أكد محمود عباس"أبومازن"، الرئيس الفلسطيني، أنه لن يقبل بأي صفقة أو تسوية لا تنصف الشعب الفلسطيني وتعيد له حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وقال الرئيس الفلسطيني، خلال لقاء مع مجموعة من كبار الصحفيين والكتاب والإعلاميين في مقر إقامته بالقاهرة، "إننا نواجه ثلاث إشكاليات غير مقبولة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وحركة حماس".
واستعرض "أبومازن"، خلال اللقاء، آخر التطورات السياسية الجارية في المنطقة، وخاصة ما قامت به الإدارة الأمريكية من انحياز لإسرائيل باعترافها بالقدس عاصمة لها ونقل سفارة بلادها إليها، وقطع الدعم المادي عن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وعن السلطة الفلسطينية.
وقال"أبومازن" إن كل ذلك لن يقوض حقنا في القدس، ولن يجعلنا نتنازل عن ثوابتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة، ولن يجعلنا نوافق على ما يسمي ب"صفقة القرن".
وأضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منحازة إلى إسرائيل، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كما أن الكونجرس الأمريكي يعتبرنا إرهابيين، علمًا بأننا دولة تحت الاحتلال ولدينا 83 بروتوكولا أمنيا مع 83 دولة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، "فنحن ضد الاٍرهاب ونحاربه وعلى استعداد للتعاون مع أي أحد ضد الاٍرهاب".
ونبه "أبومازن" إلى أن "وعد بلفور" 1917 الذي أعلنته بريطانيا وصاغته ودعمته الولاياتالمتحدةالأمريكية هو الذي ينفذ الآن على الأرض من خلال حكم ذاتي في الضفة الغربية وإمبراطورية في قطاع غزة وهذا الذي يجري الآن، ولن نسمح إطلاقا بمرور هذا المشروع.
وقال"أبومازن" إن الأبواب مغلقة تمامًا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا توجد بيننا وبينهم أي حوارات، إلا إذا تراجعت عن الإجراءات العقابية التي تم اتخاذها ضدنا، وبالتالي ممنوع على أي أحد فلسطيني أيا كانت صفته أن يلتقي معهم".
وبالنسبة لإسرائيل، قال الرئيس الفلسطيني "إن إسرائيل توغلت خلال هذه الفترة وتوحشت وقامت بتكثيف الاستيطان والدخول إلى المناطق الفلسطينية المحررة "مناطق أ" وتقوم بإجراءات عقابية ضد الشعب الفلسطيني، وبناء عليه طلبنا منهم أن يعاد النظر في اتفاقية باريس الاقتصادية وعدة اتفاقيات أخرى وصولا إلى اتفاق أوسلو حتى لو وصل لإلغائه، وسننهي كل الاتفاقيات معهم، بالإضافة إلى التنسيق الأمني إذا لم يلتزموا بحل الدولتين، وهذا التهديد سنأخذه مأخذ الجد".
وتابع "أبومازن":" أنا لن أستطيع أن أحارب إسرائيل لاسترجاع حقوقنا، لكن في نفس الوقت لن أتنازل وغير مستعد أن أنهي حياتي وأنا خائن لشعبي وقضيتي، وسأظل أقول لا للظلم طالما معي شعب يقول لا أيضًا حتى نحقق الاستقلال".
وفيما يتعلق بحماس، قال الرئيس "أبومازن" إن هناك قرارًا من الجامعة العربية عام 2007 بتكليف مصر بالعمل على إنهاء الإنقسام الفلسطيني وإنهاء هذه الصفحة وإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووقعنا اتفاقيات عديدة معهم وبرعاية عدة دول عربية على مدار الفترة السابقة، لكنهم لم ينفذوا شيئًا وظلوا يماطلون، وبناء عليه قررت المحكمة الدستورية مؤخرًا حل المجلس التشريعي الذي لا يعمل أي شىء منذ 12 عامًا ويتم صرف مليون دولار أمريكي شهريًا للمجلس الذي لا يعمل، ما بين رواتب ونثريات"، مشيرا إلى أن المحكمة الدستورية قررت أيضًا إجراء انتخابات خلال 6 أشهر.
وأضاف "أبومازن":" نحن حريصون على إجراء الانتخابات في غزة والضفة والقدس وإذا لم تنفذ حركة حماس هذا القرار وتسمح بالانتخابات في غزة، فنحن غير مستعدين لدفع 96 مليون دولار أمريكي شهريًا إلى قطاع غزة وسنعطي المحتاج فقط من شعبنا هناك".