مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد تربع سوق المنشية علي عرض الزي والأدوات المدرسية ويشهد ازدحاماً منقطع النظير نظرا لتعدد أنواع البضائع فيه وتفاوت الأسعار وأيضا لانخفاض أسعاره عن أية أسواق أخري حتي ان ابناء المحافظات فضلوا شراء كل ما يلزمهم ويلزم أبناءهم منه سواء من ملابس مدرسية وأدوات مكتبية بل وألعاب متنوعة أيضاً. أيضا شكل الباعة الجائلون حزبا جديدا في أسواق المنشية بعرض بضائعهم علي الأرصفة التي افترشوها مما شكل واجهة غير حضارية واضطر المواطنون للسير وسط السيارات بعد اختفاء الأرصفة. أيضا قام بعض المارة باحتلال أماكن معينة وتزويدها بالأخشاب والأقمشة والفاترينات في ظل الغياب الأمني وشرطة المرافق ولأنهم يزاحمون أصحاب المحلات في أرزاقهم بخفض أسعار بضائعهم زادت المشاجرات طوال اليوم وتحول سوق المنشية إلي مولد وصاحبه غائب واحتار الزبون في شراء ما يلزمه فالبعض مازال يفضل الشراء من المحلات ضماناً للجودة حتي وان كان السعر أغلي بقليل لأن الشراء من الباعة الجائلين غير مضمون سواء في الخامات أو مصدر البضائع. قال علاء طيفور موظف بشركة خاصة إن نزوله لسوق المنشية قبل بدء العام الدراسي أصبح عادة سنوية لأنه سوق متكامل فأصطحب أبنائي ليختاروا ما يحتاجونه من أدوات مدرسية للعام الجديد وذلك لادخال البهجة والفرحة في نفوسهم ورفع معنوياتهم قبل بدء العام الدراسي ولأن الأسعار في تزايد مستمر فإن سوق المنشية يعتبر الأرخص في الأسعار ولذلك أفضل الشراء منه. * هشام محمد "محام" قال: بحكم عملي وترددي علي قاعات المحاكم بمنطقة المنشية فقد عرفت الكثير عن السوق وخباياه وأسعاره وخامات البضائع الجيدة فيه اتردد عليه بصحبة أبنائي لشراء مستلزماتهم المدرسية نظرا لتعدد أنواع البضائع فهي تناسب كل الأذواق بالاضافة إلي أنه يشتري الأدوات المطلوبة بأسعار الجملة مما يشكل فرقاً مادياً كبيراً عن شرائها من أية مكان آخر. * سوزان عبدالمنعم ربة منزل أكدت ان بدء الدراسة عقب عيد الفطر المبارك شكل عبئاً اضافياً علي معظم الأسر خاصة محدودة الدخل ومن لديهم أكثر من طفلين حيث فضلت معظم الأسر شراء الأدوات المدرسية علي ملابس العيد مما أثر علي فرحة العيد. اضافت ان سوق المنشية يعتبر الأرخص حيث أن أغلب أفراد اسرتها بالبحيرة فيفضلون النزول إليه في مواسم الأعياد والمناسبات لشراء مستلزماتهم ورغم ارتفاع الأسعار عن الأعوام الماضية لكنها مقارنة بالأسعار في الأسواق الاخري تعتبر الأرخص حيث أن دستة الكراسات 40 ورقة يبلغ سعرها ما بين 10 جنيهات إلي 12 جنيها والدستة 60 ورقة للكراسة بلغ سعرها من 16 إلي 20 جنيها أما الأقلام الرصاص فتتراوح أسعارها من 25 قرشا وحتي 3 جنيهات نوع القلم والأقلام الجاف تبدأ من 50 قرشاً ولذلك تقوم بشراء كل ما يلزم أبناءها طوال السنة الدراسية حتي لا تتكرر الزيارة للسوق مرة أخري نظرا للزحام الشديد. * عادل محمد موظف ولديه أبنان بالمرحلة الابتدائية قال: انه يفضل شراء الشنط المدرسية لأبنائه من سوق المنشية نظراً لتعدد الأشكال والأنواع به ويصطحب معه أطفاله لاختيار ما يناسبهم حيث إن أسعار الشنط المدرسية تبدأ من 20 جنيها وحتي 150 مما يعطيه الفرصة لاختيار ما يناسب امكانياته المادية وتعرض نفس الشنط بأحجامها وألوانها في المحلات الأخري بأسواق محطة الرمل والعصافرة وفيكتوريا بضعف الثمن ولذلك يفضل سوق المنشية لأنه مازال الأرخص. اضاف المشكلة ان سوق المنشية هذا العام فوضي تفوق الخيال حيث احتل الباعة الجائلون بل البلطجية الأرصفة أمام المحلات وافترش بعضهم نهر الطريق ليشكل عبئا مرورياًً علي قائدي السيارات مما أشاع الفوضي في كل مكان. * غزالة عبدالقادر ربة منزل قالت: لأن الأسعار في تزايد مستمر فقد فضلت الشراء بالجملة من سوق المنشية حيث يعرض التجار جميع الأدوات المدرسية والمكتبية بأسعار تناسب الجميع حتي أن بعض المحلات وفرت هذا العام بضائع لم تكن متوفرة من قبل مثل "قلم التصحيح" بسعر 2.5 جنيه وقلم السبورة بنفس السعر بل وعرضت بعض السبورات بأسعار تتراوح ما بين 16 إلي 25 جنيها وورق تغليف الكراسات والكشاكيل الملون والمزين به رسومات ونقوشات بعد أن كان الواناً سادة فقط. ومن الباعة قال كل من "سيد محمد" و"أحمد عبدالمعطي" أصحاب محلات بسوق المنشية أنهم طوال العام يبيعون بنفس الأسعار لأنهم ملتزمون بأسعار الجملة وليست لديهم مواسم لزيادة أو خفض الأسعار ومن يتردد عليهم يعلم أن أسعارهم ثابتة ولكن بعض الزبائن تغوي "الفصال" بالرغم من أن أسعارهم منخفضة بالنسبة للأسواق بل ومقارنة ببعض الباعة الجائلين. أما بالنسبة لظاهرة الباعة الجائلين والبلطجية الذين يفترشون الأرصفة ويزاحمونهم فيؤكدون أنه للأسف بعد ثورة 25 يناير التي أذهلت العالم إلا أن البعض اتخذها ذريعة كي يفعل ما يحلو له وكيفما يشاء مستغلين مسمي "الحرية" حتي أنهم يتعدون غيرهم ويمارسون البلطجة والعنف ولذلك لابد من تكثيف التواجد الأمني بصورة مكثفة لمواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء علي حق غيره فقد شهدت أسواق الإسكندرية أيضا حوادث سرقة كثيرة جداً بعد أن كانت تلك الحوادث فردية. ناشد أصحاب المحلات محافظ الإسكندرية ضرورة اتخاذ القرارات الصارمة لتعود الإسكندرية إلي جمالها القديم ومواجهة الذين قاموا بتشويه كل شيء واحتلوا حتي الحدائق ولم تسلم من القمامة التي أصبحت السمة الأساسية بشوارع الإسكندرية وميادينها.