علاء العجوز الحدادة مهنة شاقة وتحتاج قوة جسدية وعضلات مفتولة ، ولا تدر دخلاً كبيراً ، لذلك فقليل من يعمل بها .. كما إنها محفوفة بالمخاطر، حيث التعرض للإصابة محتمل فى أي وقت مما يهدد بالموت أو العجز ، فالمسألة ليست هينة والعمل يحتاج مهارة عالية وقوة تركيز وخبرة كافية ، فمن البديهي أن هذة المهنة تصعب على الرجال لأنها شاقة ومرهقة فالتعامل مع الحديد والنار خطير حتى على الرجال الشداد فما بالنا إن كان من يشكل الحديد المصهور سيدة ؟ لم يكن الأمر بغريب بعد هذة الزيارة إلى محافظة الاسماعلية وفى شارع من أكبر شوارعها- شارع الثلاثينى - سنجد ورشة بداوى زوج السيدة نادية احمد محمد ، التي ورثت الورشة والمهنة بعد وفاة زوجها الذى مر على وفاتة اكثر من عشرين سنة. الحاجة نادية أم لثلاث اطفال - بنتين وولد - عكفت على تربيتهم ولم تجد لها سبيل إلا أن تمتهن مهنة الحدادة لكى تستطيع ا ن تربى اطفالها . الأم المكافحة أنجزت المهمة وتخرج اولادها من الجامعات وتزوجو بينما هى الى اليوم تعمل فى الورشة بيدها رغم وجود خمسة عمال . - كيف كانت بداية دخولك مهنة الحدادة ؟ اضطررت إلى العمل في الورشة بعد أن توفي زوجي بشكل مفاجئ تاركاً لى ثلاثة أولاد مسئوليتي تدبير نفقات المعيشة لهم، ولم يكن لدي أي مصدر رزق آخر غير ورشة الحدادة التي كان يمتلكها زوجي لم استمع الى نصائح وتحذيرات الأهل والأصدقاء بأنه من الأفضل أن أؤجر الورشة وأوفر على نفسي العمل في مهنة شاقة، وقيل لى انى غير صالحة للعمل بها لكنى لم استمع الى احد ما صعب الأمور أكثر انه لم يسبق لى العمل فى اى مهنة لانى لم أكمل تعليمى بكلية الآداب حيث انى تزوجت ومكثت فى البيت ولذلك كانت هناك صعوبة بالغة فى أن أخرج للشارع وامارس العمل فى مهنة ترهق الرجال بل وتحتاج القوة البدنية وهذا لايتناسب مع السيدة بدأت أتعلم بعض المهام السهلة بالورشة ، وفى البداية لقلة خبرتى تلاعب بى العمال واستغلوا فرصة عدم خبرتى وكانوا يطالبوا بزيادات المرتبات مما خسرني الكثير ولأني كنت مصرة على اتقان المهنة ليس حبا فيها لكنى كنت مضطرة حيث ان هذة الفترة كانت الظروف المادية تحت الصفر ولم أجد ما البى به احتياجات أطفالى الثلاثة فلم يكن هناك بديل من هذة المهنة رغم كل ما شابها من مشقة وتعب ومخاطر والتعامل مع الحديد يحتاج قوة وخبرة وحرص لكن بحمد الله تمكنت بعد فترة بسيطة من اتقان العمل. وكان اصرارى على استمرار العمل فى الورشة ، لأني كأم أتمنى توفير حياة كريمة لأولادى فكان الالتزام بمواعيد تسليم الشغل من اهم مميزات الورشة وكذلك جودة التصنيع حتى اصبحت ورشة بديوى من اشهر ورش الحدادة فى المحافظة . - كيف كنتى توازنين بين البيت والعمل ؟ استيقظ مبكرة حوالى الساعة سبعة صباحا لفتح الورشة .. قبل ذلك الموعد كنت اصطحب اولادى الى مدارسهم واعود لئفتح الورشة وياتى العمال بعد ذلك ونعمل حتى الساعة الثانية ظهرا ارجع الى البيت لكى استقبل اولادى واحضر لهم الطعام ثم اعود الى الورشة اكمل العمل حتى الساعة السادسة ثم اعود الى المنزل واكمل باقى اليوم مع اولادى واتابع سير اليوم الدراسى معهم - كيف كانت نظرة المجتمع لك ؟ لم يعنيي أمر الآخرين بقدر ماكان يهمنى توفير احتيجات اولادى وانا اعمل فى ملك اولادى ولم اعمل فى مهنة مخلة وفى النهاية اثبت للجميع ان العمل ليث حكرا على احد رجل او سيدة فاى عمل يحتاج الى عزيمة - ماهى انواع العمال التى تصنعها الورشة ؟ نصنع جميع الابواب الحديدية والشبابيك والبلكونات والسلم والانتريهات والسرير الحديد ومعظم هذة الاصناف تحتاج الى مهارة عالية ودقة وفن حتى ننافس الموضة الحديثة - هل مازلتى مضطرة للعمل فى الحدادة ؟ الآن لا بل اننى احببتها واستمتع فى العمل ولم اترك بل واحب ان اعمل بعض الاشغال بنفسى رغم وجود خمسة عمال كيف كانت نظرة اولادك ؟ لم أقصر فى حقهم بل كان همى ان اخلق لهم الحياة الكريمة واصل بهم الى بر الامان كيف تم اختيارك أم مثالية فى محافظة الاسماعلية ؟ لم اتقدم بشيء رسمي، ولكنى فوجئت بأنهم أرسلوا لى وطلبو منى الحضور لتكريمى وذهبت وتسلمت شهادة تكريم كأم مثالية واعطونى ثلاجة هدية .. كما تم اختيارى فى أفضل مائة سيدة فى العالم وانتظر التكريم