في اللحظات الأخيرة .. شهدت شوارع وميادين الاسكندرية والتي افترشها الباعة الجائلون من مصريين وسودانيين وليبيين إقبالا منقطع النظير من زبائن اللحظات الأخيرة الذين اصطحبوا معهم الأطفال والشباب لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأحذية واكسسوارات والذين استمروا في عمليات البيع والشراء حتي الساعات الأولي من صباح العيد. تسببت التخفيضات الهائلة علي الملابس مجهولة الهوية في عزوف الأهالي عن الشراء من المحلات بكل شوارع الاسكندرية والتي ظل أصحابها يندبون حظهم. بلغ سعر سويتر الأطفال "47 جنيها في حين سعره بالمحلات 150 جنيها والبلوفر ب 40 جنيها بينما يصل ثمنه بالمحلات ل 80 و90 و100 جنيه والبنطلون الشبابي ب 27 جنيها. تكدست مناطق المنشية وميدان الشهداء وفيكتوريا وسيدي بشر وشارع فرنسا ومحطة الرمل بأهالي الثغر الذين توافدوا من كل أرجاء المحافظة للشراء مما ساد حالة من الهرج والفوضي لدي أهالي تلك المناطق. لأول مرة في ظاهرة لافتة للنظر تواجدت البالات التي تحتوي علي الملابس المستعملة علي الأرصفة. والغريب انه أقبل علي شرائها الفتيات والشباب بالرغم من انها مستعملة لأنها واردة من الخارج وأسعارها زهيدة تنوعت تلك الملابس ما بين داخلية وجوارب وتي شيرتات وقمصان وتبدأ أسعارها من 10 جنيهات. عبايات القذافي ظهرت بأسواق الاسكندرية عبايات القذافي والمزينة بخيوط ذهبية وفضية وبلغ سعرها بين 60 جنيها حتي 150 جنيها حسب نوعية المشغول بها وكانت تباع لدي الباعة الليبيين ويقبل علي شرائها الشباب والكبار والجاليات العربية. يقول سامح أبوالنور "موظف" والذي اصطحب أقاربه للشراء: لقد فضلنا الشراء آخر لحظة انتظارا لتخفيضات أكثر ووجود بضائع كثيرة ومتنوعة تناسبنا. تري غزالة عبدالقادر "عاملة" أن باعة الأرصفة أنقذوا الغلابة من لهيب أسعار وجشع أصحاب المحلات لوجود البضائع بمقاسات متوافرة وألوان متعددة تناسب كل الأذواق وهو غير متوافر بالمحلات. سعد جابر اشتري لعباً لأبنائه الثلاثة وانه وجد نفس الألعاب بالمحلات بأسعار مضاعفة مرتين. وتضيف الحاجة فوزية عبدالهادي انها فضلت شراء اللحمة أولا ثم اتجهت لشراء ملابس العيد لابنتها هند من بائعي الأرصفة لأنها أرخص بكثير. يري المهندس أرزق صليب أن هؤلاء الباعة حلوا مشاكل ارتفاع أسعار ملابس العيد ولابد من تدعيمهم بتخصيص محلات أو أكشاك لهم. يلتقط طرف الحديث شقيقه هاني فيقول: لماذا لا يقوم أصحاب المحلات بتخفيض بضائعهم في الأعياد علي الأقل. أما بائعو الأرصفة فكانوا الأكثر سعادة بهذا الازدحام الكبير طوال الليل لشراء بضائعهم. أكدوا أنهم طوق النجاة للفقراء ومحدودي الدخل الذين يجدون مستلزمات العيد بأسعار تناسب دخولهم. يقول هادي عبدالصمد: أدخلنا البهجة في كل بيت بالاسكندرية حتي ولوكان غنياً لأن بضائعنا رخيصة عن مثيلاتها بالمحلات وفي النهاية المستفيد هو الزبون. أما هاني محمود فيقول: ان الأغنياء تسابقوا في الشراء وزاحموا الفقراء الأمر الذي يؤكد أننا قطاع مهم بالدولة ولابد من دعمنا بدلا من مطاردتنا كالمجرمين من حملات الازالة وغيرها. تسببت مخلفات هؤلاء الباعة من أكياس فارغة وقمامة في زيادة مشكلة النفايات بالاسكندرية حتي أعاقت حركة السير والمرور بالشوارع في ظل عدم الاهتمام برفع المخلفات والقمامة أولا بأول. تواجد البلطجية مع الباعة الذين اصطحبوهم لحمايتهم من السرقة مقابل مبالغ مالية. شوارع محطة الرمل والميادين العامة وأمام مختلف الشركات والمؤسسات والوزارات مفروشات البضائع المختلفة والقمامة والأكياس الفارغة. لم تظهر عربات جمع القمامة طوال الليل حتي تراكمت بالشوارع وانتشرت الروائح الكريهة والحشرات.