قتلوا الطفل وأوهموا والده أنه ما زال على قيد الحياة بعد إلقاء جثته فى الترعة والد الطفل: أنا مريض وفقير وكنت مستعدًا لبيع منزلى ليتركوا ابنى حيًا جار الضحية خطفه وساوم والده على قطعتين آثار مباحث الجيزة تكشف الواقعة وتلقى القبض على المتهمين الثلاثة «انزل يا محمد أبوك لقى تماثيل ذهب» هذه العبارة أنهت حياة طفل لم يتجاوز عمره ال10 أعوام بعد أن خطفه القاطن بالمنزل المجاور لهم مباشرة وساوم والده على قطعتين آثار بمشاركة اثنين آخرين قتلوا الطفل وألقوا جثته بمياه الصرف الصحى. «الصباح» انتقلت إلى مسرح الجريمة فى قرية «أم دينار» التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، ذهبنا إلى منزل الأسرة حيث المنزل الريفى البسيط المثقوف بالخشب والتقيناهم. فى البداية روى والد الطفل ما حدث: «منذ ما يقرب من عام جاءتنى رسالة الآثار الشهيرة على المحمول، وكان يجلس معى جارى خاطف ابنى وانتشرت شائعة فى القرية أننى أتاجر فى الآثار، ولكن لم انتبه إليها كثيرًا، أما ابنى فكان يحب الجيران ويتردد عليهم كثيرًا وكانوا يرسلونه ليشترى طلباتهم المنزلية، وفى أحد الأيام فوجئت بوالدته بعد عودتها من السوق أن الطفل اختفى من المنزل وبحثنا عنه فى كل مكان لم نجده، على الفور توجهت إلى مركز الشرطة إلا أنهم أبلغونى أنه لا بد من مرور 24 ساعة على الإبلاغ وبعدها بالفعل حررت محضرًا، وبالفعل تحرك رجال البحث الجنائى ليبحثوا عن ابنى معى، ثم فوجئت باتصال من رقم غريب يهددونى بقتل ابنى عقابًا لإبلاغى الشرطة عن اختفائه ويساوموننى فى نفس الوقت لإعادته مقابل إحضارى لهم قطعتين من الآثار، فأخبرت المتصل بأننى لا أملك آثارًا، ولكنى على أتم استعداد لبيع منزلى فدية لطفلى، وفجأة سمعت صوت ابنى يصرخ «الحقنى يا بابا الطبنجة فى دماغى»، بعدها اكتشفت أنها مكالمة مسجلة وأنهم قتلوه قبل أن يهاتفوننى. وتابع: بعدها فوجئنا بجثة ابنى تطفو على الماء وقام رجال المباحث بتحريات على أعلى مستوى ولولا وجودهم لم أعرف من هم قتلة ابنى وبالفعل توصل رجال المباحث إلى أن جارى ومعه اثنين آخرين هم من قتلوا ابنى وألقوا جثته فى الترعة وبعدها اكتشوفوا أنه لسه عايش فأغرقوه بأيديهم حتى يتأكدوا من موته. اختتم والد الضحية حديثه: أطالب بإعدام المتهمين وترحيل أسرهم من جوارى حتى أعيش فى سلام فهم قتلوا ابنى الوحيد بعد أن أنجبته على ثلاث بنات، كما أننى رجل مصاب بفيرس سى وأمراض الكلى وأطالب وزير الأوقاف بالوقوف بجوارى وتعيينى مؤذنًا بأى مسجد بالقرية حتى أستطيع الإنفاق على بناتى وزوجتى. أما والدة الضحية لم تتوقف عن البكاء والصراخ قائلة: أنا لا أصدق حتى الآن أن ابنى مات أخذوا منى نور عيونى، أتمنى رؤية القتلة وتعذيبهم مثلما عذبوا ابنى وحرمونى منه. واختتمت حديثها: «كنت أعامل جيرانى معاملة حسنة ونحن ناس طيبة فى حالنا، وزوجى صاحب مرض وعمرنا ما اشتكينا لحد همنا «حسبى الله ونعمل