جبهات الرئاسة تنكمش.. «حجى» يختفى بالخارج.. و«صباحى» يكرر الدعوة.. و«حمزة» يتوارى فى السادس من مارس 2016، فتح المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، طريقًا للمبادرات السياسية المتعلقة بانتخابات الرئاسة 2018، بإطلاق مبادرة لتوحيد القوى المدنية لاختيار مرشح واحد، لتأتى من بعده عدد من المبادرات لنفس الغرض بلا نتيجة، رغم اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها فى النصف الأول من العام المقبل. التجمع المدنى الذى يطلبه الجميع عصى على التشكيل حتى أن صباحى نفسه جدد دعوته لتشكيل جبهة مدنية تؤمن بشعارات ثورة 25 يناير و30 يونيو للمرة الثالثة قبل أيام، فى كلمة له بالمؤتمر العام الثانى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى. لم تكن دعوة صباحى هى الأولى فحذا حذوه المستشار العلمى لرئيس الجمهورية السابق عصام حجى، عالم الفضاء المصرى، ودعا لتشكيل فريق رئاسى مدنى يخوض الانتخابات المقبلة، فى صيف العام الماضى إلا أنه اختفى فجأة عن الساحة السياسية، ومن بعده دشن الناشط السياسى ممدوح حمزة جبهة لنفس الغرض تسمى جبهة التضامن للتغير تضم عددًا من السياسيين البارزين على رأسهم عبدالجليل مصطفى، حازم عبدالعظيم، والوزير السابق أحمد البرعى، وعدد من الشخصيات العامة. وفى فبراير الماضى أطلق حزب التحالف الشعبى مبادرة تحت عنوان الانتخابات الرئاسية، دعا فيه القوى المدنية أيضًا للتوحد وعدم تكرار مشهد 2012 مرة أخرى فى تفتيت الأصوات الثورية التى تسعى للتغيير بين أكثر من مرشح من نفس التوجه السياسى. لكن مع سخونة الأحداث وجريانها، أكدت مصادر من داخل القوى المدنية طلبت عدم ذكر اسمها أن التواصل بين المجموعات الثلاث التى تسعى للتوحد، وهى «التيار الديمقراطى» الذى يضم أحزاب الدستور، وتيار الكرامة، والتحالف الشعبى، وجبهة ممدوح حمزة، وفريق عصام حجى متوقف منذ فترة. وقالت المصادر ل«الصباح» إن التواصل أصبح فرديًا ولا يوجد أى تحرك حقيقى للتوحد خصوصًا مع عدم استقرار أى طرف على مرشح أو طرح أى من الجبهات الثلاث لمرشح معين. ولفت إلى أن جبهة ممدوح حمزة، بعض الشخصيات الموجودين فيها يرون ضرورة الدفع بمرشح عسكرى منافسًا للرئيس عبدالفتاح السيسى، ويقود حازم عبدالعظيم المقرب من الفريق أحمد شفيق هذا الاتجاه، وهو ما يرفضه أحزاب التيار الديمقراطى ومبادرة عصام حجى مما يصعب فكرة التلاقى من الأساس. وتوقع المصدر أن تبوء كل المحاولات المدنية بالفشل كسابقتها مرجعًا ذلك لضعف قواعدهم بالشارع، وعدم قدرتهم على التوصل لاسم يخوض المنافسة حتى الآن، خصوصًا بعد الحكم الصادر ضد المحامى الحقوقى خالد على، بالحبس ثلاث أشهر فى تهمة فعل فاضح بالطريق العام، وهو ما يمنعه من الترشح للرئاسة. لكن ينفى معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، وأحد الأسماء المحتمل نزولها المنافسة المقبلة، عدم وجود تواصل، مؤكدًا أن هناك تواصلًا مستمرًا بين أطراف المبادرات الرئاسية، وأنهم يراهنون على 10 ملايين مصرى بالخارج. مرزوق قال ل«الصباح» إن الحديث عن عدم وجود منافس للسيسى غير صحيح فمصر فيها 100 مليون مواطن وبالتأكيد يوجد بينهم من يستطيع المنافسة عن جدارة. وأوضح أن التنسيق لا يقتصر على الانتخابات الرئاسية فقط، لكن الأمر يتعدى ذلك فى محاولة لإيجاد حلول لمشاكل مصر وخلق حلول بديلة للأزمة التى تمر بها البلاد حاليًا. ولفت إلى أن الإجراءات الأمنية تحد من قدرتهم على التواصل بشكل جيد بسبب القبض عليهم وملاحقتهم لمجرد إعلانهم عن آرائهم على حد قوله. وقال إن هناك شبه توافق بين القوى السياسية والقوى الاجتماعية فى أن الوضع الحالى أسوأ بكثير من فترة وجود الرئيس الأسبق حسنى مبارك على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن الجميع يرى أن المرحلة الحالية تستوجب تضافر الجهود للعمل معًا للخروج من المأزق الحالى. واتفق معه مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى، والذى طرح مبادرة لتجهيز بديل مدنى هو الآخر فى فبراير الماضى، بأن أى بديل ينحاز لفكرة العدالة الاجتماعية ويطبقها ويتمتع بكاريزما الإقناع الشعبى سيدعمونه حتى لو لم يكن يسارى الفكر. وقال ل«الصباح» إن الفكرة ليست فى تجهيز بديل مدنى فقط، مؤكدًا أن الإيمان بقضايا العدالة الاجتماعية والحريات شرط أساسى فيمن سيدعمونه، موضحًا أن الانتخابات المقبلة ستكون تنافسية، يكون الغلبة فيها لصاحب البرنامج الوطنى الذى يخدم المصريين ويحقق طموحاتهم فى بناء دولة ديمقراطية حقيقة، وليس على فكرة المرشح الواحد كما حدث فى الانتخابات الرئاسية الماضية، أو حتى بمنطق الصراع القبلى كما حدث فى انتخابات 2012.