لسنوات طويلة عانت كثير من دول القارة السمراء من التهميش والتخلف والنسيان، ونتيجة لاتجاه عيون عدد من الدول العربية إلى دول الغرب وتحاشت النظر إلى أفريقيا، أصبح المستثمرون الغربيون هم الأكثر انتشاراً فى قلب القارة. ومن المحزن أن تكون الدول الغربية التى استعمرت القارة السمراء فى وقت سابق، هى السباقة فى اكتشاف إمكانات القارة، بينما انتبه العرب مؤخراً لأهمية أفريقيا ودولها المختلفة ومدى فيضانها بالكنوز فى مختلف الفئات. ويأتى فى مقدمة المبادرات التى تسعى لفتح مجالات أوسع للاستثمار فى العمق الأفريقى لمصر، الخطة التى بدأت مجموعة شركات بهجت (أكبر مجموعة شركات متعدده المجالات فى مصر) فى تنفيذها، والبدء فى الاستثمار فى دولة من أهم دول المنطقة عمومًا، والأهم بالنسبة لمصر خصوصاً، وهى إثيوبيا. وتأتى المساعى الاستثمارية لمجموعة بهجت فى إثيوبيا، فى توقيتها المناسب، وخلال الأسبوع الماضى، زارت مجموعة عمل من «بهجت جروب» العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لفتح آفاق من التعاون والشراكات الناجحة التى تساند مسارات العمل الدبلوماسى بين البلدين. وحظيت زيارة الوفد التابع لمجموعة لبهجت بالترحاب الشديد من قبل الحكومة الإثيوبية ومؤسسة «تيرت» أكبر مؤسسة اقتصادية بالبلاد، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية بين المؤسستين للعمل فى مدينة أديس أبابا ومدن إثيوبية أخرى. وبدأ وفد «مجموعة بهجت» جولاته بزيارة المقر الرئيسى لمؤسسة تيرت وهى مؤسسة حكومية من أكبر الكيانات الاقتصادية فى إثيوبيا، وتأسست عام 1995 بمعرفة 25 شخصية حكومية بارزة، ليصبح الكيان مجموعة قابضة تعمل فى عدد من المجالات المختلفة لبناء إثيوبيا جديدة وتنميتها بالتعاون مع القطاع الخاص المحلى والأجنبى. و«تيرت» هى كلمة إثيوبية تعنى جهدًا أو تعبًا باللغة الأمهارية، ويتم توجيه أرباح الكيان لتنمية المجتمع وبناء إثيوبيا الحديثة، وكذلك تهتم مؤسسة «تيرت» بمد أنشطتها إلى شرق إفريقيا لإتاحة فرص عمل جادة فى كافة المجالات للإثيوبيين. وبدأت المؤسسة نشاطها ب3 شركات فقط، وأصبحت تمتلك 17 شركة تركز على الأنشطة الزراعية، والصناعية والنقل والاستيراد والتصدير والمقاولات والبناء وفقا لتراخيص الجودة الدولية والمعايير العالمية. ووقعت شركه «تيرت» عددًا من الاتفاقيات مع مجموعة بهجت بكيانها الجديد الذى تم إنشاؤه فى أديس تحت اسم «بهجت الإثيوبية»، ومن بين أهم الاتفاقيات الموقعة، إنشاء مصنع للأثاث بمدينة أديس أبابا، ومصنع آخر للأجهزه المنزلية والثلاجات بمدينة دبرابراهان، وكذلك إنشاء مصنع للسيراميك خارج مدينة أديس أبابا بالتعاون مع إحدى أكبر شركات السيراميك العاملة فى مصر. وعلى هامش زيارة العمل، أبدى وفد «مجموعة بهجت» شغفه بزيارة عدد من المدن خارج العاصمة، وكان من أهمها مدينة «دبرابراهان» التى تعد أقدم المناطق المسيحية وتعنى النور القادم من السماء ويسكنها أكثر من 100 ألف نسمة، وتتميز بصناعة الأخشاب، والثلاجات، والكحوليات، والطوب، وتعبئة المياه، وتُعد مدينة صناعية من الدرجة الأولى، وتقع شرق العاصمة. وتعد مدينة أديس أبابا من أكثر المدن التى حظيت بمعدلات نمو مرتفعة بين الدول الإفريقية، وساعد فى ذلك طبيعتها الخضراء، وجوها المعتدل الممطر، فضلاً عن الأماكن الأثرية ومنها جامع أنور أو مسجد أنور الأثرى وهو من أقدم وأكبر المساجد الموجودة التى بنيت فى العاصمة فى الخمسينيات.