محافظات الصعيد الأغرب فى الاحتفال.. والإماراتوالجزائر الأكثر اهتماماً بالإنشاد اعتاد المسلمون فى كل بقاع الأرض على الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، وذلك بذكر الله وتلاوة السيرة العطرة للرسول وإطعام الحاضرين وتقديم الحلوى لهم، وتعد الابتهالات والمديح عنوانًا رسميًا لمثل هذا الحدث، لذلك كان لنا هذا الحوار مع الشيخ محمد عبد الرءوف السوهاجى، المبتهل بالإذاعة والتليفزيون وعضو مجلس إدارة الإنشاد الدينى والمبتهلين، حول ذكرياته مع الاحتفال بالمولد النبوى. * متى بدأت حياتك كمنشد ومبتهلا؟ - اكتشفت موهبتى عندما كان عمرى 12 عامًا، وكنت شغوف بالشيخ عبدالتواب البساتينى، وعندما حضر فى إحياء المولد النبوى قمت بالإنشاد أمامه من نهج البردة للشاعر أحمد شوقى، وهو الذى حفزنى وشجعنى، وكنت أسمع له فى حفلة بسوهاج، ثم حاولت تقليده فى طابور الصباح، وبدأت من بعدها مسيرتى فى الإنشاد، وكذلك كانت تربطنى علاقة أسرية مع الشيخ يس التهامى. * هل احتفالات الموالد اختلفت بمرور الزمن؟ - نعم الفرق كبير من ناحية التنظيم، فكان الناس قديمًا يقومون بعملية تنظيم محكمة، فيعيش الحاضرين جوًا روحانيًا، حتى ولوج فجر اليوم التالى على المولد، كما كانت تتسم الاحتفالات بحسن أخلاق الحاضرين، فلم تكن هناك سرقات أو جرائم مختلفة كما يحدث الآن. * كم عدد المنشدين فى مصر؟ - يبلغ عدد المنشدين نحو 100 منشد، هم الذين يطلق عليهم لقب المنشد الدينى الحقيقى، بينما يوجد غيرهم أعداد غفيرة من المنشدين الشعبيين، حيث تختلف ألوان الإنشاد بين المنشد الحقيقى الأزهرى والمنشد الشعبى، ولكى تحكم على المنشد الحقيقى يجب أن تكون لديه حصيلة علمية، وأحيانا يقال على أحد الأشخاص منشد، وهو بعيد كل البعد عن الإنشاد الدينى الأصيل، ولابد من وجود موقف حاسم من نقابة الإنشاد الدينى ضد من يقوم بهذه المهنة وهو لا ينتمى لها. * ما مجال عملك الأساسى بخلاف إحياء الموالد؟ - أقوم على الإنشاد فى الإذاعة وتقديم ابتهالات بصفة دورية، ولابد من تجديد النصوص التى أنشدها حيث اجتهد قدر المستطاع لتحقيق التنوع بأكثر من مؤلف من خلال التجديد فى الجمل. * هل يوجد من يقدر هذا الإنشاد الدينى فى الخارج؟ - نعم تهتم دولة الإماراتوالجزائر بشكل كبير بهذه الابتهالات والأناشيد الدينية والتنظيم يكون رائعًا، ومعتادين على الإنشاد الدينى، وتهتم السيدات كثيرًا وسماعهن راقٍ جدًا، وكل مسجد فيه سيدات، وبه مجموعة نسائية متطوعة لتقديم الغذاء، وعرفت ذلك أثناء القافلة المحمدية لإحياء المولد النبوى الشريف فى الأعوام السابقة، وسأذهب إلى الجزائرالأسبوع المقبل للاحتفال بالليلة المحمدية. * ما العادات الغريبة فى المولد النبوى الشريف بمصر؟ - من العادات الغريبة بشكل ملحوظ هو احتفالات محافظاتالأقصر وقنا وأسوان وسوهاج بالموالد النبوى وإحيائه أربعة شهور، أى تظل الاحتفالات بشكل مستمر منذ بداية ربيع الأول والثانى وجمادى الأولى والثانى، وتكون منظمة بشكل دقيق بجانب أن كل مناسبات سوهاج أصبحت فيها بداية قرآن كريم ثم إنشاد من زفاف وحج وخطوبة، وأصبح الابتهال والقرآن يرتبطان بالمناسبات الكبيرة. * وماذا عن الاهتمام بالإنشاد الدينى فى مصر؟ - لا يوجد الاهتمام بالشكل الكافى بالإنشاد الدينى الآن، فبعض الشركات كانت تهتم وتنتج الأناشيد الدينية، وأتذكر وأنا أبلغ13عامًا قمت بعمل أكثر من خمسين شريطًا متنوعًا بين الأناشيد الدينية والابتهالات من خلال شركة منتجة، أما الآن لا يوجد اهتمام بالإنتاج الدينى، والدليل على ذلك عدم وجود شركات إنتاج دينية والإنتاج كله فنى، فأنا أنتج أعمالى بنفسى رغم أن القنوات الكبرى تأخذ أعمالنا من على اليوتيوب. * ما الجوائز التى حصلت عليها خلال سنوات رحلة إنشادك؟ - حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات الدولية، ومنها المركز الأول فى تجويد القرآن فى المسابقة العالمية لتجويد وحفظ القرآن بوزارة الأوقاف، والتى شاركت فيها أكثر من 70 دولة فى احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر عام 2005 ، والمركز الأول فى الإنشاد الدينى من وزارة الشباب والرياضة، وكذلك أفضل أداء فى الإنشاد الدينى مناصفة لعام 2007 من دار الأوبرا المصرية، وممثل جمهورية مصر العربية فى أكبر مهرجان إنشاد دينى فى العالم بالشارقة عام 2011 ، وكنت عضو لجنة تحكيم مسابقة منشد الشارقة بدولة الإمارات لعامى 2017،2018 ، وعضو القافلة المحمدية بدولة الجزائر الشقيقة لإحياء احتفالات المولد النبوى خلال الثلاثة أعوام الماضية.