اكتشف فريق بحثي إيطالي نوعًا جديدًا من الديناصورات ينتمي إلى "العصر الجوراسي المبكر". ويُعد الديناصور المكتشف "حديثًا" أصغر ديناصور مفترس ينتمي إلى ذلك العصر؛ إذ لا يزيد وزنه على طن واحد، كما أنه أقدم ديناصور مفترس في العالم، فقد عُثر عليه في صخور يعود عمرها إلى حوالي 198 مليون سنة. ووفق الدراسة، التي نشرها "جورنال أوف لايف آند إنفايرومنتال ساينسس"(Journal of Life and Environmental Sciences)، ال فإن الديناصور هو ثالث نوع من الديناصورات المكتشفة في إيطاليا. وقد أطلق الباحثون اسم "سالترييو فيناتور زانيلي" (Saltriovenatorzanellai)، على الديناصور المكتشف. يقول "أندرو كايو" –عالِم الحفريات، وأحد مؤلفي الدراسة- في تصريحات ل"للعلم": "إن أحد الهواة عثر على الحفرية عام 1996، في تكوينات صلبة بالقرب من مدينة "سالترييو"، التي تقع على بُعد 80 كيلومترًا من شمالي شرق مدينة ميلانو الإيطالية، إلا أنها خضعت للفحص مؤخرًا من قِبَل علماء الحفريات في متحف ميلانو للتاريخ الطبيعي، وفي أثناء عملية الفحص كانت المفاجأة؛ إذ لم يكن الفريق البحثي يتوقع أن تُشكل تلك الحفرية كنزًا يتمناه كل علماء الأحافير". ويضيف أنه "بعد أن تم تحرير الحفرية من الصخور المحيطة بها، وجد الفريق البحثي 130 عنصرًا عظميًّا من هيكل الديناصور، وكالعادة، قام العلماء بمقارنة تلك العظام بنظيرتها المسجلة في المراجع ومتاحف التاريخ الجيولوجي، ليجدوا أنها فريدة من نوعها ولا مثيل لها في جميع أنحاء العالم". في السنوات الأخيرة، عزَّزت الاكتشافات المذهلة توقُّع العلماء الرافض لكون إيطاليا خاليةً من الديناصورات؛ إذ تمكن الباحثون والهواة من اكتشاف بقايا هياكل عظمية في جبال الألب الوسطى، وجنوب وشرق إيطاليا، وتنتمي تلك الهياكل إلى ثلاثة أنواع جديدة تمامًا من الديناصورات، وهو الأمر الذي يُظهر أن الديناصورات ربما استوطنت تلك المنطقة قبل ملايين السنوات. أتت معظم الأحافير -شأنها شأن الحفرية التي تتحدث عنها الدراسة- من رواسب ساحلية تشير إلى حالة بيولوجية وجغرافية فريدة؛ إذ يتوقع العلماء أن الديناصورات الإيطالية عاشت في جزر صغيرة تشبه جزر الباهاما، وفي نطاق زمني واسع امتد من 145 مليون سنة وحتى انقراض الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري. غير أن الحفرية الجديدة وسَّعت الحقبة الزمنية التي عاشت فيها الديناصورات في تلك المنطقة بنحو 53 مليون سنة، وهو ما يعني أن تلك الكائنات عاشت في المكان الذي يُعرف حاليًّا باسم إيطاليا قبل نحو 198 مليون سنة. عمل الفريق البحثي التابع ل"متحف ميلانو للتاريخ الطبيعي"على الحفرية لنحو 1800 ساعة امتدت على مدار عام كامل، واستخدموا عددًا كبيرًا من الوسائل الميكانيكية والكيميائية لتخرج العينة إلى النور بسلام. يقول "كايو": إن الأهمية الرئيسية لتلك الدراسة تكمن في أن الاكتشاف يُعد الأول من نوعه على الإطلاق في منطقة شرق البحر المتوسط، خاصة أن الديناصورات في منطقة البحر الأبيض المتوسط نادرة جدًّا، ولا يُعرف سوى القليل عن ديناصورات العصر الجوراسي، وتلك هي العينة الأولى للديناصورات آكلة اللحوم من العصر الجوراسي المبكر. ويأمل الباحثون أن تشكل الورقة العلمية حافزًا جديدًا لعلماء الأحافير، وأن يعثروا على بقايا ديناصورات أخرى في جبال الألب الإيطالية، خاصةً أن تلك المنطقة لا يزال لديها الكثير لتبوح به فيما يتعلق بالعصر الجوراسي، الذي يُعَد أحد أكثر العصور المجهولة، على حد وصف "كايو".