فى عيد الأم .. عزومة ورحلات وأجهزة منزلية.. واختفاء الورد «لاب توب » لمن تعمل..وديب فريزر لربات البيوت وأدوات عناية بالبشرة مَن منا لا يعطى شهر مارس من كل عام اهتمامًا خاصًا؟ ومَن منا لم تصبه الحيرة فى نفس التوقيت سنويًا بحثًا عن الهدية المناسبة لست الحبايب؟، فالرجل المصرى هو أكثر الحائرين على كل الأصعدة، خصوصًا المتزوجين منهم، و الذين تتضاعف حيرتهم ليس فقط بحثًا عن الهدية الملائمة لوالدته أو لزوجته أو لحماته، بل لأنه مسئول أيضًا عن التفكير فى هدايا الأبناء لوالدتهم - فى حالة وجود أطفال. هذا العام اجتهد أصحاب المحلات والمتاجر لتوفير أفكار جديدة تناسب كل أذواق السيدات، العملية منهن والرومانسية، صغيرة السن والجدة الكبيرة، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الرضا ليس فقط لقلوبهن، بل لقلوب كل البيوت المصرية، فسعادة الأم داخل البيت يُسدل على المنزل المصرى كله فرحة عارمة، والعكس صحيح. هدايا بالتقسيط أثرت الضغوط الاقتصادية التى يمر بها الجميع على عيد الأم هذا العام، ومثلت الهدايا عبئًا على عاتق الأبناء حتى لجأ البعض لشراء الهدايا بالتقسيط، فتقول «نيرة عبدالله» طالبة بالفرقة الرابعة فى كلية الآداب: «لجأت لشراء فرن كهربى لوالدتى بالتقسيط بمبلغ 1200 جنيه، رغم أن المبلغ يبدو بسيطًا، إلا أننى لم أتمكن من دفعه مرة واحدة بسبب أعباء ومصروفات الدراسة، فلجأت لشرائه بأحد أنظمة التقسيط من أحد المتاجر»، نيرة البنت الوحيدة ولديها 3 أخوات ذكور، هى أكبرهم، وما زالت طالبة، تؤكد أن هذا هو العام الأول الذى تلجأ فيه للتقسيط، بسبب ارتفاع أسعار جميع المنتجات، وعدم قدرتها على شراء هدية بمبلغ فورى، منوهة إلى أن الهدية ستُنسب لها ولأخوتها الذكور أيضًا لأنهم لم يتمكنوا من شراء هدايا. أما محمد مصطفى عامل بأحد مصانع الأقلام والدته متوفية، متزوج ولدية طفلة عمرها 3 سنوات، فقرر أن يهادى زوجته بعزومة عشاء، لسببين السبب الأول أنها أم حديثة من وجهة نظره، وطفلته لم تتمكن بعد من اختيار هدية ملائمة لأمها، والسبب الثانى هو سوء الأحوال المادية، فراتبه لا يتجاوز 1500 شهريًا، وهو مبلغ زهيد لا يمكنه من شراء هدية، فأقصى ما يمكن تقديمه هو عزومة لزوجته وابنه على العشاء خارج المنزل، موضحًا أن هذا أيضًا يكلفه مبلغًا ليس بقليل. على صعيد متصل، لعبت محلات الهدايا على وتر خطير، وهو تصنيف الأمهات أنواعًا وفقًا لأهوائهن ومتطلباتهن فالأم العملية على سبيل المثال صنفها أصحاب المتاجر على أنها تحتاج دائما للهدايا التكنولوجية المتمثلة فى أجهزة، وماركات نظيفة من أدوات التجميل وتقشير البشرة كى تبدو بصورة أفضل خلال عملها كذلك يناسبها كثيرًا تقديم جهاز حاسوب متنقل (لاب توب)، إذا كانت تعمل، وديب فريزر إذا كانت ربة منزل. أما الأم الحديثة وصغيرة السن فكثيرًا ما تفرح بالهدية التى تقدم لها على شكل فسحة و وسفر لأحد المنتجعات، أو قطعة غالية وأنيقة من الملابس أو العطور، أما فيما يتعلق بالأم ربة المنزل أو التى لا تعمل فيناسبها كثيرًا هدايا المطبخ من أدوات الطهو، وماكينات الخياطة وأطقم إعداد المائدة، كذلك الهدايا المصنوعة يدويًا كمفارش الأنتريه ومائدة الطعام وغيرها، أما الأم مهووسة التسوق فيناسبها كثيرًا تقديم كروت الخصومات، والحصول على مبلغ مالى من الأب أو الزوج عوضًا عن شراء أى هدية، وهى فى الغالب لا تشترى شيئًا بهذه الفلوس بل تفضل دائما ادخارها. على صعيد متصل يوضح سيد محمد بائع ورد بمنطقة الجيزة، أن الزمن الحالى لا يعتمد أبطاله على تقديم الورود والأزهار كهدايا لمحبيهم فى عيد الأم أو حتى لأى شخص يرغبون فى مهاداته، وهو لا يعلم السبب الحقيقى وراء اختفاء ذلك على الرغم من أنه كان قديمًا هو البطل الأول فى كل الأعياد نظرًا لمعانيه الجميلة، وما يتركه فى النفوس من أثر طيب، علاوة على توافره دائمًا وبأسعار ليست باهظة، إلا أن المواطن أو المستهلك لم يعد ينظر إليه كالسابق، فهو الآن بالنسبة للجميع شىء عديم الفائدة حتى وإن كان ثمنه قليلًا، ويفضل المواطن شراء أمر آخر عملى ومفيد خير من زهرة أو نبات ستموت حتمًا ولن يستفادوا منها أى شىء.