رجل الأعمال أحمد بهجت ينفرد برؤيته المختلفة نحو الاستثمار بإفريقيا ويراها مغامرة تستحق العناء نحو الاكتشاف والنجاح فتحنا فرص عمل واستثمارات فى التجارة والأجهزة الكهربائية ومبنى تسوق ومطاعم تقدم أكلات مصرية شهيرة وإذاعة «دريم أف أم» لم أكن أتوقع أن تبهرنى القارة السمراء حتى تسعى لاكتشافها بكل نهم وحب بهذا الشكل وأحطم كل الصور الخرافية لهذه البلدان التى تنتشر فى الكثير من العقول نحو التخلف والمرض والجهل وانتشار قبائل آكلى لحوم البشر. بدأ ارتباطى بها عن طريق الصدفة عام 2007 من خلال دولة لم تكن موجودة آنذاك حيث سنحت لى الفرصة للانضمام للعمل بمجال الإعلام فى إحدى القنصليات الإفريقية، لكن فى مكتب اتصال حكومة جنوب السودان التى عانت ويلات الحرب لأكثر من 21 عامًا حتى أعلنت تشكيل حكومة شبه مستقلة فى 2005 وفق اتفاق بين الشمال والجنوب أنهى حرب شنعاء داخل أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة وهى الأقرب لمصر والمصريين بين سائر الدول السمراء الأخرى. ولعل هذا كان الباب الأول الذى انطلقت من خلاله داخل عالم جديد ومثير لنا كمصريين حيث إنه بطبيعة الحال يوجد لدينا معلومات ضحلة وأغلبها غير صحيح عن القارة الإفريقية ودولها المختلفة لذا فقد كان عالم جديد ومختلف أعطانى الكثير من الثقل والمعرفة عما كان خفيًا لدى، وأصبحت أكثر قربًا وتواصلًا عن طبيعة الشعوب الإفريقية وطبائعهم وعاداتهم وعلى مدار ثلاثة أعوام هى فترة عملى مع حكومة جنوب السودان كرئيس لقسم الإعلام بدأت فى التقرب لهذه الشعوب بل أصبحت مغرمة نحو المزيد من المعرفة عن الثقافات والقبائل والعادات والتقاليد والأعراف التى يعيشون بها وهى بمثابة قانون حياتهم يطغى فوق صوت الدين وأحيانًا العقل حتى طعامهم إلى أن أصبحت واحدة منهم ينادينى البعض سالى الجنوبية. وقد اكتشفت أنه ينقصنا الكثير كمصريين نحو المعرفة عن جيراننا فى القارة الواحدة حيث تتجه أنظار الكثير من الدول العربية ومصر نحو الغرب فينبهرون بها ويتطلعون إليها، لكن فى الحقيقة اكتشفت أن المستقبل فى القارة الخضراء السمراء إفريقيا التى تنعم بالخيرات والثروات البكر التى لا تزال قيد الاكتشاف ولم تشتغل حتى الآن فنحن متأخرين كثيرًا عن هذا التفكير ويسبقنا الدول المتقدمة كالصين واليابان وأمريكا ودول أوروبا بل ولبنان أيضًا وغيرها الذين هرعوا مبكرًا لحجز مكانهم للاستغلال الأمثل لينعم به الشعوب فى القارات الأخرى. حالفنى الحظ المرة الأولى لزيارة أولى الدول الإفريقية وهى دولة جنوب السودان ذات ال64 قبيلة ولهجة والتى حصلت على استقلالها التام أمام العالم فى يوليو 2011 دولة ذات سيادة يطمح شعبها نحو الرخاء والأمل فقد وطئت أقدامى هناك عام 2010 عندما فتحت أمامى أبواب فرصة أخرى نحو الاستثمار والأعمال خلال مجموعة شركات بهجت يقودها رجل الأعمال أحمد بهجت الذى ينفرد دائمًا برؤيته الثاقبة المختلفة فهو من رجال الأعمال القلائل الذى يثق بمستقبل القارة السمراء والاستثمار هناك فهى مغامرة يراها تستحق العناء نحو الاكتشاف والنجاح. وبدأت نقطة الانطلاق من هناك فقد جذبتنى الطبيعة الخلابة من الوهلة الأولى حيث اللون الأخضر فى كل مكان نظرًا لأمطارها الغزيرة ثمانية أشهر بالعام فهى بلد جميلة، لكنها بدائية إلى حد كبير ويحظى شعبها بالكرم والطيبة والهدوء وحب الحياة الليلية. وقد بدأنا فى فتح فرص عمل واستثمار فى الكثير من المجالات كان أولها التجارة لبعض السلع والمنتجات التى يحتاجها السوق الجنوبى مثل الأجهزة الكهربائية وغيرها حتى إقامة مشروعات خدمية مثل مبنى تسوق والمطاعم التى حرصت على تقديم الطابع المصرى بها مثل الأكلات المصرية الشهيرة والمنتجات المصرية الأخرى وقد حاز هذا المشروع بنجاح كبير نظرًا لقلة المنافسة هناك وكذلك حرصنا أيضًا على أن تكون هناك أداة إعلامية لتقريب وجهات النظر بين الشعبين لذا أنشأنا إذاعة راديو مصرية جنوبية باللغتين العربية والإنجليزية هناك تحت اسم دريم أف أم التى حظيت بشعبية كبيرة نظرًا