تعيش فرنسا في أعمال العنف وتخريب في عدد من المدن الفرنسية، وتصاعد الأحداث بعد خروج تظاهرات دعت لها حركة "السترات الصفراء"، تنديدا بقرار رفع أسعار الوقود، والأحداث التي حظيت باهتمام الصحف الفرنسية، اليوم. نشرت صحيفة "لوباريزيان" صورة تعكس جانبا من العنف الذي هيمن على احتجاجات باريس أمس، مع مانشيت "السترات الصفراء: تصعيد خطير"، وتبين تعرض عنصر من القوات الخاصة لمكافحة الشغب GIGN لعنف شديد من قبل متظاهرين مرتدين سترات صفراء، يسددون له لكمات ويرمونه بالحجارة إلى ان سقط أرضا.
وصف الموقع الإلكتروني لإذاعة "مونت كارلو" الدولية، الصورة بأنها تعكس مدى العنف على شكل مواجهات جرت على هامش تجمعات "السترات الصفراء" في باريس عند قوس النصر وشارع ريفولي وحديقة "تويلري" التي تعرّضت للتخريب.
وتسرب مئات "المخرّبين" إلى المظاهرات ودخلوا في مواجهات مع قوات الأمن في قلب باريس وأحرقوا السيارات وكسروا واجهات المتاجر وأقاموا المتاريس. أجواء حرب أهلية في باريس، تقول صحيفة "لوباريزيان" وحرب عصابات.
واستعرضت اليومية الفرنسية بالتفاصيل اعمال الشغب التي بدأت صباح أمس منذ وقت مبكر حول ساحة النجمة في باريس التي يتوسطها قوس النصر الشهير، وجادة "كليبير" حيث كانت مشاهد العنف غير مسبوقة كما وصفت الصحيفة.
أما صحيفة "لوفيجارو"، كتبت في موقعها الالكتروني أن باريس كانت أمس مسرحا للفوضى ولعنف منقطع النظير على هامش احتجاجات السترات الصفراء، وصفت الصحيفة الفرنسية، الذين قومون بتدمير وتشوية المنشأت العامة والأثرية ب"البلطجية"، تعليقا على مقطع فيديو قام بنشره رئيس مركز الآثار الوطنية فيليب بيلافال، مساء أمس، والذي يظهر تدمير ونهب الجزء الداخلي من قوس النصر.
انفردت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" بنشر نداء لمجموعة من السترات الصفراء من أجل الخروج من الازمة، حيث نددت بكل أشكال العنف، واقترحت على الحكومة الفرنسية مخرجا من الأزمة وحدّدت جملة من المطالب.
وكتبت "لوجونال دو ديمانش": "في وقت كانت باريس يوم أمس مسرحا لمشاهد حرب العصابات، بمناسبة يوم التعبئة الكبرى الثالثة للسترات الصفراء، وجهت مجموعة من هذه الحركة نداء للحكومة لإيجاد مخرج للازمة، المجموعة أطلقت على نفسها اسم "المتحدثين باسم السترات الصفراء الأحرار"، وقدمت نفسها على أنها تجمع "مواطنين يمثلون فرنسا تمثيلا صادقا لكل أولئك الذين يعانون ويشعرون بالإهمال".
هذه المجموعة، التي تنشر نداءها "لوجورنال دو ديمانش" توجه نداء ل"كل المواطنين الذين يرغبون ليس فقط لدعم وتشجيع السترات الصفراء الأحرار، بل المشاركة في حركة ملتزمة، ليكونوا مرجعيين محليين".
المجموعة تضع نفسها تحت تصرف رئيس الحكومة إدوارد فيليب، ليتم استقبالها، وأضافت الصحيفة أن أعضاءها ليس من بينهم المتحدثون الذين تمت تسميتهم هذا الأسبوع واستقبلهم رئيس الوزراء ووزير البيئة. إنهم ممثلون اخرون بعيدون عن الهيكلة الاولى للحركة، ولم يبرزوا على وسائل الاعلام، وقالوا ان السترات الصفراء تجمع الملايين ولا أحد يحتكر تمثيلهم والتحدث باسمهم.
وعن أبرز مطالب هذه المجموعة: "النظر في سياسة الضرائب، ومؤتمر اجتماعي وطني حول مسالة الحركة التنقلية، وتنظيم استفتاءات منتظمة حول التوجهات الاجتماعية والمجتمعية للبلاد، واعتماد النسبية في التصويت خلال الانتخابات البرلمانية حتى يتم تمثيل السكان بطريقة أفضل في البرلمان".
