أحيا موته الذي تم بطريقة مأساوية أفكاره الثورية التي لم تندثر بعده، بل ربما كان السبب الأبرز في انتشارها من بعد، حيث أصبحت ملهمة للعديد من الشعوب المضطهدة في العالم، وظل صاحبها رمزًا لها إلى الآن، حتى عده البعض أشهر الدعاة إلى التمرد على الظلم والاستبداد، وعلى الرغم من مرور أكثر 51 عامًا على إعدامه في 1967، إلا انه لا يزال إلى قضى "جيفارا" حياته البسيطة والقصيرة، فى النضال والدفاع عن حقوق البسطاء، لم يكتفي بنجاح ثورته في كوبا بل واصل قيادة الثورة ضد المستبدين أينما حل، حيث حاول نقل تجربته إلى الكونغو، قبل أن تتوافق قوى الشر على القبض عليه وإعدامه في 1967 ببوليفيا. بداية نضال "تشى جيفارا" أو أرنستو جيفارا دِلاسيرنا، كانت فى ديسمبر 1951، حيث أجرى هو وصديقه "ألبيرتو جرانادو" رحلتهما إلى قلب أمريكا اللاتينية، قطعا أكثر من 4500 كيلو متر، كان لها أكبر الأثر على قلب وفكر وروح المناضل "جيفارا". في هذه الرحلة شاهد جيفارا المولود في 14 يونيو 1928 في مدينة روزاريو في الأرجنتين الظلم والفقر والقهر متمثلا في أبناء هذه القارة المسلوبة فى عمالها وفلاحيها وفقرائها ومرضاها، كما شاهد الرجل الأبيض الغازي يمتص دماء وثروات هذه البلاد. هنا كانت نقطة التحول، لذا لم تأت ثورته ضد الظلم من رفاهية طالب يتعلم الطب فى جامعة" بوينس آيرس"، إنما مما شاهده فى قارته الجريحة. لم يستسلم جيفارا إلى مرض الربو الذي عانى منه منذ طفولته، حيث لازمه إلى آخر حياته عندما اشتد عليه قبيل القبض عليه حيث ذكر أحد المقاتلين المنشقين عنه إنه كان يركب بغلًا يتحرك به في آخر ايامه. درس إرنيستو الطب وأتم سنوات الدراسة بنجاح وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 1945 و1953م. في المكسيك التقى براؤول وأصدقائه في المنفى، الذين كانوا يجهزون للثورة، وما إن خرج فيدل كاسترو من السجن حتى انضم جيفارا للثورة الكوبية التي أطاحت بالنظام الديكتاتورى لباتيستا المدعوم أمريكيا. غادر كوبا في 1965، وقرر السفر إلى أفريقيا ليقدم خبرته الثورية للثوار في الكونغو، بعدها حط الرحال في بوليفيا لتأجيج الثورة، إلا أن قوة بوليفية تمكنت من تعقبه واعتقاله بعد أن فر عدد من مقاتليه وقتل الباقون في 8 أكتوبر 1967، وفي صباح اليوم التالي، مثل هذا اليوم الموافق 9 أكتوبر قُتل جيفارا رميًا بالرصاص. بعد إعدامه اشتهرت بعض المقولات المنسوبة له حتى جابت الآفاق لعل أشهرها ما يلي: "ما يذهب دعه يذهب، لا أريد شيئاً ملطخاً بالرجاء مهما كان فليكن، حتى ولو كانت الحياة" " في دستوري الكرامة أولاً ثم الحب" "يقولون الظروف أقوى، وأنا أقول الاصرار والتصميم أقوى". "ما فائدة الإنسان إن كسب العالم وخسر نفسه"