شهدت السنوات التى أعقبت ثورة يناير، حالة عزوف للمشاهدين عن دخول السينمات، نتيجة الأوضاع التى شهدتها البلاد، حيث بدأ وقتها المنتجون فى تقديم أفلام تعتمد على الإثارة بالاستعانة براقصات ونجوم المهرجانات، ولم تتناسب تلك النوعية مع الجمهور العام، ما أدى لاتجاه عدد كبير من النجوم إلى الدراما التليفزيونية، لكن العام الماضى ازدهرت صناعة السينما، وحققت إيرادات كبيرة، بعد عرض عدد كبير من الأفلام والتى اعتمدت على الحركة والأكشن، ما أدى لامتلاء السينمات بالجمهور، ومن تلك الأفلام «هروب اضطرار»» و«الخلية»، حيث وصلت إيرادات الفيلمين إلى نحو 110 ملايين جنيه. عودة النجوم للسينما وحول عودة النجوم للسينما مرة أخرى، بعد أن تألقوا فى الأعمال الدرامية، مثل يوسف الشريف الذى عاد بعد غياب سنوات وطارق لطفى ومحمد عادل إمام، أكد الناقد طارق الشناوى، أن عودتهم ليست غريبة، إذ إنهم بالأصل نجوم سينما، فالبعض منهم كان يتنقل ما بين التليفزيون والسينما مثل كريم عبدالعزيز وأحمد السقا، واللذين قدما أفلامًا ومسلسلات فى السنوات السابقة، مؤكدًا أن عودتهم تمثل انتعاشة للسينما، ستجذب المنتجين والمخرجين، خاصة أن المسلسلات أصبحت تعرض طوال العام وليس فقط فى موسم رمضان، علاوة على أن الأجيال الجديدة من الممثلين والمخرجين بدأت تستوعب السينما بشكل أفضل، وقادرة على صنع أفلام جيدة ومختلفة. نوعية الأفلام وعن تحقيق الأفلام لإيرادات كبيرة، قال«الشناوى»، إن نجاح فيلم مثل «الخلية» و«هروب اضطرارى» وتحقيقهما إيرادات ضخمة راجع لأنها أفلام مثيرة وممتعة، وضمت نجوم الشباك، مضيفًا أن الجمهور كان مفتقد تلك النوعية من الأفلام، كما أن أفلام الأكشن دائمًا ما تكون جاذبة للفئات المختلفة من الجمهور، وبالتالى ذهب الجمهور إليها. وأشار إلى أن سبب انجذاب الجمهور لفيلم «الخلية» بعد مرور 22 أسبوعًا، لأنه جاء على هواهم من خلال جمعه بين الأكشن والكوميديا والعاطفة، وهذا النوع من الأفلام تكون مشاهدته ممتعة لدى الناس، مع وجود نجم مثل أحمد عز له قاعدة جماهيرية جيدة، علاوة على أنه فيلم يتناسب مع جميع الفئات العمرية والأسرة المصرية. وأضاف: «رغم الانتعاش الذى تشهده السينما، لكن أفلام موسم منتصف العام لم تحقق النجاح نظرًا لأن محتواها ضعيف، كما أنها لا تحمل اسمًا لنجم شباك، لذلك لم تحقق إيرادات كبيرة كما كان معتادًا فى المواسم السابقة، موضحًا أن ظروف المعيشة وحالة الاستقرار الأمنى فى البلد يؤثر على تواجد الناس فى صالات السينما من عدمه، فاستقرار الحالة المادية للأسرة يفتح مجالًا لوضع نقود فى الترفيه والذهاب للسينما، أما ضعف الحالة الاقتصادية، فمن الطبيعى أنه سيوفر المال لرغيف العيش وليس لشباك التذاكر. واستطرد: أنا متفائل بعودة السينما المصرية بقوة فى السنوات المقبلة، وصناعة وإنتاج العديد من الأفلام المختلفة، والتى تحمل قيمة فنية وترفيهية جيدة كما كان فى السابق».