع على الحصول على تلك الخدمات الموجودة فى أقرب مركز صحى، وبالتالى لا يتعطّل النظام الصحى عند تفشى الإيبولا. ولا سيما أنَّ جمهورية الكونغو الديمقراطية قد أبلغت 25 منطقة من إجمالى 47 منطقة صحية فى مقاطعتى إيتورى وكيفو الشمالية، اعتبارًا من مطلع شهر يوليو الماضى، عن حالات إصابة بفيروس إيبولا، وتمثل 22 منطقة من بين هذه مجموع المناطق ال 25، منطقة عدوى نشطة، مما يعنى أنها قد أبلغت عن حالات مؤكدة جديدة فى آخر 21 يومًا، وهو الحد الأقصى لفترة حضانة الإيبولا قبل ظهور العوارض، إلاّ أنه مع ذلك بعد انقضاء ما يقارب العام الواحد على تفشى الوباء، فإن الوضع فى المناطق المتأثرة بالإيبولا فى جمهورية الكونغو الديمقراطية آخذًا فى التدهور، ويزداد عدد حالات الإصابة بالفيروس ما يقرب من 2.500 حالة وما يزيد على 1.700 حالة وفاة مؤكدة حتى الآن، ولا يزال الكثير من الناس يموتون فى المجتمع، سواء فى المنزل أو فى مرافق الرعاية الصحية العامة، ولا يمكن تتبع أعداد كبيرة من الحالات المؤكدة الجديدة خاصة فى ظل وجود مخالطين للمصابين بمرض الإيبولا.
وتعتبر شمال كيفو، هى المنطقة التى تم الإعلان عن تفشى المرض فيها فى أغسطس، واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة فى المنطقة؛ إذ أدى النزاع المستمر والتدخل العسكرى المكثف إلى عدد كبير من حالات النزوح، مما أدى إلى تفاقم المشكلة المزمنة المتمثلة فى محدودية إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، ويمكن أن تحدث تحركات للسكان على نطاقات واسعة بشكل مفاجئ كأحد ردود الفعل على أعمال العنف، وتشكّل هذه العوامل تأثيرًا كبيرًا على الاستجابة الإنسانية، كما تؤثر على الأنشطة المرتبطة بالحالات الحرجة، والتى تتطلب عادة القدرة على الوصول إلى المواقع النائية، مثل: تتبع المخالطين، وأنشطة التواصل المجتمعى، والمراقبة، والتحقق فى حالات التى تشكل خطرًا، والتطعيم، وتعزيز الصحة، حيث سيتأثر جميعها بشكل حتمى بالقيود العملية التى تفرضها أعمال العنف. وحسب تقارير حديثة أظهرت أنَّ 1000 حالة إصابة بفيروس الإيبولا، خلال الأشهر الثمانية الأولى من الوباء، وحتى شهر مارس 2019، فى المنطقة المتأثرة، إلا أنه فى الفترة ما بين أبريل ويونيو 2019، تضاعف هذا الرقم، مع إصابة 1000 حالة جديدة تم الإبلاغ عنها فى هذه الأشهر الثلاثة فقط، ومنذ أوائل شهر يونيو، ظل عدد الحالات الجديدة التى تم الإبلاغ عنها أسبوعيًا مرتفعًا، حيث بلغ متوسط هذه الحالات ما بين 75 و 100 حالة كل أسبوع.