«لم أكن فى حالتى الطبيعية، كنت تحت تأثير المخدرات، حاولت كثيرًا الابتعاد عن شقيقى لكنه كان يجذبنى بقوة ويستفزنى، خرجت عن شعورى وذبحته، وعندما شاهدته ممددًا على الأرض وغارقًا فى دمائه، ندمت على ما فعلته».. بهذه الكلمات المؤثرة بدأ المتهم بقتل شقيقه بالاعتراف بجريمته تفصيليًا أمام المستشار كريم حنفى، رئيس نيابة مدينة نصر. وقال فى اعترافاته: لم أقتل شقيقى، فأنا كنت أحبه كثيرًا، ولم أتعرض له يومًا بالإيذاء ولكن المخدرات أفقدتنى عقلى، وشوهت مشاعرى تجاه أقرب الناس لى، ففى اللحظة التى أخرجت السلاح من جيبى وذبحت به شقيقى قتلت معه قلب والدتى التى رأتنى وأنا أقتل ابنها أمام عينيها. وأضاف المتهم: كل ما بداخلى الآن هى مشاعر دهشة وندم شديد على قتلى لشقيقى الذى كان دائمًا سندًا لى فى حياتى، لقد بدأت أتطاول على والدتى وشقيقى، عندما حاولوا بكل الطرق إبعادى عن طريق الإدمان، وأصبحت عبئًا عليهم بسبب أخلاقى التى أفسدتها المخدرات، ورغم ذلك كانوا يعاملونى بمنتهى اللطف، وكان أخى على وجه الخصوص ينتظر اليوم الذى أعود فيه إلى رشدى، كان يعتقد أننى سوف أعود إلى طبيعتى ولكنه لم يعلم أن نهاية حياته ستكون على يدى. واستطرد: بسبب إدمانى للمخدرات ابتعد عنى كل أصدقائى، وأصبحت محاطًا بمدمنى المخدرات أمثالى، شوهت سمعتى، فالجميع يرفضون أن أعمل لديهم، فأصبح جيبى خاويًا لا أملك ثمن المخدر، فلم أجد أمامى سوى الطلب من أخى الذى كان يرفض دائمًا إعطائى المال لعلمه بأننى سوف أشترى به المخدرات، ولكننى كنت أسرق مصروف البيت من والدتى لشراء الأستروكس، ولا تخبر والدتى شقيقى بسرقاتى حتى لا يعاقبنى لكنها بدأت تخبئ المال حتى لا أسرقه، وفى يوم الحادث بحثت كالمجنون عن المال لشراء الأستروكس، ولكنى لم أجد مليمًا فى البيت، وفجأة ظهر أخى أمامى، ورأنى وأنا أبحث عن المال، وبدأ فى تعنيفى وتوبيخى على ما وصلت إليه، وقتها شعرت بأن الشيطان سيطر علىَّ، وتحولت إلى شخص آخر لا أعرفه، بدأت فى التطاول على شقيقى، وطلب المال منه لشراء المخدرات، وكان مصرًا على عدم إعطائى المال من أجل أن أبتعد عن طريق المخدرات، حدثت بيننا مشادة كلامية، وفجأة لم أشعر بنفسى إلا وأنا أخرج من طيات ملابسى «مطواة» أوجهها إلى رقبته فذبحته وسقط أرضًا غارقًا فى دمائه، لم انتبه إلا لصراخ والدتى وصوتها المرتفع، وهى تستغيث بالجيران لإنقاذ أخى الذى لفظ أنفاسه الأخيرة أمامها، وقتها عودت إلى صوابى ووجدت نفسى واقفًا أمام والدتى التى تبكى بطريقة هيسترية، والسكين بيدى غارقًا بدماء أخى، أصابنى الندم على قتله، وضياع مستقبلى، وفقدان والدتى لابنها الصالح على يد ابنها المدمن، وكل ما يشغل بالى الآن من الذى سيراعى والدتى بعد أن أصبحت وحيدة بلا ابن يرعاها. كان قسم شرطة أول مدينة نصر، تلقى إخطارًا من المستشفى بوصول عامل جثة هامدة إثر إصابته بطعن فى الرقبة، وانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة وتبين من التحريات والتحقيقات أن المتهم مدمن مخدرات، تم القبض على المتهم وإحالته للنيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.