مشروع متكامل لإنتاج الأسماك فى كفر الشيخ.. ومنافذ جديدة للسلع دعوة البرلمان للانتهاء من قانون حماية المستهلك وإقراره قريباً خطوات عديدة قطعتها الدولة المصرية لتقليص سيطرة المحتكرين من كبار التجار على «قوت المصريين»، برفع أسعار السلع أضعاف مضاعفة مستغلين الظروف الاقتصادية، حيث تسعى الدولة جاهدة لسد النقص المحلى فى البروتين الحيوانى والداجنى، من خلال توفير اللحوم والدواجن، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات الاستزراع السمكى. «الصباح» زارت بركة غليون الواقعة فى محافظة كفر الشيخ، والتى تحولت إلى أكبر مصنع ومشروع متكامل لإنتاج الأسماك فى الشرق الأوسط، بعد الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع بالتعاون بين القوات المسلحة ووزارة الزراعة ومحافظة كفر الشيخ، حيث تساهم المدينة السمكية الجديدة فى تغيير ديموغرافية منطقة غليون، وتحويلها من منفذ للهجرة غير الشرعية، إلى قبلة عمل للشباب الذين كانوا يقطنون بالقرى الأكثر احتياجًا هناك، خاصة أن المشروع يوفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجى الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة. مدينة غليون الصناعية السمكية، تتبع «الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية» وهى أحد أبرز المشاريع الوطنية التى أنشأت فى 2015، بهدف رعاية الثروة السمكية وتطويرها والإشراف على المسطحات المائية وتوفير المنتجات السمكية للمواطنين بأقل الأسعار، لسد فجوة الإنتاج والاستهلاك من خلال العديد من مشروعات الاستزراع السمكى، أهمها إنشاء المدينة السمكية الصناعية غليون بمحافظة كفر الشيخ على مساحة 4 آلاف فدان، ووصل عدد العمالة اليومية فى المرحلة الأولى 5 آلاف عامل وفنى ومهندس، ويخطط لاستيعاب 10 آلاف فرصة عمل فى المرحلة الثانية، وكذلك يحوى 1700 معدة ثقيلة، وبلغت إجمالى كميات الحفر والردم نحو 16 م3، وهو يساوى 6 أهرامات (الهرم الأكبر) وإجمالى وزن كميات الحديد 13 ألف طن، وهو ما يزيد على وزن الحديد ببرج إيفل بفرنسا. يتكون مشروع غليون من مفرخ (أسماك جمبرى) على مساحة 17 فدانًا بطاقة 20 مليون أصبعية أسماك، ومزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإنتاجية 3 آلاف طن أسماك، ومزرعة إنتاج الجمبرى بطاقة إنتاجية 2000 طن جمبرى، ومزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة بطاقة إنتاجية 2000 طن، ويضم المشروع أيضًا مركزًا للأبحاث والتطوير والتدريب بمساحة 700 متر، ويتكون من معمل جودة المياه ومعمل الغذاء الحى ووحدة الإرشاد والتدريب، ومعمل بيولوجية الأسماك وآخر لأمراض الأسماك وكذلك معمل لتركيب وجودة الأعلاف. ويشمل المشروع مصنعًا لإنتاج أعلاف الأسماك والجمبرى بطاقة إنتاجية 120 ألف طن سنويًا، والثانى 60 ألف طن سنويًا، وكذلك مصنع عبوات الفوم لإنتاج عبوات مختلفة الأحجام، لتداول جميع منتجات الأسماك والجمبرى للأسواق الداخلية والتصدير، وكذلك مصنعًا للثلج بطاقة 40 طن ثلج مجروش يوميًا و20 طن بلوكات يوميًا، ويضم المشروع أيضًا أكبر مصنع لتجهيز الأسماك والجمبرى فى الشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية 100 طن يوميًا. «الصباح» التقت عمال