بدأت القوى المدنية والحزبية، فى طرح مبادرات للحديث والاتفاق على دعم مرشح رئاسى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2018، لتكون هذه القوى على أتم استعداد ببرنامج قوى واستراتيجيات واضحة يتم عرضها على الشعب لمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسى حال ترشحه وخوضه للسباق الانتخابي. فقبل أيام أعلن، حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، عن مبادرة جديدة ودعوة كل القوى الحزبية والمدنية لمناقشة البديل الرئاسى الجديد والمرشح الرئاسي، الذى من المقرر أن يتم دعمه خلال الانتخابات المقبلة، وأكدت فى بيان لها أن كل القوى مدعوة للدخول والتضامن فى تلك المناقشات. لتعلن أمس أحزاب التيار الديمقراطى الذى يضم كلا من أحزاب "العدل، الكرامة، التيار الشعبي، الدستور، التحالف الشعبى الاشتراكي، المصرى الديمقراطى، العيش والحرية تحت التأسيس" عن ترحيبها بتلك المبادرة التى طرحت للتوافق حول مرشح رئاسى لدعمه فى الانتخابات الرئاسية والعمل على طرح برنامج وسياسات وأولويات وبلورتها للخروج ببرنامج قوى ينافس فى انتخابات 2018. فكشفت مصادر مطلعة من داخل هذه القوى، ل"المصريون"، عن أن هناك تواصل يتم الآن بين كل القوى الحزبية، المشاركة فى تلك المبادرة لمناقشة الأمر والتوافق على مرشح رئاسى بعد التواصل مع عددًا من الشخصيات، ومن بينها التى أعلنت فعليًا عن ترشحها فى الانتخابات المقلبة وهم، عصام حجى العالم المصرى بوكالة ناسا الفضائية، والذى أعلن عن ترشحه فى مبادرته الأخيرة التى انطلقت للحديث عن فريقه الرئاسى منذ شهور، بالإضافة إلى خالد على المحامى الحقوقي، الذى ألمح فى تصريحات صحفية عن نيته لخوض الانتخابات الرئاسية، كما هو الحال مع طارق العوضى المحامى الحقوقى أيضًا الذى حاول أن يحرك المياه الراكدة وأعلن هو الأخر ترشحه. ولكن الغريب فى الأمر، هو بعد إعلان ترشح تلك الشخصيات بشكل مبدئى وبدء مناقشة الأمر معهم من خلال أحزاب "التيار الديمقراطي" التى تضم حمدين صباحى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية والذى نافس الرئيس عبد الفتاح السيسى بالانتخابات الرئاسية السابقة، عن عدم نية صباحى فى خوض الانتخابات المقبلة، والاكتفاء بدعم مرشح بعينه، وهو ما يوضح أسباب طرح مبادرة المرشح الرئاسى والتواص مع الشخصيات الأخرى التى أعلنت ترشحها. فمن جانبه يقول مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، أن المبادرة التى تم إطلاقها لاقت ترحيبا قويا من جانب عدد كبير من الأحزاب السياسية وليس أحزاب التيار الديمقراطى فقط، كاشفًا عن نية أن يتم عقد اجتماع مع هذه القوى خلال نهاية الأسبوع المقبل، للحديث حول آليات تنفيذ المبادرة وطرح برامجها للمناقشة. وأضاف الزاهد فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن مبادرة الانتخابات الرئاسية 2018، ليست قائمة على أشخاص، إنما مبادرة مستقلة، ستعرض برنامج قوى بخصوص الأزمات التى تحيط بمصر منها "العلاقات الدولية الخارجية، والعدالة الاجتماعية، والصحة والتعليم والإسكان" وغيرها من المجالات التى سيتم الاتفاق عليها بتلك المبادرة والشخصيات التى من المقرر أن تدعمها فى المستقبل. وتابع القائم بأعمال الشعبى الاشتراكي، أنه حتى الآن لم يتم التوافق على شخصية بعينها لدعمها، مشيرًا إلى أن التيار الديمقراطى فى تواصل دائم مع الشخصيات التى أعلنت عن نيتها الترشح فى الانتخابات الرئاسية، ولكن سيتم الاتفاق على برنامج واضح أولًا ثم الإعلان عن شخصية لتنفيذه. وعن عدم دعم صباحى، قال الزاهد، إن حمدين صباحى أعلن أكثر من مرة خلال لقاءاته على عدم نيته عن خوضه الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، وحتى الآن لم يطرح صباحى نفسه كمرشح رئاسي، ولكن أحزاب التيار الديمقراطى لن تحكر الترشح على شخوص بعينهم، والمبادرة أو ترحيب التيار الديمقراطى بها، لا يعنى التخلى عن صباحى حال خوضه الانتخابات، ولكن المبادرة الرئاسية قائمة في الأساس على برنامج واضح من يدعمه ستدعمه الأحزاب المشاركة فى المبادرة. وفى سياق متصل قال، محمد سامى رئيس حزب الكرامة، إن أحزاب التيار الديمقراطى أعلنت ترحيبها بالمبادرة الرئاسية 2018، وأكدت أن النقاط والمحاور التى تحدثت عنها خلال إعلانها تهم المجتمع السياسى بكل أحزابه. وأضاف سامى، أنه من المقرر أن تعقد أحزاب التيار الديمقراطي، اجتماعًا لمناقشة كيفية تنفيذ آليات المبادرة، والحديث عن البرنامج الذى من الممكن أن يخرج من المبادرة لكي يتم الالتفاف حوله، وعرضه على المرشحين في الانتخابات الرئاسية الذين أعلنوا نيتهم للترشح، لضمان تنفيذ هذا البرنامج. وتابع سامي، أن مبادرة الانتخابات الرئاسية، تهدف فى الأساس إلى تكوين سياسات ومنهج واضح للخروج من الأزمات التى تحيط مصر سواء " سياسيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا"، ووضع آليات لتحقيق مطالب ثورة ال25 من يناير الخاصة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة" والتى لم تحقق على مدار سنوات الماضية.