الفساد فى القارة الإفريقية الأعلى عالميًا.. والخسارة تصل إلى 50«مليار دولار» سنويًا من أجل تعزيز العمل الإفريقى المشترك الذى أصبح يحتل أولوية متقدمة على مستوى الجهود الوطنية وأجندة أعمال الاتحاد الإفريقى، استطاعت مصر أن تنظم المؤتمر الأول من نوعه لإعلان الحرب على الفساد، وشارك فيه 51 دولة إفريقية، و4 دول عربية هى السعودية والإمارات والكويت والأردن بحضور أكثر من 200 مسئول إفريقى رفيع المستوى، وعدد من رؤساء هيئات مكافحة الفساد والرقابة الإدارية والمحاسبات والكسب غير المشروع، وذلك لمكافحة آفة الفساد ونشر الوعى، وتحقيق التنمية المستدامة وتطلعات الشعوب الإفريقية نحو تعزيز قيم الحرية والمساواة والعدل والكرامة. وعلى الرغم من أن الفساد هو أقصر طريق للحصول على الثراء السريع، فقد أصبح ظاهرة عالمية والأخطر على الاقتصاد العالمى، كما أصبح حجر عثرة للتنمية والاستقرار، وتحديًا رئيسيًا للحكومات، وذلك لما أكدته بعض الوسائل الإعلامية أن نحو تريليون دولار تدفع سنويًا فى شكل رشاوى، و2.5 تريليون دولار تهدر سنويًا بسبب الفساد. ووفق تقديرات صادرة عن قمة الاتحاد الإفريقى لعام 2018، فإن القارة الإفريقية تخسر نحو 50 مليار دولار سنويًا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة. وقالت تقارير صادرة عن «النزاهة المالية العالمية» الأمريكى حول حجم الأموال المهربة من إفريقيا بطرق غير مشروعة، والتى بلغت 1.8 تريليون دولار، خلال 38 عامًا، وفق ما ذكر، وتفوق حجم المساعدات المالية المرصودة لتنمية القارة السمراء وتخفيف حدة الفقر والجوع والأوبئة، وتفوق أيضًا حجم مديونية القارة، التى يعيش أكثر من 40فى المائة من أبنائها تحت خط الفقر. 50 مليار دولار سنويًا حجم الفساد فى إفريقيا وفقًا لآخر التقارير الدولية، عن مكافحة الفساد والرقابة الإدارية والمحاسبات والكسب غير المشروع، فإن معدلات الفساد فى القارة الإفريقية هى الأعلى عالميًا، حيث بلغ حجم الفساد 50 مليار دولار سنويًا، كما بلغ حجم التدفقات المالية غير القانونية إلى خارج إفريقيا 900 مليار دولار، وأغلبها عبر شركات متعددة الجنسيات. وحسب مؤشر الفساد الصادر عن منظمة «الشفافية الدولية»، فإن الفساد الأكثر شيوعًا فى إفريقيا هى الرشوة والتزوير وصفقات العقود المشبوهة وتحويلات الأموال غير المشروعة إلى خارج الدول. وأكدت المنظمة أن 90فى المائة من دول إفريقيا تعانى الفساد، الأمر الذى أكده تقرير آخر صادر عن منظمة النزاهة العالمية «gfi» الخاصة برصد التدفقات المالية غير المشروعة ومقرها فى واشنطن، وأفاد بتحويل 1.3 تريليون دولار بصورة غير مشروعة إلى خارج إفريقيا خلال الثلاثة عقود الأخيرة. وأفاد آخر تقرير للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة المكلفة بإفريقيا بأن إفريقيا تخسر سنويًا حوالى 25فى المائة من الناتج المحلى الخام للدول الأعضاء بسبب الفساد، مشيرًا إلى أن خزائن حكومات الدول الإفريقية تفقد سنويًا ما قدره 148 مليار دولار بسبب الفساد. وحسب تقرير للبنك الدولى؛ فقد ساهم الفساد فى تحويل 400 مليار دولار من أموال القارة السمراء إلى حسابات وعقارات فى الخارج، منها 100 مليار دولار من نيجيريا لوحدها. وفى دراسة نشرها المركز الديمقراطى العربى عن أكثر خمس دول فسادًا فى إفريقيا، تصدرت الكونغو الديمقراطية والصومال رأس القائمة تاليها جمهورية إفريقيا الوسطى، والسودان، وغينيا الاستوائية، وربطت الدراسة بين الانتشار العالى للفساد فى إفريقيا ومستويات الفقر المرتفعة وعدم وجود مؤسسات فاعلة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. بل إن المسئولين عن مكافحة الفساد فى الغالب هم الأكثر استفادة منه. بينما أصدر مركز «النزاهة المالية العالمية» الأمريكى تقريرًا خاصًا حول تهريب الثروات من القارة الإفريقية على مدى 38 عامًا، احتلت فيه نيجيريا المرتبة الأولى ب89.5 مليار دولار، والجزائر ب26.137 مليار دولار من حيث حجم الأموال المهربة.