المصانع والإنتاج وكذلك الصيادين والأطباء والباحثين فى المدينة الصناعية للوقوف على طبيعة عملهم هناك. محمد مسعد، شاب عشرينى، من سكان الجزيرة الخضراء المجاورة لمشروع غليون، والذى حاول أكثر من مرة السفر عن طريق الهجرة غير الشرعية فى قوارب الموت التى كانت تبحر من رشيد، قبل أن تعيده السلطات الإيطالية إلى مصر، بدأ حديثه قائلًا: إن بركة غليون كانت صحراء لا أحد يستطيع المرور بها، ووكرًا للهجرة غير الشرعية، إلا أنه الآن يعمل بأحد منشآت المنطقة الصناعية للشركة الوطنية لتمنية الثروة السمكية والموارد المائية. أما إسماعيل عبده شاب من دمنهور، فقال إنه لم يكن يحلم بهذا العمل، وإنه بعدما تخرج من الدبلوم وحصل على شهادة الخدمة العسكرية لم يجد أى عمل له، إلا أن المصنع يعاملهم جميعًا بشكل متساوٍ بين عسكريين ومدنيين. السيد سالم من قرية مطوبس بكفر الشيخ خريج كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إنه يعمل مشرفًا عامًا بأحد مصانع أكبر منطقة صناعية للاستزراع السمكى بالشرق الأوسط فى غليون، مشيرًا إلى أنه مشروع مصرى ناجح وسيعم الخير على مصر. الباحثة مها محمد، خريجة كلية علوم الثروة السمكية بجامعة كفر الشيخ 2017، أثنت على تيسير مراحل التقديم للعمل بمشروع الاستزراع السمكى التابع للشركة الوطنية للاستزراع السمكى بغليون، حيث حصلت على العمل بعد اجتيازها للاختبارات والمقابلة الشخصية دون وساطة، وأشارت إلى ما تقوم به مع زملائها فى وحدة مكثفة للإنتاج السمكى للتحكم فى زيادة الإنتاج مع الوصول لأعلى معايير الجودة المطابقة للمواصفات العالمية. الدكتورة هند كرم، الباحثة بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة، أشارت إلى التعاون والتناغم بين جميع العاملين بمعامل بحوث مشروع الاستزراع السمكى بغليون، فلا فرق بين مدنيين وعسكريين فكل له مهامه وعلى عاتقه مسئولية الوصل بتنفيذ أفضل النتائج وتحقيق أعلى معدلات الجودة والسلامة للعاملين والمنتج والبيئة، موضحة أن معامل أبحاث المشروع المتكامل للشركة الوطنية للاستزراع السمكى بغليون تسعى إلى الحصول على شهادة الأيزو فى القريب العاجل، وذلك لعمل الدراسات بالتوازى بين معهد البحوث والمركز البحثى فى غليون. أما الدكتور محيى الدين عبد الفتاح أستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس، فقال: «فخر لكل مصرى ما تم من مشروع أكبر منطقة صناعية للاستزراع السمكى بالشرق الأوسط فى غليون»، كاشفًا عن تأسيس مدرسة صناعية ثانوية للاستزراع السمكى لاستكمال احتياجات المشروع. من جانبه، قال اللواء حمدى بدين رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية، إن هذا المشروع نتاج تعاون بين كل الجهات المعنية، وأنهم يسعون لإدخال أنظمة جديدة للاستزراع السمكى عن طريق الأقفاص البحرية، والاستزراع المكثف من خلال المدينة السمكية فى غليون بكفر الشيخ، والأقفاص السمكية بشرق التفريعة، والمزرعة السمكية بمثلث الديبة بمحافظة بورسعيد، ومشروع استزراع التونة بمرسى جرجوب فى مرسى مطروح، والزعفرانة بالبحر الأحمر، لافتًا إلى إنه يجرى الاستعداد لإنشاء أسطول مراكب للصيد فى المياه الإقليمية والدولية بالمرحلة المقبلة .بالتفاصيل.. مهمة خاصة لحماية الحدود