في كل عام في يوم الرابع عشر من شهر فبراير يحتفل العالم بعيد الحب، أو عيد العشاق كما هو معروف حيث يتبادل العاشقون والأحباب والأصدقاء الحب وإرسال الهدايا والمعايدات وباقات الزهور وأجمل الكلمات وأرقها بمناسة هذا اليوم المميز. فيستغل البعض هذا اليوم من أجل التعبير عن شعور جميل بداخلهم تجاه شخص ما ، أو لإنهاء خلاف ما وإعادة ترميم العلاقات المفككة، فعيد الحب لا يقتصر فقط على الاحبة والعاشقين فهو أيضًا للأهل والأصدقاء والمقربين. أما عن قصة عيد الحب، فقد أعلن البابا "غلاسيوس" أول احتفال رسمي بيوم القديس فالنتاين عام 496 ميلادية، تخليدا لذكرى شهيد بنفس الاسم، لكن هوية هذا الشهيد ليست معروفة. بينما الرواية الأكثر انتشارا هي أن القديس "فالنتاين" قسا من مدينة "تورنى" في روما قسا، أعدم في القرن الثالث الميلادي، إلا أن هناك روايتين مختلفتين ترتبطان بهذا اليوم، "الأولى هي أن فالنتاين كان أسقفا في بلدة قرب روما، والأخرى هي أنه أحد شهيدا من شمال افريقيا"، ولا يُعرف المزيد من التفاصيل عن الروايتين الأخيرتين بخصوص هوية القديس فالنتاين، وأصبحت الرواية الأولى عن كونه قسا من روما هي الأكثر انتشارا. وترجع القصة إلى أن الإمبراطور كلوديوس الثاني منع الزواج، لأنه اعتقد أن الرجال المتزوجين يصبحون جنودا سيئين، لكن القديس فالنتاين أصر على أن الزواج هو أحد سنن الخالق في الأرض، وعصى أوامر الامبراطور وعقد الزيجات سرا، وعندما اكتشف الامبراطور الأمر، سجنه وأمر بإعدامه. وأثناء سجن فالنتاين، وقع في حب ابنة السجان، ويوم إعدامه في 14 فبراير، أرسل لها رسالة حب بالتوقيع "من فالنتاين"، وهي اللفتة التي استمد منها العالم اليوم تقليد إهداء كروت للمحبين. ورغم أن المسيحيين الأوائل ربما احتفلوا بهذا اليوم، إلا أنه لم يرتبط بالحب وتبادل الهدايا حتى فترة العصور الوسطى، ومن المرجح أن الأديبين الانجليزيين، تشوسر وشيكسبير، مسؤولان بدرجة كبيرة عن نشر شعبية الاحتفال في بريطانيا، ومنها إلى باقي أوروبا والعالم أجمع. وكان تقليد تبادل البطاقات بين المحبين معروفا في العصور الوسطى، لكنه تحول إلى عمل تجاري مربح في القرن التاسع عشر، عندما أسهمت الثورة الصناعية في توفير بطاقات مصنعة. في عام 1916، بدأت شركة كروت باسم "هولمارك" في ولاية ميسوري بالولاياتالمتحدة، تصنيع بطاقات مخصصة للفالنتاين، لتتغير بذلك طبيعة الاحتفال في أرجاء العالم. وأصبحت الشركة جزءا من صناعة تبيع 132 مليون بطاقة في هذه المناسبة. واليوم، أصبح عيد الحب فرصة للتجارة المربحة حول العالم، وخاصة في الولاياتالمتحدة. وبحسب استبيان اتحاد المبيعات الوطني لإنفاق المستهلكين في يوم عيد الحب، من المتوقع أن تنفق الولاياتالمتحدة 18.9 مليار دولار على الهدايا والبطاقات الخاصة بالفالنتاين هذا العام. ويبلغ بذلك متوسط إنفاق الفرد الأمريكي في الاحتفال بهذه المناسبة حوالي 142.31 دولار. وبذلك، يرى البعض أن اليوم أصبح له أبعادا دينية، وشاعرية، وتجارية.