الوكيل» نفسى أشوفهم متعلقين على حبل المشنقة علشان نار قلبى تهدى». وفور علم مركز شرطة منشأة القناطر بواقعة خطف الطفل من منزله فى القرية التى يعيش فيها، تم إبلاغ مديرية الأمن، والتى بدورها شكلت فريق بحث على أعلى مستوى من أجل كشف غموض هذه الواقعة المثيرة، وتم إخطار اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة من قبل العميد عاصم أبو الخير رئيس قطاع أكتوبر، بتلقى المقدم سامح بدوى رئيس مباحث مركز شرطة منشأة القناطر بلاغًا من أحد الفلاحين الذين يقطنون فى منشأة القناطر بقيام مجهولين بخطف نجله محمود والذى يبلغ من العمر 10 سنوات، وأن خاطفى الطفل قد قاموا بمساومة والد الطفل على إعطائهم قطعتين أثريتين معتقدين أن هذه القطع بحوزته لذا طالبوا من والده ذلك. كما تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد الألفى نائب مدير مباحث الجيزة، من أجل معرفة تفاصيل هذه الحادثة، وتوصلت تحريات المقدم محمد أبو زيد وكيل فرقة شمال أكتوبر، إلى أن أحد جيران والد الطفل، واثنين آخرين وراء ارتكاب الواقعة لاعتقادهم أن والد الطفل الذى تم اختطافه لديه قطع أثرية ومتواجدة فى منزله، وبتكثيف البحث وراء هذه الواقعة كشفت تحقيقات رجال مباحث الجيزة عن تفاصيل جديدة، حيث تبين أن جار الطفل اصطحبه عندما كان يلعب فى الشارع من أمام منزله بالشارع وقال له: «تعالى نروح نشترى حاجة ونرجع»، وعلى بعد كيلو مترات كان متواجد شركاء الجار فى الجريمة فى نهاية الشارع واصطحبوا الطفل إلى شقة سكنية من أجل إخفائه عن المنطقة التى يعيش فيها وحتى لا يراه أحد من الجيران المحيطين به. وكشفت التحقيقات أن أحد المتهمين الذين خطفوا الطفل من الشارع قد أجرى اتصالًا هاتفيًا بوالد الطفل من أجل مساومته على استرجاع الطفل مقابل أن يعطيه القطعتين الأثريتين وقالوا لوالده: «لو عايز تشوف ابنك تانى هاتلنا الآثار اللى عندك»، وبعد ذلك قاموا بتصوير الطفل مقطع صوتى وعلى رأسه طبنجة من أجل أن يبلغ والده من خلاله بتلبيته طلبات خاطفيه حتى يعود إلى والده مرة أخرى سالمًا دون أن يتم إيذاؤه، وبعد ذلك أقبل المجرمون على كارثة حيث غدوا بالطفل وقتلوه وألقوا جثته بمصرف مياه خوفًا من افتضاح أمرهم. وأوضحت التحقيقات أن رجال المباحث نجحوا فى كشف غموض الواقعة وتمكنت قوة أمنية من القبض عليهم، وأخطر مدير أمن الجيزة بالواقعة، وبإعداد عدة أكمنة برئاسة العقيد علاء فتحى مفتش مباحث شمال أكتوبر تمكنت القوة الأمنية من القبض عليهم، وبالفحص عثر بهاتف أحدهم على مقطع فيديو للطفل وعلى رأسه طبنجة، ليبلغ والده من خلاله تلبية طلبات المتهمين، وبمواجهتهم أقروا بارتكابهم الواقعة، وخلال التحقيقات التى أجريت بإشراف اللواء مدحت فارس مدير المباحث الجنائية حرر المحضر اللازم بالواقعة، وبإخطار اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، والعرض على النيابة العامة لتولى التحقيقات.