تحولت البرامج الرمضانية هذا العام إلى موائد سياسية، ورغم أن الشهر الكريم كان دائماً ما يشهد ظهور البرامج الخفيفة والفنية، إلا أن رمضان 2012 شهد تقديم عشرات البرامج السياسية، التي استضافت نجوم الفن والسياسة، ليدلوا بتصريحاتهم المثيرة وآرائهم الجريئة، في الشأن السياسي، ونالت جماعة الإخوان المسلمين نصيب الأسد من هجوم النجوم عليها سياسياً، لدرجة أن البعض أطلق على رمضان هذا العام موسم الهجوم على الإخوان. أطلق الإعلامي اللبناني طوني خليفة على برنامجه هذا العام على قناة القاهرة والناس اسم "زمن الإخوان"، وحرص على استضافة أكثر نجوم السياسة والفن كرهاً للجماعة، والذين تباروا في الهجوم على سياسات الإخوان المسلمين، وأهدافهم، وأبدوا تشائماً كبيراً على مستقبل البلاد في ظل حكمهم. وشهد البرنامج تصريحاً هو الأكثر جرأة للمخرج خالد يوسف، قال فيه: "إذا تركنا الإخوان يديرون البلاد سنترحم على أيام هتلر وليس مبارك"، وعلق يوسف على قول الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية حينما قال:"وما أدراك ما الستينيات"، فقال يوسف إنه لولا الرئيس جمال عبدالناصر لكان الدكتور مرسي بيجرى وراء الحمار في البلد، لأن كل الفلاحين كانوا (حافيين)، لولا جمال عبدالناصر". أما برنامج "الأسئلة السبعة"، الذى يقدمه الإعلامى خالد صلاح، فقد شهد هجوم قوي من جانب الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، والذي قال في تصريح له بالبرنامج إن مصطلح "الفلول" يجب أن يطلق أيضاً على جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً إن الجماعة كانت على استعداد للتعايش والتواصل مع النظام البائد، وقبول فكرة التوريث بشرط أن يمنحهم مبارك حق ممارسة الحياة السياسية، كما شن الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية، هجوماً على الجماعة بنفس البرنامج، فقال إن من سلبيات الدكتور مرسى غياب الشفافية وعدم وجود حوار مجتمعى فى قراراته، كما صرح المحامى مختار نوح، فى نفس البرنامج، بإن تدخل الجماعة فى عمل الدكتور مرسى لن يمكنه من الاستمرار في الحكم، ولن ينجح في تقديم شئ. القيادي الإخواني صبحي صالح، على هذه التصريحات قائلاً: "كل شخص له الحق في أن يدلو برأيه، ولا يستطيع أحداً أن يحجر على الآراء"، وأشار صالح إلى أن هذه التصريحات تأتي في إطار حملة منظمة ضد جماعة الإخوان المسلمين، وإنها ليست جديدة. كما عقب المحامي أحمد أبو بركة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، على هذه التصريحات بقوله: "هذه التصريحات تنطلق من خصومة سياسية وتصريحات خالد يوسف خاطئة، ولا تستند لقاعدة علمية لأن الفلاحين كانوا متعلمين منذ العصر الملكي، وما قاله يعتبر كذباً". ووصف بركة الدكتور مصطفى الفقي بأنه كان "حذاءً" للنظام السابق –على حد وصفه-، وشارك في تزوير الانتخابات، ويوجد الكثير من القضاة الشاهدين على ذلك، وبالتالى فإن تصريحاته غير مقبولة، ولا يمكن لأحد أن يستمع لحديثه أو يأخذ منه نصيحة أو إرشاد فى هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر لأنه مدافع عن النظام السابق.