أهالى الشهداء يطالبون أسقف مغاغة بالاعتكاف بسبب «سوء المعاملة» كشف حادث المنيا الذى راح ضحيته 29 قبطيًا، عن الخلاف المشتعل بين الأنبا أغاثون أسقف مغاغة، والأنبا باسيليوس رئيس دير الأنبا صموئيل، حيث شهد مراسم التجنيز مشادة بين «أغاثون» ووالد أحد الضحايا، بعدما اقترح الأنبا دفن الأطفال فى مدفن جماعى بقرية الجرنوس، ثم نقل رفاتهم بعد عام إلى كنيسة العائلة المقدسة، خاصة أن أبناء «الجرنوس» فضلوا الصلاة على أولادهم فى كنيسة القرية. الأزمة بدأت بعدما طالب خال الضحيتين «جرجس وكيرلس محروس» بدفنهما فى دير الأنبا صموئيل المعترف، باعتبار أنه المكان الذين كانوا فى طريقهم إليه وقت الحادث، على أن ينحى «أغاثون» الخلافات المشتعلة بينه وبين رئيس دير الأنبا صموئيل جانبًا، لكن الطلب الأخير واجهه مطران مغاغة بغضب بالغ، قائلًا للرجل أمام الحضور فى مراسم التجنيز: «اخرس يا قليل الأدب». وسرعان ما اشتغل الغضب بين أهالى شهداء المنيا من رد فعل الأنبا، إلا أن غضبهم لم ينته بانتهاء مراسم التجنيز، حيث هاجم خال «كيرلس وجرجس» مطرانية مغاغة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بسبب تقصيرها فى مساندة الأهالى فى استخراج الأوراق الرسمية. بطرس بيشوى، خال الضحيتين، كتب على صفحته: «سامحك الله يا نيافة الأنبا أغاثون أسقف إيبارشية مغاغة، أولًا بعد سماعنا الخبر كنا فى حالة ذهول، وعندما ذهبنا لثلاجة المستشفى، تعرفنا فى العدوة على الشهيد كيرلس، ولم نجد الشهيد جرجس، وفى مغاغة تعرفنا بصعوبة على جثته، وحين جاء وقت استخراج تصاريح الدفن واستلام الجثامين، لم نجد أى أحد من مطرانية مغاغة ليعرفنا الترتيبات، التى تتعلق بأماكن إقامة الصلاة سواء فى القرية أو المطرانية، وكونها مجمعة أم كل على حدة وأماكن الدفن، وما إذا كانت المطرانية حددت مكانًا للجميع، أم ستدفن كل أسرة شهيدها فى بلده، إضافة إلى أماكن العزاء». ووصف «بيشوى» ما حدث بأنه سوء تنظيم وغياب للترتيبات، فى ظل عدم وجود الآباء الكهنة التابعين لإيبارشية مغاغة، وأن ما حدث يعد حالة من الاستهتار والإهمال واللامبالاة التى لا يتخيلها أحد، متهكمًا على سوء التنظيم، قائلًا: «الأنبا أغاثون أسقف مغاغة ربما مشغول بإحدى المعارك التى يدخلها دائمًا مع أسقف سمالوط الأنبا بفنوتيوس حول بعض القضايا، مثل تناول المرأة، أو كتابة مقال للرد على البابا تواضروس حول معمودية الكاثوليك». وتابع: «قام نيافته بعد ذلك بإرسال صناديق الجثامين، وهى صناديق متهالكة لا تصلح أبدًا، من أردأ ما يمكن وأرخص ما يمكن، لا تليق أبدًا بالشهداء ولا الزحام، ووصل الأمر إلى أن أحد الآباء من مطرانية الفشن قرر إرسال شخص ما لإحضار صناديق من هناك، ولكن أحد الضباط أقنعه بأن الوقت لا يسمح بذلك». وأضاف «بيشوى» قائلًا: «كنا نتوقع أنهم سيدفنون فى مقصدهم أى فى دير الأنبا صموئيل، ولكن لماذا لم يرتب نيافته هذا الاقتراح معنا؟، لخلافاته مع نيافة الأنبا باسيليوس حول مقر الدير بقرية الزورة، فما كان منى إلا أن قمت وقلت له يا سيدنا ولماذا لا يدفنون فى دير الأنبا صموئيل، إذا كان هناك خلاف بينك وبين نيافة الأنبا باسيليوس رئيس دير الأنبا صموئيل نرجو تصفية هذه الخلافات، ولكن ليس على حساب جثثنا، فعنفنى الأنبا أمام الجميع وطردنى من المراسم». فيما أصدرت مطرانية مغاغة بيانًا رسميًا، ردت فيه على ما كتبه بطرس بيشوى، مؤكدة أنه غير صحيح، مضيفة أن لا أحد يستطيع أن ينكر تواجد الآباء الكهنة وممثلى المطرانية وخدام الكنائس بتكليف من نيافة الأنبا أغاثون، ومنهم من توجه إلى المستشفيات فور العلم بالحادث. الغريب أن البيان لم يتطرق لحديث «بيشوى» عن خلافات «أغاثون» مع رئيس دير الأنبا صموئيل، وعندما واجه الأهالى المتحدث الإعلامى للمطرانية فى نقاشات على الصفحة الرسمية للمطرانية بموقع التواصل الاجتماعى، قال إن الوقت والمكان ليسا مناسبين. كما نفى البيان تعامل الأنبا أغاثون بحدة مع بطرس بيشوى، رغم أن كاميرا إحدى القنوات التابعة للكنيسة كانت تنقل فى بث مباشر مراسم التجنيز، ووثقت ما قاله الأنبا حرفيًا، وهو ما أدى إلى هجوم التابعين للمطرانية عليها، مؤكدين أنه كان من الأفضل أن يصدر بيان اعتذار، لأن ما حدث مسجل بالصوت والصورة، بل منهم من طالب بحذف البيان، وطالبوا أيضًا الأنبا بالاعتكاف بسبب أسلوبه فى التعامل مع أبناء المطرانية.