السقا إستحضر كتالوج إنفعالاته والمخرج أوقعه في كمين مع منذر ليس بمبالغ من قال أن الدراما هي التحدي الحقيقي أمام الممثل العمل الدرامي هو الأصعب الاقوي الذي يصعب فيه التلفيق أو التحايل على الأداء أو معالجة ليس به رفاهية المشاهد السينمائية التي من الممكن أن يتم تصويرها على عدة لقطات وأحجام مما يستر أداء الممثل إذا ما لم يستطع الحفاظ على ايقاع المشهد أو لم يصل إلى أداء الشخصية المطلوب. اما كاميرا الفيديو مهما تطورت التقنيات فهي عاجزة عن تنقذ الممثل من السقوط في "كمين" ، الأداء التقليدي والمفتعل ، وقتها تكون المسئولية فقط الممثل الذي يتعيين عليه أن يصل إلى أقصى دراجات المصداقية فالممثل في الدراما يتحول إلى أحد أفراد الأسرة طوال حلقات الممثل ، إلى الحد أحواله والمتغيرات. عندما قرر أحمد السقا الدخول إلى الدراما لم يحسب المعادلة بالشكل السليم وعلى الأرجح أنه وجد أن نجوميته أو قبوله لدى قاعدة عريضة من الجمهور كافيا لتقديم عمل درامي في رمضان ، فالنجم احمد السقا لا يحتاج أكثر من أن يضع إسمه على المسلسل، هذا صحيح فهذه العوامل سوف توفر استعداد كبير للنجاح إلا أن هذا لم يمنع المشاهد من أن يدير وجههة عن المسلسل أو يغير القناة إذا ما شعر بالملل وعجز عن أن يصدق ممثله المفضل إذا ما إستسلم لأدائه النمطي الذي يستحضره في معظم أعماله وأحمد السقا لما نمطان في الأداء لم يغيرهما في جميع اعماله السينمائية نمط الشغص الغاضب المنتقم وهذا لزوم قصص الأكشن أو نمط الشاب الغاضب لكن بشكل كوميدي ولا مانع من وجود كام حركة نحنحه لزوم الرومانسية عدا ذلك لم يقدم السقا في السيما أي أداء أخر. وفي خطوط حمرا حاول السقا ان يستحضر كتالوج إنفعالاته وأدائه من جميع الأفلام حتي تشعر في النهاية أن السقا جاء بجميع أفلامه وضربهم في "الخلاط" وأخرج خطوط حمرا ومع ذلك لم يستطع السقا أن يأتي بالتكوين المناسب لمجموعة الإنفعالات وردود الأفعال المناسبة لشخصية النقيب حسام الذي يتعرض في فترة وجيزة لمجموعة من الأحداث التي قد تصيب الشخص الطبيعي بلوثة عقلية فهو في البداية يرى زوجته تذبح امام عينه ثم يقوم هو بقتل والد دياب ثم يعتقد أنه قتل أعز أصدقائه وأخيرا يطرد من الخدمة ويحكم عليه في قضية رشوة. وأمام هذه الباقة من الأحداث العنيفه نجد مشاهد الحزن التي يظهر فيها حسام أو السقا في أداء باهت ومفتعل وتقليدي يبعث على رسالة ضمنية يبعثها ممثل يرى نفسه متمكنا الى للنهاية الى الدرجة التي يرى فيها انه لا يحتاج الى اي مجهود لتقديم مثل هذه الأدوار غير مهتما بأية تفاصيل للشخصية. ويقتسم مسئولية هذا الأداء المتواضع من السقا المخرج أحمد شفيق الذي ترك السقا بلا قيادة خصوصا أن الدراما مهما كانت متأثرة بتقنيات وإيقاع السينما السريع إلا أن سيناريو الدراما يفرض بعض المشاهد المطولة والتي تحتاج إلى أداء مسرحي وتعبيري بلا مبالغات يث كاميرا الفيديو لا تقبل هذا ولو كان المخرج على دراية بامكانيات السقا التمثيلية كان انذه من مشاهد الحزن التي جاءت ضعيفة ومفتعلة لا تتانسب مع شخص رأى زوجته تذبح أمام عينه وكان من الممكم أن يكتفىة بلقطات صامته قليلة الحديث مكتفيا بلقطات لملامح الوجه تعبيرا عن الصدمة أما الحزن الذي أداه السقا لا يعبر حتى عن شخص صدمت سيارته في اشارة مرور. لقد أساء شفيق في حق السقا ليس فحسب في عدم ادارته له انما ايضا في ايقاعه في فخ المقارنه مع العملاق القادم من الأردن منذر رياحنة الذي كانت مشاهده تتعاقب عادة مع مشاهد السقا مما فرض مقارنه اجبارية أما ليلة سقوط السقا كانت المشهد مزج فيه شفيق بين النقيب حسام وهو يرثي زوجته ودياب وهو يرثي والده وتتابع اللقطات بين الطرفين لترى أداء مدهشا من رياحنة حرارة البكاء مع تغيرات الوجه التي تتحول من الشر الى الحزن تتصارع المشاعر بين الحزن والرغبة في الإنتقام العين والوجه وحمرة الغضب فهو خاطف للشاشة بلا شك ، وكان هذا المشهد كمينا للسقا حيث تراه وملامح وجهة يابسة لا ترى فيها اي تعبير حزن أو غضب أو أي شئ ربما لا ترى فرقا بين أدائه في بداية الحلقات أو مقتل زوجته وبعد ما انتقم لها. وعلى الأرجح ان السقا لم يجهز نفسه بالقدر الكافي لخوض أولى بطولاته الدرامية فضلا عن أنه لم يجتهد للخروج من عباءة أدوار ضابط الشرطة التي قدمها من قبل فما الفرق بين المقدم حسام أو تيمور في فيلم تيمور وشفيقة أو حمزة في المصلحة ؟ ، فلا يمكن أن تعتبر خطوط حمرا أكثر من محاولة لإعادة إنتاج نجاحات السقا في السينما للاستفاده منها في الدراما.