للغته البسيطة والمحتوى الاجتماعى والثقافى الذى تتناوله لمختلف قضايا حتى أصبحت أولى الإذاعات وتنافس غيرها من الإذاعات التسع الموجودة. وانطلاقة أخرى نحو اكتشاف القارة السمراء من خلال زيارة بلد أخرى وهى إثيوبيا التى تخطى عدد سكانها الآن حاجز ال100 مليون نسمة ذات الطبيعة الخلابة والجو المعتدل طوال العام التى تشتهر بأعلى مطار فى العالم على سطح البحر وتتميز بطيبة شعبها وتدينه وثقافته الراقية والتى تعتبر من البلدان الواعدة فى الاستثمار نظرًا لعدد سكانها واحتياجها لمزيد من التنمية والإعمار وقد حالفنى الحظ بزيارتها لأكثر من خمس مرات والمذهل هو التنمية السريعة جدًا خاصة فى مجال المعمار والبنية التحتية ليس فقط داخل العاصمة أديس أبابا، لكن أيضًا فى خارج المدن الأخرى فهى تتميز بأنها سوق واسع يهوى المنافسة ومستعد لاستقبال المزيد من الاستثمارات والتنمية والمشروعات الجديدة. ومن الملفت وجود عدد من المستثمرين المصريين فى هذا البلد الشقيق سعيًا نحو الاستفادة المشتركة وتقريب وجهات النظر بين الشعبين وإصلاح ما أفسدته السياسة والحكومات بسبب مشكلة سد النهضة وتداعيات تأثيره على حصة مصر من مياه النيل. وهناك خبرة أخرى حظيت بها فى بلد جديد هو أوغندا إحدى دول حوض النيل الإحدى عشر التى تتميز بالطبيعة الخلابة وبحيرة فيكتوريا الجميلة بمدينة عنتيبى التى يعشقها الأجانب للاستجمام أما كمبالا فهى مدينة جميلة، لكنها مزدحمة للغاية خاصة أنها بلد مستقر ولا يوجد به أى صراعات قبلية فهى مازالت تحتاج إلى العديد من الاستثمارات خاصة فى مجال السياحة والفندقة والتجارة لما تنتجه خاصة البن والشاى والموز والذرة وغيرها من المحاصيل كذلك تجارة الماشية، فهى بلد غنية بالثروات خاصة المعدنية كالذهب والماس والكوبلت والأخشاب أيضًا. أما عن أكثر المدن تنمية وقد ذهلت من زيارتها هى رواندا التى لم يتجاوز عمرها العشرين عامًا وقد عانت أعنف مذبحة فى القارة الإفريقية قتل خلالها أكثر من مليون شخص فى مائة يوم، واستطاعت خلال فترة وجيزة أن تصبح أولى الدول تنمية وإعمار وفق تقرير الكوميسا الاقتصادى فمدينة كيجالى لا تختلف كثيرًا -إن جاز التعبير- عن أى عاصمة أوروبية ذات قوانين صارمة والتزام ورقى فى كل قطاعات الحياة والعجيب أن الشعب الرواندى أكثر شعوب القارة التزامًا وحب للوطن وانتماء له وقد تعلموا الدرس جيدًا حتى أصبحوا أكثر وعيًا وحبًا للتنمية واحترامًا للآخر فوفق التقارير الدولية تجد رواندا أقل دول العالم فسادًا. تعددت زيارتى لها أكثر من مرة حيث أنها أشهر مدن القارة استضافة للمؤتمرات الدولية نحو التنمية والإعمار يزورها سنويًا ملايين الأجانب نظرًا لقوانين استثمارها المشجعة وحرية العملة الأجنبية وسهولة فتح الشركات حيث تحتاج إلى المشروعات الترفيهية والخدمية والمصانع وغيرها فقد حزنت كثيرًا على ما وصل إليه حال مصر فى الفترة الماضية من فساد وتدهور اقتصادى وسياسى التى كانت رائده دول القاره السمراء بل كانت تقودها نحو التنمية والتعمير. أما أكثر المدن إثارة تحظى بعدد سياح أجانب، فهى كينيا التى يقصدها السياح بالملايين سنويًا نحو السفارى وسياحة الغابات بمدينة نيروبى وشواطئ ممباسا التى تحتاج مزيدًا من الاستثمار فى القطاع السياحى والتنمية والبنية التحتية والتبادل التجارى للأخشاب والشاى والبن المميز إنها بلد مستقر وقديم له قواعد وقوانين ثابتة حظيت بزياته قصدًا للاستثمار لأكثر من مرة وتميز شعبه بالكرم وحب الحياة والهدوء. وعلى مدار ثمانية أعوام هى مدة رحلاتى بالمدن المختلفة بالقارة السمراء فقد تعلمت الكثير وعرفت الأكثر عن طبيعة الشعوب بقبائلها المختلفة التى تذهلك عاداتهم وتبهرك تقاليدهم لتسعى نحو مزيد من المعرفة نظرًا لما بها من غرائب وعادات تفوق الخيال فى بعض الأحيان، لكن أسعى للمزيد نحو المعرفة والزيارات لعلها تكون مقصد لمصر والدول العربية نحو تقليد الغرب سعيًا للاستثمار والاستفادة من خيرات لا تعد ولا تحصى ولم تطولها يد البشرية حتى وقتنا هذا.