"قرية الجنس اللطيف"، أجتمعوا على الحزن والوحدة، كل من فقدت زوج أو انفصلت، لجأت لقرية "السماحة"، بمحافظة أسوان وتكونت مجموعة من نساء في قوة الرجال بل وأفضل، فهم يقتسمون المياه والطعام، ويتبادلون الود، ويعتمدون على أنفسهم في الزراعة وتربية المواشي، برعوا في أمور لا يتخيل أحد أن امرأة تستطيع تحقيقها بمفردها. "مانجيش نترمي في الجبال إلا لو عارفين نفسنا الست بعشر رجالة"، قالتها أحد السيدات الأرامل في قرية السماحة المعروفة بقرية المطلقات والأرامل، بمحافظة أسوان، وتابعت: "يعني إحنا هنا لو قاعدين مثلا اسبوع، وما جاناش بتاع الخضار، وجت عربية نخبط على بعض".
وأضافت السيدة: ""أي حاجة بتفرحنا هنا إحنا ناس غلابة وبسيطين جداً"، تعمل نساء القرية في زراعة الأراضي وجني محصولها، كما تقوم بتربية المواشي، بالإضافة للأعمال المنزلية، في القرية بنشقى ونتعب".
وتابعت: "أنا مات المرحوم جوزي وأنا سني 34 سنة، قعدت وربيت عيالي وعلمتهم وقعدت عليهم، وهما بقوا رجالة وفيهم اتنين متجوزين، ولسه فاضل اتنين فتيان عايزين الزواج".
يتعاون نساء القرية فيما بينهن من أجل التغلب على ظروف الحياة القاسية، يتقاسمون الطعام والشراب، وإذا تغيب أحد يبادرون بالسؤال عليه.
أنشأت الحكومة القرية عام 1998، وخصصتها للأرامل والمطلقات، المعيلات لأطفال، حيث يتم منح أرض وبيت لكل منهم، وعلى من تقرر الزواج الخروج برا القرية.