تعد زراعات النبات العطرية والنباتات الطبية بمحافظة أسوان من الزراعات الواعدة، والتى تخلق فرصًا تصديرية وتعمل على توفير مصادر دخل لقطاع كبير من الشباب والخريجين وتنقذهم من شبح البطالة. المساحات المزروعة بالأعشاب والنبات العطرية والنباتات الطبية ما زالت محدودة بالمحافظة، حيث تحتاج هذه الزراعة للإشراف من قبل مهندسين زراعيين متخصصين فى هذا المجال بجانب اعتمادها على وجود مزارعين مدربين وضمان الفرص التصديرية أو ضمان الطلب المحلى على هذه المحاصيل الحيوية. وتتميز أسوان بظروف مناخية مناسبة تمكنها من إنتاج مبكر عالى الجودة مقارنة بأى منطقة. ومن أشهر القرى التى تنتشر فيها زراعة النباتات العطرية والطبية بكثافة قرية "الحكمة والكرامة"، التابعة لمشروع قرى شباب الخريجين بوادى النقرة بأسوان ذى الطبيعة الجبلية بجانب زراعة النباتات العطرية والطبية بمناطق متفرقة بأسوان، حيث تصدر أغلب النباتات العطرية والطبية للدول الأوربية، والتى تدخل فى صناعة منتجات العطور والزيوت والأدوية والعقاقير. من جانبه، يحاول الصندوق الدولى للتنمية الزراعية المعروف بمنظمة الإيفاد التابعة للأمم المتحدة إنشاء وحدة إنتاجية لتقطير النباتات الطبية والعطرية بوادى النقرة لإنتاج مستخلصات هذه النباتات وتصديرها للخارج بجودة عالية بعد نجاح زراعتها وتحقيق إنتاجية عالية. يقول حمدى قناوي، من المزارعين، إنهم حريصون على زراعة جميع المحاصيل الطبية والعطرية زراعة "أورجانيك"، مضيفا أن أبرز المشاكل التى تواجه المزارعين المحاصيل الطبية والعطرية هى تذبذب مياه الري، لأن أن إنتاج المحصول يمر بعدة مراحل بدءا من زراعته وحصاده وتنقيته وغربلته من الشوائب، الأتربة كى يصبح المحصول جاهز تماما لتسليمه للمصدرين بجودة عالية، حيث تصل هذه المحاصيل لمصانع الدواء وشركات المستحضرات الطبية والعطور بأوروبا. وأضاف أحمد محمود – أحد المزارعين - أن أبرز المحاصيل التى تتم زراعاتها هى محاصيل النعناع بأنواعه وخاصة البلدى والفلفلى والريحان والبقدونس والكسبرة والشبت والبردقوش والبابونج والشيح البابوني، كذلك تمت زراعة حبة البركة والشمر الهولندى والمورينجا. وأوضح أن هناك محاصيل تزرع صيفا ومحاصيل تزرع شتاء وزراعة المحاصيل الطبية والعطرية بشكل عام، تدر دخلا على المزارع إذا أتقن زراعتها، حيث تقوم الشركات المستوردة باختبار عينات للمحاصيل للتأكد من مطابقة النباتات والزيوت العطرية والطبية للمواصفات والاشتراطات المطلوبة. وناشد الحكومة بتوفير المبيدات الحيوية، فضلا عن ضرورة توفير مستلزمات إنتاج تتماشى مع نوعية هذه الزراعات وزرع أصناف جديدة بجانب وضع نواة لتصنيع هذه النباتات محليا بواسطة التقنيات الحديثة لاستخلاص الزيوت العطرية لتصدر المنتجات مصنعة أو نصف مصنعة مما يعظم الاستفادة. وطالب إسماعيل على – مزارع - بالتوسعة فى زراعة النباتات العطرية والطبية، من خلال إنشاء مشروع زراعى متكامل لاستزراع النباتات العطرية والطبية بالمحافظة، لافتا إلى أن ذلك يتم تحت إشراف كلية الزراعة بجامعة أسوان ومنظمة الإيفاد ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي؛ لضمان التدريب المستمر للمزارعين، حيث يوجد طلب محلى وعالمى على المنتجات النباتية الطبية والعطرية، وأن ناتج وادى النقرة مبشر بالزراعة، مضيفا أن هناك ثقافة لدى الأهالى بالتداوى بالنباتات الطبية والطب الشعبى ومحافظة أسوان مناخها مهيأ لمثل هذه الزراعات.