المهنة بعيدة عن المرأة بسبب صعوبتها.. ويومية المغربل تصل إلى 300 جنيه ينتشرون فى العياط وقرى بالمحافظات..ودورهم فصل الشوائب من النباتات بعد الحصاد» المغربلون هم هؤلاء أصحاب مهنة فصل شوائب النباتات العطرية والطبية «بالغربال، وأيضًا المحاصيل التى تحتاج لتلك المهنة مثل السمسم، والبرسيم، وتلك المحاصيل تحتاج إلى المغربل كى يقوم بفصل الشوائب، وبتلك الفصول يبدأ موسم حصاد السمسم والبرسيم والنباتات العطرية. العياط بمحافظة الجيزة فى هذه الأيام من كل عام ينتظر المزارعون موعد حصاد السمسم الذى يعد عيدًا لهم، حيث إن السمسم هو محصول من المحاصيل المهمة فى حياة الإنسان، ومن داخل العياط بمحافظة الجيزة يروى ياسر محمد البالغ من العمر 55 عامًا ويعمل فى مهنة المغربل، قائلًا إنهم يقومون بحصاد السمسم على عدد من المراحل تم يقومون بربط المحصول على شكل هرمى لكى لا يقع السمسم، ثم يترك فى الشمس لمدة من 20 الى 25 يومًا كى يجف، ثم يبدأ مهنة المغربل، ويتم تقنيه من الشوائب بالغربال صغير الحجم، ويتم تنقيته أيضًا على شكل هرمى، حيث يعمل المغربل فى موسم حصاد السمسم بمبلغ 300 جنيه باليوم، ويتم الاتفاق مع المتغربل قبل بدء الموسم وينتشرون فى العياط. بينما يؤكد المغربل حسين بيومى البالغ من العمر 55 عامًا أنه يعمل بتلك المهنة منذ 18 عامًا، وعلى الرغم من أننا أصبحنا فى عام 2019 إلا أن المهنة لم تندثر فى ظل التكنولوجيا وتطور العالم. وأضاف: كنت أعمل منذ صغرى بجانب والدى، وكنت أستخدام غربالًا صغيرًا كى يتم فصل السمسم من الشوائب، وعلمت أبنائى تلك المهنة، وتصل يومية المتغربل من 200 جنيه وحتى 500 جنيه، و يعمل أشهر بعينها خلال موسم حصاد المحاصيل، ومن الممكن أن يستقل بمنزله أشهر بدون عمل، أو يبحث عن عمل مؤقت حتى يعود إلى عمله الأساسى وهو الغربلة. وأكد بيومى أنه لو عاد به الزمن إلى الخلف لم يعمل سوى تلك المهنة التى توارثها عن والده وأجداده، ولم تنتشر الفتيات والسيدات بتلك المهنة بسبب صعوبتها، فهى تؤثر على حركة الأيدى بسبب أننا نظل لساعات طويلة نقوم بهز الغربال كى يتم فصل الشوائب من المحصول، وأيضًا نتعرض لجروح عديدة بأيدينا بسبب فتحات الغربال، بالإضافة إلى أننا نقوم بالغناء أثناء العمل. محافظة بنى سويف فى بنى سويف وعلى بعد 35 كيلو مترًا من المحافظة، توجد قرية بدهل التابعة لمركز « ببا» حيث تشتهر بكونها أكبر مساحة زراعية فى إنتاج النباتات الطبية والعطرية على مستوى الدولة، ويعتمد ثلثا سكانها على الزراعة، ويعتبر المغربل إحدى الأدوات المهمة بالنسبة للقرية، فهو يعمل على فصل الشوائب، ذلك لاستخلاص المادة التى تدخل فى الأدوية. يقول «عبد ربة محمد» 52 سنة « هذه المهنة التى توارثناها أجيالًا عبر أجيال عن آبائنا وأجدادنا، نحن لا نستطيع العمل دونها، ويضيف أن وضع «الغربال» فى اليد له فنه، فلا يستطيع الكثيرون ممن لا يعملون بها الإمساك به، والتحكم حتى لا ينزلق ويفقد ما به معتمدًا على أحد الأمثال قائلًا (مش كل اللى مسك طبلة يعرف يطبل ). بينما يستكمل الحديث عزت كمال البالغ 57 عامًا، يومية المغربل وصلت إلى 200 جنيه، وبشهر فبراير يظهر موسم حصاد النبات العطرى، وموسم حصاد الريحان بأواخر شهر مارس، وبتلك الفترة يكون هناك ضغط عمل. بينما يقول سيد عبدالتواب أن هناك صناعًا للغربال، وأنواع منها غربال السلك وأيضا الغربال البلاستيك.