تجرد عاطل من كل مشاعر الرحمة والإنسانية بعد أن أفقده إدمانه للمواد المخدرة عقله وإنسانيته وجعله يقتل سيدة مسنة بهدف السرقة من أجل إشباع رغبته فى التعاطى. بجسد نحيل ووجه تظهر عليه علامات الندم أدلى المتهم بتفاصيل ارتكاب جريمته البشعة أمام النيابة قائلًا: لا أستوعب حتى هذه اللحظة وقوفى هكذا متهمًا بجريمة قتل، أعلم أننى منذ أن بدأت فى طريق الإدمان وأنا كتبت نهاية حياتى بنفسى ولكننى لم أكن أتخيل بأنها ستكون نهاية مأسوية إلى هذه الدرجة. وأضاف المتهم: الندم يحاصرنى أينما ذهبت لا أستطيع نسيان وجه تلك السيدة المسنة وهى تتوسل إلى كى أتركها تعيش، كنت فى حالة غير طبيعية أثناء ارتكابى لتلك الجريمة، لم أكن بوعيى وقتها، كان كل ما أفكر به هو الحصول على المال بأى طريقة من أجل شراء المخدرات، لم أستطع التحكم فى نفسى أو تصرفاتى. وأكمل المتهم: لم أكن أخطط لقتلها أو حتى إيذائها فكل ما كان يشغل بالى هو المال، كنت أخطط لسرقة المال أو أى شىء ثمين لبيعه، ولكن أن أقتل أحدًا أو أقوم بإيذائها حتى لم يكن فى تخطيطى أبدًا ولكنه الشيطان والإدمان الذى أفقدنى عقلى وإنسانيتى. وتابع المتهم: منذ عدة سنوات تعرضت لعدة أزمات جعلتنى أفقد الأمل فى الحياة، فكرت كثيرًا فى الانتحار، لم تكن لدى القدرة لمواجهة الأزمات أو التعامل معها حتى، حاولت كثيرًا أن أتعايش معها ولكننى فشلت، تخلى الجميع عنى، فى الوقت الذى كنت بحاجة إليهم كى يقفوا بجانبى، الجميع حتى عائلتى تركونى وحيدًا أواجه تلك الأزمات دون أى مساندة، فقدت الثقة فى نفسى وفى كل من حولى، لم أجد أمامى سوى الإدمان حتى أستطيع نسيان ما أواجه وحدى ومن تخلوا عنى، لم أكن أتعاطى المخدرات إلا لذلك السبب، كانت هى الملاذ الأخير لى للخروج من دوامة الحياة الطاحنة التى أواجهها بمفردى. واستطرد المتهم: بسبب إدمانى للمخدرات، فقدت أشياء كثيرة فى حياتى، من بين تلك الأشياء عملى وحب الناس وثقتهم بى، أصبحت فجأة عاطلًا بلا عمل، مكروه من الجميع لا يحب أحد أن يتحدث معه، فقدت الأصدقاء والأحباب، لم يكن حولى سوى أصدقائى فى تعاطى المخدرات، أصحاب المصلحة لا تجدهم معك إلا فى أوقات التعاطى فقط، بدأت أفقد كل ما أملك، بعت كل ما أملكه حتى أثاث المنزل، لدرجة أننى بدأت أبيع ملابسى من أجل شراء المخدرات، وفى النهاية أصبحت لا أملك شيئًا أبيعه من أجل المخدرات، بدأت أقترض المال من الجميع حتى ابتعدوا عنى ورفضوا إعطائى أى أموال. واختتم: أصبحت لا أملك المال الذى يمكننى من شراء المخدرات، لم أجد أمامى سوى السرقة، كنت أريد الحصول على المال بأى طريقة من أجل شراء المخدرات، عقلى توقف عن التفكير إلا فى كيفية الحصول على المال، أثناء وقوفى حائرًا وجدت سيدة مسنة تقف فى شرفتها، كنت أعلم جيدًا أنها تعيش بمفردها وأنها تملك الكثير من المال، تلاعب الشيطان بعقلى وجعلنى أفكر فى سرقتها، كل الأمور والظروف كانت فى صالحى، نسيت السيدة المسنة نافذة الشرفة مفتوحة فتمكنت من الدخول والتفتيش فى الشقة بمنتهى الحرية والسهولة، وجدت مبلغًا ماليًا كبيرًا والكثير من المصوغات الذهبية، جمعت كل ذلك وأثناء مغادرتى من المنزل فوجئت بها أمامى حاولت منعى من الهرب وبدأت تستغيث بالناس، تملكنى الخوف من الفضيحة، لم أجد أمامى سوى يد الهون لإسكاتها، ضربتها به على رأسها حتى تأكدت من مفارقتها للحياة ولإخفاء جريمتى أشعلت النيران فى جسدها، ثم أخذت حقيبة المسروقات وغادرت الشقة. كان قسم شرطة فيصل تلقى بلاغًا بنشوب حريق بشقة بالطابق الأرضى بعقار كائن دائرة القسم، وإخماده والعثور على جثة مالكة الشقة (ربة منزل، 73 سنة) مقيمة بمفردها، ووجود آثار دماء متناثرة بحوائط الطرقة، وسلامة جميع منافذها، وسرقة بعض المشغولات الذهبية ومبلغ مالى. تم تشكيل فريق بحث جنائى بمشاركة قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائى بالسويس توصلت جهوده إلى تحديد مرتكب الواقعة (عاطل – 24 سنة - له معلومات جنائية مسجلة - ومُقيم بدائرة القسم). وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه وبحوزته (مبلغ مالى قدره 5 آلاف جنيه). وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة بدافع السرقة، واستولى على مبلغ مالى قدره 500 دولار وبعض المشغولات الذهبية وعقب ذلك استعان ب( ربة منزل – 20 سنة - مُقيمة بدائرة القسم) فى تصريف المشغولات الذهبية، تم استهدافها وضبطها، وأيدت ذلك. وأضافت ببيعها المشغولات الذهبية بمبلغ (16850 جنيهًا) لمحل مصوغات ذهبية بدائرة القسم، وتحصلها على مبلغ (3 آلاف جنيه) مقابل ذلك، وتم ضُبط صاحب المحل، واعترف وقرر ببيعها لأحد تجار الصاغة لإعادة تصنيعها وبيعها، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة التى أصدرت قرارها بالحبس 4 أيام على ذمة التحقيقات.