ما زالت العنصرية تطل بوجهها القبيح فى ملاعب كرة القدم، بعدما تعرض الإيطالى مويس كين مهاجم نادى يوفنتوس الإيطالى لهتافات عنصرية خلال مباراة فريقه أمام نادى كاليارى بعد تسجيله أحد هدفى «السيدة العجوز» خلال المباراة، التى انتهت بفوز يوفنتوس. ما حدث مع مويس كين، قاد إلى حملة عالمية من جانب عدد كبير من لاعبى كرة القدم خلال الساعات القليلة الماضية، الذين دعموا المهاجم الإيطالى صاحب التسعة عشر عامًا، ومستنكرين ما قامت به جماهير كاليارى خلال المباراة. الواقعة الأخيرة، أعادت للأذهان الكثير من حوادث العنصرية، والتى على الرغم من محاولات الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» لمحاربتها، عبر إطلاق حملة «قل لا للعنصرية» قبل عدة أعوام، إلا أنها ما زالت تطل برأسها علينا من وقت للآخر، لتذكرنا بأسوأ ما فى ملاعب الكرة. وعلى الرغم من حملات مناهضة العنصرية، إلا أن الألفية الثالثة شهدت العديد من الحوادث فى العديد من ملاعب العالم، التى تؤكد أن هذه الجهود لابد أن تتواصل وتستمر. من جانبه، قال ألكسندر تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) إنه سيتم إبلاغ الحكام بضرورة التحلى بالشجاعة وإيقاف المباريات عندما يتعرض أى لاعب لإهانة عنصرية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) عن تشيفرين قوله فى مؤتمر من أجل المساواة باللعبة أقيم فى ملعب ويمبلى «سنتحدث إلى الحكام مجددًا ونبلغهم بالتحلى بالثقة وعدم الخوف من التصرف». وقال تشيفرين «أشعر بالخجل.. لا يمر أسبوع واحد بأوروبا دون حدوث واقعة عنصرية بملعب لكرة القدم سواء على مستوى الهواة أو المحترفين.. أشعر بالخجل من استخدام حركات متطرفة لرياضتنا باعتبارها أداة لرسائل الكراهية والتعصب». أما جريج كلارك، رئيس الاتحاد الإنجليزى، فطالب بعدم التساهل نهائيًا مع العنصرية وتسهيل الأمور على الحكام لإيقاف أى مباراة وإلزام اللاعبين بترك الملعب فى حال حدوث تصرف عنصرى، وقال كلارك بعد تعرض لاعبى إنجلترا لمعاملة عنصرية فى الجبل الأسود، الأسبوع الماضى: إنه يجب التصديق على قواعد أكثر صرامة للتصدى للعنصرية، وتسمح القواعد حاليًا للحكم بإيقاف المباراة إذا حدث تصرف عنصرى له تأثير قوى وبمشاركة حشد من الجماهير.وقال كلارك: «يجب ألا يكون هناك أى اتصال لتقييم الموقف إن كان قويًا بشكل كاف.. لا يمكن التساهل مع العنصرية على الإطلاق». وواجه دانى روز، مدافع إنجلترا، صيحات تقلد صوت القردة خلال الفوز 5-1 على الجبل الأسود فى مباراة بتصفيات بطولة أوروبا 2020، كما تعرض رحيم سترلينج لإهانات عنصرية. وقال كلارك إن هناك قواعد للهتافات الجماعية لكن يجب على الحكم التدخل حتى لو صدر الفعل العنصرى من شخص واحد. وشدد على ضرورة التحقيق فى كل واقعة بدلًا من الاكتفاء بتقارير الحكام، مع الاستعانة بتكنولوجيا الفيديو وخبراء قراءة لغة الشفاه. من جانبه أطلق نادى ليفربول حملة لمكافحة العنصرية، وذلك قبل مباراته ضد توتنهام، الأسبوع الماضى. ونشر نادى ليفربول تغريدة على صفحته الرسمية فى موقع التواصل الاجتماعى، ظهر فيها النجم المصرى محمد صلاح إلى جانب زملائه فى الفريق، وكتب على الصورة «كرة القدم للجميع.. لا مكان للعنصرية» فى رسالة واضحة لمحاربة تلك الآفة فى ملاعب كرة القدم. وكان صلاح أحد ضحايا العنصرية مؤخرًا، وذلك حين قام أحد مشجعى فريق وستهام يونايتد بتوجيه إهانة لهداف الريدز باعتباره مسلمًا، ما دفع الشرطة والنادى الإنجليزى لمعاقبته والتحقيق معه وتم حرمانه من دخول الملاعب مدى الحياة بعد تلك الواقعة. وشهدت المباراة قبل انطلاقها رسائل قوية لمحاربة العنصرية إذ ارتدى لاعبو الفريقين أثناء عمليات الإحماء قمصانًا كتب عليها «اطردوها» لمكافحة العنصرية فى الملاعب.