مر أكثر من أربعة عشر عامًا على إنشاء الاتحاد الأفريقى فى 2002 حيث تم إعلانه كمنظمة دولية تتألف من 52 دولة أفريقية وذلك خلفًا لمنظمة الوحدة الأفريقية التى تأسست فى الأصل عام 1963. وتتخذ منظمة الاتحاد الأفريقى أهم القرارات فى اجتماعها نصف السنوى لرؤساء الدول وممثلى الحكومات للدول الأعضاء، ويقع مقر الأمانة العامة فى أثيوبيا ويحتل الاتحاد الأفريقى المركز السابع عشر دوليًا بعد هولندا من حيث حجم الاقتصاد حيث يبلغ الناتج المحلى الإجمالى 500 مليار دولار ويحتل المركز الخامس عشر بعد البرازيل بمجموع اقتصاد يبلغ 1.515 تريليون دولار. وتشمل أهداف الاتحاد الأفريقى فى المستقبل إنشاء منطقة تجارة حرة واتحاد جمركى لسوق واحد ومصرف ومركز تجارى بالإضافة لتوحيد العملة على مستوى القارة وبالتالى تأسيس اتحاد اقتصادى أفريقى وإصدار عملة موحدة بحلول عام 2023. وتعد القارة السمراء من أكثر المناطق فى العالم فقرًا وجهلًا وقد لعب الاستعمار الأوروبى دورًا كبيرًا فى إشعال الصراعات، لذلك سعت دول أفريقيا إلى تأسيس هذه المنظمة فى البداية عام 1963 بمشاركة 30 دولة وكانت أهدافها تتمثل فى تحرير القارة نهائيًا من الاستعمار والقضاء على التخلف ومحاربة القبلية وتشجيع الاستثمار فى هذه البلاد واستغلال ثرواتها. إلا أنه مع مرور الوقت فشلت المنظمة فى الوصول لغايتها وأهدافها ومن ثم بعدها الاتحاد الأفريقى فى تحقيق ما كان يسعى له فهناك بؤر صراع عديدة مثل الصومالوجنوب السودان، والسودان ومالى ونيجيريا وأفريقيا الوسطى كما دخلت ليبيا بعد مقتل معمر القدافى لتكون بؤرة صراع جديدة. و من أبرز المشاكل التى عجز الاتحاد عن التعامل معها مشكلة نهر النيل الذى يعد أهم أنهار القارة والعالم فهذا النهر الدولى الذى تشترك فيه منبعًا ومصبًا 11دولة أفريقية صار مصدرًا للصراع بين الدول وبعضها دون حسم حتى الآن ومن أخطر القضايا التى تواجه القارة السمراء أيضًا الأمراض والأوبئة التى تنتشر سريعًا بسبب جهل ونقص إمكانات بعض الدول مثل مرض نقص المناعة «الإيدز» ومرض الإيبولا الذى انتشر العام الماضى. وفى محاولة منه لإثبات دوره فى تنمية القارة قام الاتحاد بتنظيم قمة فى دورتها السابعة والعشرين التى عقدت هذا الشهر فى رواندا حول التنمية وحقوق الإنسان والتركيز على حقوق المرأة، وذلك فى مبادرة من الاتحاد الأفريقى للقيام بدوره لصالح شعوب القارة وبالتركيز على إنهاء الحروب والصراعات خاصة بدولتى جنوب السودان وبوروندى وأيضا كانت من ضمن نتائج القمة إنشاء صندوق لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الأممالمتحدة والدول المانحة والاتفاق على إطلاق جواز السفر الأفريقى الموحد حيث سيشكل هذا الجواز رمزًا قويًا للاتحاد ودوره فى خدمة شعوب القارة الواحدة. وقد تم تأجيل مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى شهر يناير المقبل فى القمة القادمة فى أديس أبابا.