الشعب الجنوبي هو الوحيد الخاسر من تلك الصراعات التي لا نهاية لها، فعلى الرغم من توسط رئيس الوزراء الإثيوبي "أبي أحمد" بين رئيس جنوب السودان سلفا كير، ومعارضه رياك مشار، إلا أن هذا التوسط لم يأت بأي نتيجة، وعلى الرغم أيضا من دعوة السودان للأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة التفاوض في الخرطوم، إلا أن النزاعات ما زالت مستمرة. بعد لقاء الرئيس الجنوبي سلفا كير، ومعارضه ريك مشار، في أديس أبابا، الأسبوع الماضي، وتوسط رئيس الوزراء الإثيوبي للحل، أعلنت حكومة جنوب السودان بعد انتهاء المفاوضات، عن أن زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، قائد المعارضة رياك مشار لا مكان له في حكومة وحدة وطنية. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي في مؤتمر صحافي الجمعة بأديس أبابا ان حكومة جوبا "نفد صبرها" من زعيم المتمردين، مؤكدا "نفد صبرنا من رياك مشار، ومن الاضرار التي سببها لأهل جنوب السودان". وقال ماكوي الذي يعد من المتشددين في نظام جنوب السودان "بصفتي جنوب سوداني، نقول كفى وإذا كان (مشار) يريد ان يصبح رئيسا فما عليه الا انتظار الانتخابات. وكان مشار وصف في بيان اللقاء الذي تم بينه وسلفا كير بال "ودي". لكنه صرح ان "الاسباب العميقة للنزاع" تتطلب "وقتا" مضيفا ان أسلوب مساعي السلام الحالية "غير واقعي". واتهم ماكوي زعيم المتمردين بانه حاول طوال حياته المهنية القيام بانقلابات، معتبرا انه لهذا السبب لا مكان له في حكومة وحدة في البلاد. وقال "لا نريد سياسيا". ووافقت جوبا على طلب رؤساء الدول الأعضاء في "الهيئة الحكومية للتنمية" (ايقاد) بالمشاركة في لقاء جديد بين مشار وكير الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث أكد "ماكوي" أن هذا الاجتماع "انه قرار لرؤساء دول ايقاد وسنحترمه". وصرح وزير خارجية جنوب السودان مارتن ايليا في المؤتمر الصحافي نفسه بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بأن الحكومة تبقى مصممة على التوصل الى السلام ولهذا الهدف وافق كير على لقاء مشار. وأدانت حركة التمرد الرئيسية في جنوب السودان بشدة تصريحات المتحدث باسم حكومة جوبا مايكل ماكوي لويث التي رفض فيها مشاركة زعيم الحركة رياك مشار في الحكومة الانتقالية ودعا إلى احتجازه في جنوب إفريقيا. وقال رئيس دائرة الإعلام في حركة التمرد مبيور قرنق في بيان الجمعة "إن تصريحات وزير الاعلام ليست مضللة فحسب بل انها سخيفة أيضا". ويتفاوض الجانبان منذ أشهر برعاية "ايقاد" لكن هذا الاجتماع الجديد يفترض ان يسمح بتسريع العملية، وهو واحد من القرارات الرئيسية التي اتخذت خلال الاسبوع الجاري، وسيليه لقاء آخر في نيروبي، على ان يوقع الاتفاق النهائي في اديس ابابا خلال مهلة اسبوعين، حسب حكومة جنوب السودان. وفي هذه الفترة يمكن لمشار الاقامة في واحدة من هذه المدن، لكن حكومة جنوب السودان اكدت انها حصلت من "ايقاد" على وعود الا يبقى بعد ذلك "في المنطقة او اي مكان قريب من جنوب السودان". وبين الخلافات التي يتوجب حلها منصب نائب الرئيس الذي يشغله حاليا تعبان دينق الحليف السابق لمشار الذي انشق عنه في يوليو 2016 مع جزء من حركته، حسب وثيقة سلمتها الحكومة الى الصحف. ويشير النص ايضا الى انه "لم يتم التوصل الى اي تسوية بشأن تقاسم السلطة" داخل الحكومة والى استمرار خلاف على "الجدول الزمني لتوحيد القوات المسلحة". ودانت حركة مشار "التصريحات"غير المسؤولة" لمكاوي، معتبرة انها تهدف الى "اخراج عملية السلام عن مسارها". واللقاء بين كير ومشار في أديس كان الاول منذ المعارك العنيفة التي دارت في العاصمة جوبا في يوليو 2016 وانهت اتفاق سلام ابرم في اغسطس 2015 وسمح لمشار بالعودة الى منصب نائب الرئيس والى جوبا.