ينتشرون فى منطقة عرب أبوساعد وطريق العين السخنة ومصانع الحديد بحلوان استغاثات وصرخات تحمل خوفًا ورعبًا وقلة الحيلة من مصير مجهول لمجموعة من الكلاب يقتادها أشخاص صينيون، يواجهها ضحكات ونكات تملؤها السخرية والاستخفاف، من أشخاص وصفهم البعض بأنهم «مجرمون ومخالفون للقانون»، يمسكون الكلاب بطريقة غير آدمية بحبال وجنازير. 3 أشخاص صينيون، وآخرون مصريون، يقتادون كلابًا مقيدة بحبال وجنازير، على جانب إحدى الطرق الصحراوية فى مصر، أحدهم«يجر» الكلب بطريقة غير آدمية، نحو صندوق حديدى «متهالك»، اعتلى هذا الصينى الصندوق الحديدى، وسحب الحبل إلى الأعلى وعلق الكلب من رقبته، زاد نباح الكلب . بينما هناك مصرى ممسك بهاتفه المحمول، موجهًا كاميرته نحو هؤلاء الصينيين، صورته لا تظهر فى الكاميرا فهو الذى يصور، لكن ضحكاته وتعليقاته الساخرة كانت متوازية مع كل فعل إجرامى للصينيين، وكأن الأمر لعبة بالنسبة له، استمر هذا الشهد حتى تدخل الصينى الآخر، واتجه نحو صديقه الذى يقيد الكلب من رقبته. اقترب الصينى الثانى متحدثًا إلى صديقه بلهجة صينية صعبة الفهم، كان ممسكًا ب«ساطور» حاد، انعكست أشعة الشمس على جانبيه اللامعتين، يقابل ذلك صرخات هستيرية من الكلب المقيد، وضحكات من المصرى الذى باع لهم الكلب، بالاشتراك مع آخرين، حسب ما توصلت إليه تحريات جمعيات حقوقية رصدت القضية. حانت اللحظات الأخيرة للكلب الذى ينتمى إلى سلالة الكلب البلدى المصرى ذى اللون الأصفر الداكن، باقتراب الصينى الذى يمسك الساطور منه، وإحكام قبضته على رأسه ورقبته، بمساعدة الآخر، كل ذلك وهناك كاميرا موجهة من مصرى نحوهم، والضحكات مستمرة، وجه الصينى «الساطور» نحو رقبة الكلب، ثم ذبحه بطريقة معينة، لتنسال دماء الكلب ويسكب نباحه إلى الأبد. كانت هذه المشاهد لمجزرة نفذها صينيون يعملون فى أحد المصانع المصرية التى تقع على طريق صحراوى، تعاونهم عصابات متخصصة فى صيد الكلاب وبيعها للصينيين المقيمين فى مصر، لذبحها وأكلها، خاصة أن تناول لحوم الكلاب أمر طبيعى بالنسبة للصينيين الذين يقيمون مهرجانًا سنويًا لذبح الكلاب وأكلها، وسط عدم وجود رقابة من الجهات المسئولة فى مصر، وتحرك محدود لمنظمات مجتمع مدنى لوقف هذه المجازر. حسب حقوقيون فى مجال حماية الحيوان، فإن هناك صينيين يعملون فى مصانع مصرية، تم رصدهم يذبحون الكلاب لتناولها طعامًا، بمساعدة مصريين، فى مناطق عديدة على منطقة عرب أبوساعد فى الجيزة، وطريق العين السخنة، الذى توجد به قرية للصينيين، ومناطق أخرى فى أكتوبر وبعض المدن الجديدة التى يقطنها صينيون.
ومن جهته قال أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان ومدير مركز البحوث الصينية المصرية ياسر محمد جادالله، إن عدد الصينيين فى مصر بحوالى 500 ألف شخص «شبه مقيمين»، ويتركزون عادة فى منطقة المعادى. الحملة العالمية « No To Dog Meat» طالبت بمعاقبة العمال الصينيين الذين يعذبون ويأكلون الكلاب الضالة لعشائهم. وقالت فى بيان لها عبر موقعها الإلكترونى، الذى يبث باللغة الإنجليزية، إن العمال الصينيين فى مصر يجمعون الكلاب الضالة ويتم تعذيبهم وتناولهم، مطالبة أيضًا من الحكومة أن تتحدث إلى الحكومة الصينية عن عمالها الذين يمارسون تعذيب الكلاب، وأن يوضحوا أن الكلاب ليست طعامًا. وشددت على أنه هناك مخاطر على صحة الإنسان ترتبط بأكل الكلاب، وأن هذا قاسٍ وضد الدين. وانتشرت بعض الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، نشرها حقوقيون فى مجال الحيوان لصينيين يقيدون الكلاب ويذبحونها، تمهيدًا للطهى وأكلها كطعام، فهى أكلة أساسية بالنسبة للصينيين. هدى مقلد عضو جمعية حماية حقوق الحيوان، قالت إن بداية الموضوع كانت فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، رفضت صاحبته الإفصاح عن الأشخاص الذين أمدوها بالفيديو، مؤكدة أنه بعد التحرى من خلال عدد من جمعيات حقوق الحيوان والمهتمين، توصلوا إلى أن موقع الصينيين الذين ذبحوا الكلاب فى منطقة مصانع حلوان. وأضافت فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، أن مجموعة من الحقوقيين والمهتمين بالحيوان فى مصر، تحركوا بعد أن جاءت لهم معلومات بأن موقع المذبحة فى منطقة مصانع عرب أبوساعد فى حلوان. وفقًا ل«مقلد»، فإن المجموعة التى ذهبت لموقع الحدث اكتشفت وجود ما يقرب من 7 مصانع صغيرة للحديد، فى منطقة عرب أبوساعد يملكها صينيون، فى منطقة صحراوية تبعد عن الطريق الرئيسى مسافة كبيرة، وأن هؤلاء الصينيين يملكون معدات ذبح الكلاب بالقرب من هذه المصانع، ويحتجزون أكثر من 30 كلبًا آخرين فى غرفة ويقدمون لهم الطعام». وحسب عبدو جو عضو فى جمعية حقوقية لحماية الحيوان، فإن الواقعة جرت فى مصانع الحديد فى حلوان بعد إجراء جولة مع آخرين للمنطقة، وأنهم يقومون بذبح الكلاب بعيدًا عن المصانع فى المحاجر الخاصة بالطوب والرخام فى الجبل، مؤكدًا أنهم اتفقوا مع البدو للوصول إلى الجناة، والتقدم ببلاغ رسمى. وفى الثقافة الصينية، يُقال إن لحوم الكلاب مفيدة خلال أشهر الصيف الحارة. وطالب حقوقيون فى مصر الطب البيطرى والجهات الأمنية، بالتحقيق العاجل فى شروع صينيين فى مصر بذبح الحيوانات وتناولها كطعام، مؤكدين أن هذه الممارسات غير أخلاقية.