الحكومة خزلتنا أمام أبنائنا بتأخير صرف المعاشات فى العيد ماكينة الصرف الآلى أحن علينا من الحكومة أموال المعاشات تريليون جنيه والوزيرة تقول 686 مليار جنيه فقط بعزيمة لم يهزمها الزمن، وطاقة لم تنضب، وأمل لا يتبدد دفاعًا عن الحق فى حياة كريمة، يحشد البدرى فرغلى، البرلمانى السابق، ورئيس اتحاد أصحاب المعاشات، آهات 9 ملايين مستحق للمعاش ليطلقها صرخة مدوية فى وجه الحكومة، ردًا على ما اعتبره إهانة لهم واستهانة بما قدموه لأبنائهم فى كل مكان بما فى ذلك وزراء الحكومة الذين يعتبرهم أيضًا أبناء فى مواقع المسئولية. لم يعلن البدرى فرغلى، غضبه ويطلق صيحته العالية هذه المرة للمطالبة بحقوق تتمثل فى زيادة للمعاشات، أو للتحذير من المساس بحقوقهم أو حتى احتجاجًا على طريقة إدارة الحكومة لأموال المعاشات. لكن صرخته جاءت آهة قوية دفاعًا عن كرامة أصحاب المعاشات التى يرى أنها أهدرت بتأخير صرف مستحقاتهم التى حل موعدها بالتزامن مع أول أيام العيد، فقررت الحكومة أن يكون الصرف فى موعده دون حساب لأى اعتبارات إنسانية. فى حواره مع «الصباح»، كانت كلماته قاسية موجعة، تخلى فيها لأول مرة عن نبرة السياسى القدير، وتحدث بلسان المواطن الفقير، فجاءت مشاعره جياشة حتى أنه أجبرنى على التماس وقت لأحبس فيه الدموع فلا تسقط أمامه.. عن رد البدرى فرغلى على الحكومة عن واقعة صرف المعاشات أول أيام العيد وليس قبله كما كان يحدث فى السابق تقديرًا لهم.. جاء الحوار كبيان إنسانى يرد على الحكومة فى السطور التالية.. * التقيته وكان مبتسمًا ابتسامة تحجب عن عينى غضب مكتوم بداخله، سرعان ما انفجر عند أول سؤال: كيف ترى واقع أصحاب المعاشات حاليًا وكم عددهم؟ فأجاب: نحن 9 ملايين مواطن، نعول أنفسنا وأفراد أسرنا أيضًا، ولهذا نمثل ما يقرب من 40فى المائة من تعداد المجتمع. لكن بعدما صرنا نتسول حقوقنا وأموالنا التى أصبحت فى ذمة التاريخ، أصبحنا نحن أيضًا بلا حاضر وبلا مستقبل، لأن سر حياتنا فى أموالنا، التى تحولت إلى مجرد ورق فى الخزانة العامة، فهى عبارة عن صكوك غير قابلة للتداول، وسندات ومسميات عديدة بفائدة 8فى المائة فقط.. ربنا يرحمنا ويرحم فلوسنا فقد أصبحت ظروفنا وحياتنا لا تطاق اجتماعيًا وإنسانيًا، فضلًا عن الظروف السياسية التى تمر بها مصر. فأوضاع البلاد أطاحت بنا وهى التى تشكل لنا الأزمة الحقيقة، فلم نعد نستطيع المقاومة فى ظل تلك الأوضاع الصعبة السائدة. وخصوصًا ما حدث فى العيد، فجاءت عيدية الحكومة لنا فبدلًا من أن تكون مبادرة بصرف مبكر للمعاش، جاءت تأخيرًا للصرف ليكون فى أول يوم فأصبح الملايين من أصحاب المعاشات يجلسون على الأرصفة بجوار ماكينات الصراف الآلى فى انتظار صرف أموالهم، وكأنهم يتسولون من المارة. * وكيف تفسر ما حدث.. خصوصًا وأنه رسميًا الصرف جاء فى موعده؟ - ما حدث فى العيد أكبر بكثير من أى كلام وحديث، ففى هذا الأسبوع كانت المهانة بالغة عندما نامت الناس وافترشت الأرصفة أمام ماكينات الصرف فى انتظار الفرج الذى غاب عنهم، ولم يرحم وضعهم وشكلهم أمام أبنائهم وذويهم فى دخلة عيد، ولم يجدوا جنيهًا واحدًا ليستروا أنفسهم أيام العيد أمام عائلاتهم، فالوزيرة التى ادعت أنها ستصرف المعاشات يوم واحد فى الشهر، وهو يوم العيد، جاء يوم 6 من الشهر ولا تزال الناس تنتظر على الرصفة أمام الماكينات حتى لا يراق ماء وجههم وفى انتظار أن تكون الماكينة الحديد أرحم عليهم من تلك الوزيرة ومستشاريها. * وبما تفسر تصرف الحكومة على هذا النحو؟ - أموال المعاشات يتم إيداعها فى بنوك استثمارية، أولها بنك عوده الاستثمارى. فبمنتهى الوضوح والأمانة يتم إيداع أموالنا فى هذا البنك لوجود علاقة بين مستشارى الوزيرة والبنوك الاستثمارية من الصعب تحريك 11 مليار جنيه منها دفعة واحدة أو فى أوقات متقاربة ولأن أموال المعاشات غير مودعة فى البنوك الوطنية المملوكة للحكومة، وهذا هو السر الخطير فى أزمتنا وعدم صرف معاشاتنا فى العيد ولابد أن تسأل فى ذلك الوزيرة. * وما هو حجم أموال التأمينات والمعاشات فى البنوك؟ - لا أعرف، الوزيرة تدعى أن حجم أموالنا الرسمية فى كل البنوك تقدر 686 مليار جنيه، والحقيقة هى أنها تريليون جنيه لأن الوزيرة أسقطت الفوائد بالعشر سنوات. * وهل هناك قرارات ستتخذونها فى الاجتماع القادم لأصحاب المعاشات؟ - سيجتمع مجلس الاتحاد، وأيضًا مندوبون من جميع المحافظات ليتم مناقشة الإجراءات التى سنتخذها ضد وزيرة التضامن ومستشاريها، ومجلس إدارة الاتحاد يعد عدة إجراءات للدفاع عن حقوق ومصالح أصحاب المعاشات لمواجهة هذه الوزيرة وتصرفاتها غير المسبوقة. * كيف تنظر لتعداد أصحاب المعاشات وقيمة معاشاتهم؟ - وأقل معاش فى مصر يبدأ من 200 أو 300 جنيه ليصل أعلى معاش إلى ما يتعدى ال6000 جنيه، ولكن هذا لم يعد بيت القصيدة لأن ما يمثله هذا المعاش لأصحابه يترجم فى أدوية ومستشفيات ونفقات ملحة وضرورية وليست رفاهية، وأقول لهم ارحموا أصحاب المعاشات من هذا الهوان، ولابد أن يحاسب الجميع على ما حدث. ومستمر إلى الآن من سكن أصحاب المعاشات على الأرصفة أمام الماكينات. * وهل المعاشات الحالية مناسبة لما يتم تحصيله من العاملين فى الدولة طوال الخدمة؟ - هذا كلام غير صحيح، فنحن أموالنا تم الاعتداء عليها وتم الاعتداء على ملايين أصحاب المعاشات ولم نجد أحدًا من المسئولين أو المنوطين بالأمر يحقق فى تلك الواقعة أو يحقق مع الوزيرة أو يسأل من الذين ارتكبوا تلك الجريمة أو يتحرك ساكن أمام جريمة العصر وأمام ألم ومعانات أصحاب المعاشات. ولم يتحرك مسئول واحد لكشف الحقيقة بل من دواعى السخرية أنهم يقولون دائمًا عن «فلوس المعاشات» إنها فى أيادٍ آمنة، وكلمة آمنة متداولة بصفة مستمرة، وهى كلام للاستهلاك الإعلامى. فقد ضاعت فلوسنا من أيد آمنة لأمينة ويا قلبى لا تحزن. * لماذا يعتبر المسئولون أن إنشاء هيئة مستقلة لأموال التأمينات أمرًا صعبًا؟ - (مستنكرًا) هل تمزحين!!، إنشاء هيئة مستقلة لأموال المعاشات والتأمينات أمر مضحك، وكيف يقبض كبار المسئولين؟ ومن أين يقبضون لو أنشأنا تلك الهيئة، وأموالنا من يأخذها. * ولكن الحديث عن تطوير الهيئة القومية للتأمينات جاد؟ - هناك سيطرة كاملة على هيئة التأمينات، وتلك السيطرة لم تستطع ثلاثة أنظمة حكمت مصر أن تطهر هذه الهيئة من قوة السيطرة عليها ومن قوة من فيها وبداخلها. * وأين رئاسة الوزراء أمام صيحات واستغاثات أصحاب المعاشات؟ - رئيس الوزراء يتبع الحكمة الصينية معنا، فهو لا يسمعنا ولا يرانا ولا يكلمنا، ونحن قررنا أن نتخذ إجراءات فى الاجتماع القادم ستجعله يسمعنا. * وأين دور مجلس النواب فى مساندتكم ودعمكم؟ - لدينا عدد محدود جدًا من النواب الذين يساندون قضيتنا ولكن نحن على قوة وحق. ولذلك سنجعلهم يسمعوننا ويلبون مطالبنا بل حقوقنا فهى ليست مطالب بل حقوق مسلوبة.