الفساد الذى يستشرى فى جسد الكثير من بلدان القارة الإفريقية أحد أهم عوائق التقدم والتنمية، التى تواجه شعوب إفريقيا، ويبرز فى استغلال السلطة وانتشار الرشاوى، والتلاعب المالى والإدارى. وعلى الرغم من وجود صور لبلدان إفريقية مشرفة استطاعت محاربة الفساد مثلما حدث فى رواندا فى العام 1994 عقب الإبادة الجماعية التى راح ضحيتها أكثر من مليون شخص فى مائة يوم. بعدها استطاعت رواندا أن تتغلب على الفساد لتصبح أعلى معدل تنمية فى العالم، وتأتى بعدها تنزانياوجنوب إفريقيا وسيشل وغيرها من الدول الصاعدة التى تحاول تنمية شعوبها ومحاربة الفساد والعنصرية. وعلى النقيض تنغمس دول إفريقية أخرى فى الفساد، رغم تمتعها بثروات طائلة تكفى لتوفير حياة كريمة لشعبها كما هو الحال فى الصومال التى تعانى من تنامى معدلات الفساد فى كل أرجاء البلاد، وانتشار الحروب والصراعات الداخلية وتعدد المليشيات المسلحة، بجانب الفقر والجهل والمرض. وعلى الرغم من موقعها المتميز على الساحل الإفريقى ومساعدة دول الجوار لها إلا أن الفساد يضرب أركانها. وأتى بعدها دولة جنوب السودان الوليدة لتتصدر قائمة أكثر دول العالم فسادًا على الرغم من حداثة نشأتها عقب حصولها على الاستقلال فى عام 2011 بعد صراع طويل وحروب ضارية مع السودان. بعد إعلانها كدولة مستقلة فى يوليو2011 لم تستطع تحقيق أحلام أبنائها البالغ عددهم 14 مليون نسمة. وتأتى غينيا بيساو ضمن الدول الأكثر فسادًا فى القارة السمراء، حيث تعانى من فساد الحكم والإدارة، وشهدت عدد من محاولات الانقلاب العسكرى على الرئيس وتشيع بها تجارة المخدرات، والفساد الاقتصادى والمالى وغيرها من صور عدم الاتزان والاستقرار للدولة. وكذا دولة السودان التى يحكمها الرئيس عمر البشير منذ أكثر من ربع قرن دون تغيير تعد من أكثر الدول التى تعانى من الفساد، وينتشر فيها الرشاوى والمحسوبية، والفساد المالى لهياكل الدولة المختلفة. وتأتى دولة إريتريا ضمن الدول الأكثر فسادًا فى القارة السمراء، حتى أن سكانها يهربون تباعًا للدول المجاورة بحثًا عن حياة كريمة، وهربًا من بطش الحكومة، حيث تتميز بأنها دولة بوليسية تكتظ سجونها بالبشر. ومن ضمن الدول التى ينتشر بها الفساد لاسيما الدوائر القريبة من الحكم بالقارة الإفريقية «الكونغو، وأنجولا، وجزر القمر، وموريتانيا، وجيبوتى».