"ارنستوا تشى جيفارا ",المعروف باسم جيفار...رجل حفر اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ النضال الثورى, جيفارا المولود فى 14 يونيو, أرجينتيني المولد، وهو طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورئيس دولة وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية,وقد أصبحت صورته منذ وفاته رمزاً في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الثورية الشعبية. سافر جيفارا عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام 1953, إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو جرانادو على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الكلية, وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط، وتغير داخلياً بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك. أدت تجاربه وملاحظاته خلال هذه الرحلة إلى استنتاج بأن التفاوتات الاقتصادية متأصلة بالمنطقة, وأنها نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد. رأى جيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة في كل بلاد المقهورين. كان هذا الاعتقاد الدافع وراء انخراطه في الإصلاحات الاجتماعية في جواتيمالا في ظل حكم الرئيس "جاكوبو أربينز جوزمان"، الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف على الإطاحة به مما سهّل نشر ايديولوجية جيفارا الراديكالية. وبينما كان جيفارا يعيش في مدينة مكسيكو التقى هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية. رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب, وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا على متن غرانما بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتورى لباتيستا المدعوم من الولاياتالمتحدة. وسرعان ما برز جيفارا بين المسلحين واحتل موقع الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دوراً محورياً في نجاح حملة استمرت على مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا. في أعقاب الثورة الكوبية قام جيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية في الحكومة الجديدة, وشمل هذا إعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وأسس قوانين الإصلاح الزراعي عندما، ووزيراً للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني، ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية, كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية. مثل هذه المواقف سمحت له أن يلعب دوراً رئيسياً في تدريب قوات الميليشيات التي تصدت لغزو خليج الخنازير, كما جلب إلى كوبا صفقة الصواريخ الباليستية الحاملة للرؤوس النووية من الاتحاد السوفييتي عام 1962 التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية. بالإضافة إلى ذلك كان غيفارا كاتباً مثلت كتبه مرجعا مهما في حرب العصابات وقد كانت مذكراته الأكثر مبيعاً في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية رحلة شاب على دراجة نارية. وقد تخلى جيفارا عن كل مواقعه ومناصبه في كوبا عام 1965 ليناضل في إفريقيا في صفوف الثورات الأولى الفاشلة في الكونغو كينشاسا، ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، حيث أسر من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم أعدامه, وقد تحول هذا الرجل الثائر بعد موته إلى رمز لنضال المقهورين، وأصبح يمثل أحلام ورغبات الملايين ممن يحملون صوره، وقد حول اغتياله ملامحه إلي أيقونة يضعها الشباب علي ملابسهم، ولوحات يحملونها للدلالة على الثورية في أنشطتهم. لا تزال شخصية جيفارا التاريخية تنال التبجيل والاحترام من كافة التيارات الفكرية، الأنر الذي تمثل في إقدام العديد من الكتاب علي كتابة سيرته الذاتية والمذكرات والمقالات والأفلام الوثائقية والأغاني والأفلام. بل وضمنته مجلة التايم من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيراً في القرن العشرين، في حين أن صورته قد اعتُبرت "الصورة الأكثر شهرة في العالم."