وكأنك فى ميدان العتبة بقلب القاهرة، يصطف الزبائن وينتشرون يمينًا ويسارًا فى انتظار إعلان التاجر عن سعر بيع قميص رجالى مستعمل استيراد الخارج، ليبدأ العد من دينار حتى يصل إلى 3 دنانير أردنية، وبعدما تناحر الزبائن للحصول عليه يفوز به شاب عشرينى، وعلى مسافة قريبة من المزاد يفترش بائع لعب الأطفال المستعملة على مفرش ملون، تفاصله امرأة فى سعر دمية صغيرة، وتتعلق بأصابعها طفلتها الصغيرة. «سوق الجمعة» آخر المعالم الشعبية التى من الممكن توقع وجودها فى مكان آخر بعد مصر، فهو يفترش مساحة كبيرة داخل شارع كبير من شوارع وسط البلد فى مدينة عمان الأردنية، ويسمى شارع الطليانى، حيث تتمركز فيه أسواق بيع الملابس المستعملة والسيارات العمومية البيضاء أو ما يطلق عليها السرفيس. التجار يعتمدون طريقة المزادات العلنية فى البيع.. والزبائن تستمتع بفصال الأسعار ينقلب هذا الشارع فى يوم الجمعة إلى سوق للمزاد العلنى لبيع الحيوانات من طيور وكلاب وزواحف وحتى الثعالب، وبجواره مجمع ملابس مستعملة وأوروبية وهو ما يطلق عليه بالعامية ملابس «البالة الكبيرة». ورغم أن السوق مخصص فى الأساس للفقراء، لما يتميز به من أسعار منخفضة مقارنة بباقى المحلات التجارية الكبرى، والتى تحمل أسماء لماركات عالمية إلا أنه فى حقيقة الأمر يقصده الأغنياء كثيرًا، ويستمتعون كثيرًا بتواجدهم وسط أجواء شعبية بحتة، يجدون ضالتهم فى التقليب فى البضاعة المعروضة بحرية تامة، والقطعة التى لا تنال إعجابهم يتركونها ويبحثون عن غيرها دون ضجر من البائعين أو افتعال مشكلات معهم. فى هذا السوق، كل الأشياء متاحة، بداية من الأحذية والملابس وحتى الإكسسوارات الحريمى ومنتجات تجميل البحر الميت، التى تتسم بأسعارها المرتفعة خارج هذا السوق، إلا أن أسعارها بداخله تعد رخيصة جدًا، فضلًا عن توافر ميزة أخرى، هى أن كل شىء قابل للفصال وتخفيض السعر الذى يطرحه البائعون لكل بضاعة. فى ذات السوق، توجد ساحة كبيرة لبيع الطيور فى كل يوم جمعة من كل أسبوع، منذ ساعات الفجر الأولى، وحتى صلاة الظهر، ويعد سوق الطيور ذات طبيعة خاصة جداً ويتم التعامل معه بشكل خاص، فمعظم المقبلين عليه غالبًا ما يكونوا ذات طباع هادئة من عاشقى تربية الحيوانات والطيور، وهم ما بين طبقتى الأغنياء والفقراء. ومن الطيور التى يقبل عليها الزبائن، الكنارى التى يصل سعر الزوج منها إلى مئة دينار أردنى، ويباع الفحل منها بسعر 40 دينارًا، كذلك تنتشر داخل السوق عمليات بيع أقفاص العصافير، وطيور الحب التى تتميز بألوانها الكثيرة وصوتها الجميل والببغاء بأنواعها، والتى خف الطلب عليها بشكل لافت مؤخرًا، كذلك ينتشر الحمام الكشاش أو الخطاف كما يسميه الباعة فى السوق.